عسكري متقاعد ينوي الترشح للرئاسة التونسية.. ويعد باستئصال الإرهاب

حزب «التكتل» يقود جبهة سياسية جديدة للمنافسة في الانتخابات

عسكري متقاعد ينوي الترشح للرئاسة التونسية.. ويعد باستئصال الإرهاب
TT

عسكري متقاعد ينوي الترشح للرئاسة التونسية.. ويعد باستئصال الإرهاب

عسكري متقاعد ينوي الترشح للرئاسة التونسية.. ويعد باستئصال الإرهاب

وعد محمد الصالح الحدري، رئيس حزب العدل والتنمية في تونس، باستئصال المجموعات الإرهابية من البلاد، وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» غداة إعلان نية ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة: «أنا في حرب ضدهم، وسنستأصلهم من جذورهم وعن بكرة أبيهم».
وانتقد الحدري طريقة إدارة الحرب على الإرهاب من قبل الحكومات التونسية التي تعاقبت بعد الثورة، وقال إن بلده في حاجة إلى استراتيجية مختلفة في مجال مكافحة الإرهاب ومواجهة المجموعات المسلحة.
كما أشار الحدري إلى وجود دعم كبير لترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، من قبل قواعد حركة النهضة، التي يقودها راشد الغنوشي. وبخصوص أبرز منافسيه على كرسي الرئاسة، قال الحدري إن الباجي قائد السبسي، رئيس حركة «نداء تونس»، يأتي على رأس هذه القائمة، نظرا لخبرته السياسية الواسعة، لكنه ذكر أنه يتفوق على قائد السبسي بخبرات معمقة في مجالي الاقتصاد والأمن.
وكان حزب العدل والتنمية، الذي تأسس بعد الثورة وهو ذو مرجعية إسلامية، قد أعلن قبل يوم واحد خبر تزكية محمد الصالح الحدري، رئيس الحزب، خوض الانتخابات الرئاسية المقررة قبل نهاية السنة الحالية.
والحدري، عقيد عسكري متقاعد محسوب على التيار الإسلامي، أزاحه نظام زين العابدين بن علي من المؤسسة العسكرية في بداية عقد التسعينات من القرن الماضي بتهمة الإعداد مع مجموعة أخرى من الضباط لانقلاب عسكري. وحكم عليه بالسجن لمدة ثماني سنوات، ثم أحيل بعدها إلى التقاعد الإجباري، قبل أن يعود إلى النشاط السياسي بعد الإطاحة بنظام بن علي ويؤسس حزب العدل والتنمية.
ويعد الحدري من بين عدة قيادات سياسية أعلنت تحضيرها للمنافسة على كرسي الرئاسة، على غرار قائد السبسي، وأحمد نجيب الشابي زعيم «الحزب الجمهوري»، والمنصف المرزوقي، ومصطفى بن جعفر، رئيس حزب «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات»، وحمة الهمامي المتحدث باسم «تحالف الجبهة الشعبية» (تحالف يجمع 12 حزبا موزعة بين اليسار والقوميين).
من جهته، قال الحبيب الهرقلي، عضو الهيئة التأسيسية لحزب العدل والتنمية، إن «ترشح رئيس حزبه سيكون مفيدا لتونس، لما يحظى به من خبرة اقتصادية وأمنية، ومن سلوك مبدئي في التعامل مع قضايا الوطن والأمة، بعيدا عن حسابات الأنا الفردية أو الحزبية».
وفي سياق متصل، تجري مباحثات سياسية متقدمة بهدف تشكيل جبهة وسطية «ستكون مفاجئة المرحلة المقبلة»، على حد تعبير قيادات أحزاب «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات»، وحزب العمل التونسي وحركة «الوحدة الشعبية»، المكون الرئيس لهذه الجبهة.
وحسب تسريبات أولية حول هذه الجبهة الجديدة، فإنها ستعلن عن مرشح مشترك للمنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وترجح المصادر نفسها أن يكون مصطفى بن جعفر، رئيس حزب «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات» والرئيس الحالي لـ«المجلس التأسيسي» (البرلمان)، مرشح هذه الجبهة الوسطية الجديدة.
من ناحية أخرى، أظهرت أحدث التحقيقات الأمنية المتعلقة بالهجوم الإرهابي الذي تعرض له منزل عائلة لطفي بن جدو، وزير الداخلية التونسية، أن عملية إطلاق النار التي أودت بحياة أربعة عناصر أمنية لم تدم أكثر من عشر دقائق، في حين أن العملية بأكملها، أي منذ الاستيلاء على الشاحنة وتنفيذ العملية والانسحاب إلى جبل «السلوم» المجاور، قدرها خبراء أمنيون بنحو أربعين دقيقة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».