ما هو الفريق القادر على هزيمة مانشستر سيتي؟

بعد أن ضم توتنهام هوتسبير إلى قائمة ضحاياه من الفرق الكبرى

احتفال لاعبي سيتي بالانتصارات بات صورة معتادة كل أسبوع (أ.ف.ب)
احتفال لاعبي سيتي بالانتصارات بات صورة معتادة كل أسبوع (أ.ف.ب)
TT

ما هو الفريق القادر على هزيمة مانشستر سيتي؟

احتفال لاعبي سيتي بالانتصارات بات صورة معتادة كل أسبوع (أ.ف.ب)
احتفال لاعبي سيتي بالانتصارات بات صورة معتادة كل أسبوع (أ.ف.ب)

بعد أن ضم مانشستر سيتي فريق توتنهام هوتسبير لقائمة ضحاياه من الفرق الكبرى، هل انتهى الصراع على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز؟.
يبدو بالفعل أن نادي مانشستر سيتي قد حسم اللقب بالفعل بعدما تغلب على جميع المنافسين الأقوياء ولم يستطع أحد منهم إيقاف قطار الفريق بقيادة المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا. وباتت هناك معضلة الآن تشبه المعادلات الرياضية التي يستحيل حلها، والتي تتمثل في السؤال التالي: من هو الفريق القادر على هزيمة مانشستر سيتي؟.
لقد حاول توتنهام بقيادة مديره الفني الأرجنتيني ماوريسيو بوكتينيو القيام بذلك، ولكنه فشل وتلقى خسارة قاسية بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد لأنه تجرأ وضغط هجوميا. وكما فعل من قبل أمام غوارديولا، دخل بوكتينيو اللقاء وهو يعتمد على الضغط العالي بطول الملعب وتضييق المساحات أمام لاعبي مانشستر سيتي. قد يبدو هذا مناسبا من الناحية النظرية وعلى الورق، ولو فاز توتنهام في تلك المباراة لأصبح بوكتينيو هو أول مدير فني يحقق الفوز على غوارديولا ثلاث مرات في مباريات بالدوري. ولم يتمكن أي مدير فني من الفوز على غوارديولا أكثر من المدير الفني الألماني يورغن كلوب، الذي يعتمد دائما وأبدا على الضغط العالي.
وفي بداية المباراة، أظهرت ركلة مرمى لنادي مانشستر سيتي الطريقة التي يعتمد عليها بوكتينيو من بداية اللقاء، حيث طلب من مهاجميه الثلاثة الضغط من الأمام لمنع حارس مرمى مانشستر سيتي إيدرسون من تمرير الكرات القصيرة لقلبي الدفاع أو فيرناندينيو بهدف منع بناء الهجمات من الخلف. وقد تسبب ذلك في بعض الإزعاج لمانشستر سيتي خلال بعض فترات المباراة، وأجبر غوارديولا على تغيير طريقة اللعب، ولم يلعب مانشستر سيتي بطريقته المعتادة بتناقل الكرات بسهولة كما كان من قبل، ومع ذلك، نجح الفريق في سحق توتنهام بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد. ولم يتعد استحواذ مانشستر سيتي على الكرة في تلك المباراة 53 في المائة، رغم أنه وصل في المتوسط خلال الموسم إلى 65.5 في المائة. وكان توتنهام هوتسبير هو الأكثر استحواذا على الكرة أمام مانشستر سيتي مقارنة بأي فريق آخر بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسم. ومع ذلك، لم يجد كل ذلك نفعا وخسر الفريق برباعية.
وتعد هذه هي نقطة القوة الأكبر لمانشستر سيتي هذا الموسم، حيث يمكن للفريق أن «يخنق» الفرق المنافسة بالاستحواذ على الكرة والتمريرات القصيرة، لكن يمكنه أيضا أن يرهق المنافسين بالتحركات السريعة. وإذا واجهت مانشستر سيتي بالضغط العالي فسوف يستغل لاعبوه سرعتهم في ضرب المساحات خلف دفاعاتك، ولو لعبت بتكتل دفاعي فسوف يتمكن مانشستر سيتي في النهاية أيضا من فك شفرة تلك الدفاعات وتسجيل الأهداف، رغم أن هذا التكتل الدفاعي يغضب غوارديولا كثيرا. وربما كان الشيء الأكثر إثارة للدهشة هو أن مانشستر سيتي قد تطور وأصبح قادرا على إحراز أهداف قاتلة في مرمى الفرق الكبرى من الكرات الثابتة أيضا.
وبعدما حُرم إيدرسون من تمرير الكرات القصيرة لمدافعي فريقه، أظهر قدرة كبيرة على تمرير الكرات الطويلة للاعبي خط الوسط. وبصفة عامة خلال الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي الممتاز، وصل معدل تمريرات إيدرسون الطويلة إلى 3.7 في المباراة الواحدة. لكن في مباراة فريقه أمام توتنهام هوتسبير وصل معدل تمريراته الطويلة إلى 19 كرة. صحيح أن دقة تمريراته في الموسم قد هبطت من 83.6 في المائة إلى 78.7 في المائة، لكنه لا يزال رائعا في اللعب بقدميه.
ورغم التفوق الواضح لمانشستر سيتي، فقد ساعده توتنهام على تحقيق هذه النتيجة الكبيرة نتيجة الأخطاء الواضحة التي ارتكبها لاعبوه والارتباك الكبير في صفوف الفريق، وخير مثال على ذلك الهدف الأول لمانشستر سيتي، حيث قفز ديلي ألي باتجاه هاري كين ووقف هاري وينكس متفرجا بينما كان إلكاي غوندوغان يوجه تمريرة ليروي ساني برأسه في المرمى. وكان هناك أيضا الكثير من التمريرات الخاطئة للاعبي توتنهام هوتسبير في منتصف ملعب مانشستر سيتي. وانخفضت دقة تمريرات لاعبي توتنهام هوتسبير خلال الموسم من 84.2 في المائة إلى 79.9.
ربما كانت نتيجة المباراة ستختلف لو كان بإمكان توتنهام هوتسبير الاستعانة بخدمات أي من توبي الديرويرلد أو دافينسون سانشيز أو فيكتور وانياما، أو لو لعب توتنهام بثلاثة لاعبين في الخط الخلفي، بالشكل الذي لعب به أمام ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا. ربما كان سيقدم ذلك بعض الدعم لكيران تريبير، الذي عانى بشكل كبير للغاية أمام المتحرك ليروي ساني. ربما كان سيؤدي ذلك إلى تغيير نتيجة المباراة، لكن الحقيقة هي أن مانشستر سيتي ربما كان قادرا على إيجاد حلول أيضا في حال قيام توتنهام هوتسبير بكل ذلك.
ولذا، فإن السؤال الآن هو: كيف يمكن إيقاف مانشستر سيتي؟ لقد حدث التحول الأكبر في الموسم الأخير لغوارديولا مع برشلونة الإسباني عندما أخذت بعض الفرق - مثل أتلتيك بلباو بقيادة مارسيلو بيلسا ثم ريال مدريد بقيادة جوزيه مورينيو في مباراة العودة لكأس ملك إسبانيا والتي انتهت بهزيمة برشلونة في مجموع لقاءي الذهاب والعودة بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد – عندما أخذت هذه الفرق زمام المبادرة وتحلت بالجرأة للهجوم على برشلونة. لقد ظهر جليا أن نقطة ضعف برشلونة تكمن في خط الدفاع، ولذا فإن الطريقة الأمثل لهزيمته هي الهجوم، بطريقة مدروسة ومحكمة، لاستغلال ذلك.
لكن الحقيقة هي أن فريق مانشستر سيتي يمتلك الكثير من الأسلحة المتنوعة. هذا لا يعني أنه أقوى من برشلونة، ولكن يعني أن لديه تنوع أكبر في الأساليب وطرق اللعب المناسبة لكل مباراة. لقد كانت مغامرة بوكتينيو منطقية، حيث قرر إرباك مانشستر سيتي عن طريق الضغط بطول الملعب لكشف نقاط الضغط لدى فريق غوارديولا، لكن أن يلعب توتنهام هوتسبير بالشكل الذي رأيناه فإن ذلك ينطوي على مخاطر كبيرة للغاية.
لقد وصل مانشستر سيتي لمستوى متقدم للغاية وباتت الفرق التي تلعب أمامه ترغب في الخروج بأقل الخسائر بدلا من الهزيمة بشكل مهين. لا يعد هذا شيئا جيدا للمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز بالطبع، لكن الحقيقة هي أن مانشستر سيتي أصبح يمثل مشكلة يستعصي على الجميع حلها.


