عاد مسلسل الإرهاب إلى الشارع المصري عبر زرع عبوتين ناسفتين بدائيتي الصنع، بشارع السودان بمنطقة أرض اللواء بمحافظة الجيزة، لاستهداف المدنيين وقوات الشرطة بالتزامن مع خطبة الجمعة، حيث نجح الخبراء في تفكيكهما، بعد أن شك الأهالي واتصلوا بالشرطة.
كان هذا الأسلوب اختفى منذ فترة طويلة، بسبب نجاح قوات الأمن في إبطال مفعول العديد من هذه العبوات... وقال خبراء أمنيون ومختصون في شؤون الحركات الإسلامية لـ«الشرق الأوسط»، إنها محاولات يائسة من الجماعات الإرهابية للعودة للمشهد وإحداث «شو إعلامي»، لافتين إلى أن هذه الجماعات تحاول التأكيد على أنها ما زالت موجودة وقادرة على القيام بعمليات هنا أو هناك... فضلاً عن إرباك السلطات بزرع عبوتين بالقرب من بعض.
وقالت مصادر أمنية، إن «العبوتين الناسفتين تم زرعهما داخل صندوقين من الخشب بمطلع كوبري، وهما عبارة عن أسطوانتين بداخلهما أسلاك كهربائية، وكانتا معدتين للانفجار لوجود منبه بداخلهما».
مضيفة أن «شرطة النجدة تلقت بلاغاً بوجود جسم غريب موجود أعلى الرصيف بشارع السودان، فانتقل خبراء المفرقعات إلى مكان البلاغ، وتم وضع كردون أمني حول الجسم الغريب، وبالفحص تبين أن الجسم الغريب يحتوي على عبوة ناسفة تزن 10 كيلوغرامات أسطوانية الشكل تحتوي على مواد «تي إن تي»، ونترات الأمونيون شديدة الانفجار، وتم إبطالها من قبل خبراء المفرقعات، ثم بعد ذلك تم تمشيط المكان. وعثر على عبوة ثانية على مسافة 300 متر من مكان العبوة الأولى، بالموصفات نفسها تحتوي على مواد شديدة الانفجار.
وكانت السلطات قد قررت الأسبوع الماضي حبس أعضاء خلية إرهابية تابعة لحركة «غلابة»، أحد الأذرع المسلحة لجماعة «الإخوان» التي تعتبرها مصر تنظيماً إرهابياً، خططت لإثارة الفوضى عقب صلاة الجمعة قبل الماضي، باستهداف المصلين عقب الخروج من المساجد. كما نجحت في وقف حركة «حسم» الإرهابية الجناح المسلح لـ«الإخوان»، بقتل اثنين من كوادرها مسؤولين عن صناعة العبوات الناسفة... فضلاً عن تمكن قطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية من ضبط كميات كبيرة من المواد الخام التي تستخدم في تصنيع المتفجرات في إحدى الشقق السكنية بمدينة 6 أكتوبر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتبين أن مالك الشقة يعتنق الفكر المتطرف، وأنه كان يجمع هذه المواد لتصنيع العبوات الناسفة.
وقالت وزارة الداخلية في أكتوبر (تشرين أول) الماضي، إنها أحبطت أيضاً مخططا إرهابيا استهدف البلاد، معلنة عن مقتل 3 وتوقيف 9 مسلحين ينتمون إلى حركة «لواء الثورة»، التي ذكرت أنها إحدى الأذرع المسلحة لجماعة «الإخوان». وأوضحت أن قادة «الإخوان» بالخارج كلفوا تلك العناصر بتصعيد عملياتهم العدائية المسلحة خلال الفترة المقبلة ضد قوات الشرطة والجيش.
وقال اللواء طلعت مسلم، الخبير الأمني في مصر، إن اختفاء اعتماد الجماعات الإرهابية على العبوات البدائية الناسفة خلال الفترة الماضية، نتيجة الضربات الأمنية الناجحة التي وجهتها أجهزة الأمن لإرهابيين ولأماكن تصنيع هذه العبوات، موضحاً أن الهدف من زرع العبوات إثارة حالة من الرعب والفزع لدى المواطنين، خاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار وقت زرع العبوتين الناسفتين، والمتزامن مع بدء خطبة الجمعة، في منطقة تشهد كثافة سكانية عالية. مضيفاً أنها محاولات يائسة من الجماعات الإرهابية للعودة للمشهد وإحداث «شو إعلامي».
ودلت التحريات الأولية، أمس، أن العبوتين كانتا