مقالات ذات صلة

غوارديولا: مشاكل السيتي سببها «الجدول»

رياضة عالمية غوارديولا قال إنه بحاجة إلى لاعبين جدد (أ.ب)

غوارديولا: مشاكل السيتي سببها «الجدول»

أعرب جوسيب غوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي، عن اعتقاده بأنه سيكون بحاجة للاعبين أكثر بالفريق من أجل التعامل مع المباريات.

رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

أموريم: يونايتد بكامل جاهزيته لمواجهة سيتي

ربما يستعين روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد بالمدافع المخضرم جوني إيفانز، عندما يسافر الفريق عبر المدينة لمواجهة مانشستر سيتي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز للموسم الماضي (رويترز)

مانشستر سيتي يعلن عن إيرادات قياسية بـ715 مليون جنيه إسترليني

أعلن مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، الجمعة، عن تحقيقه إيرادات قياسية للعام الثالث توالياً.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا يشعر بحجم الضغط عليه بسبب نتائج سيتي السيئة (رويترز)

أزمات مانشستر سيتي تتوالى محلياً وقارياً... وغوارديولا تحت الضغط

يعاني سيتي لحجز مكان بالدور الثاني من البطولة القارية على عكس الثلاثي الذي يتقدم بخطى ثابتة ليفربول وآرسنال وآستون فيلا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إلكاي غويندوغان (أ.ف.ب)

غوندوغان: على مانشستر سيتي البحث عن «مفتاح النجاح»

حث إلكاي غوندوغان، لاعب فريق مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم، زملاءه على إيجاد الإلهام داخل أنفسهم، بعد الخسارة صفر-2 أمام يوفنتوس الإيطالي الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».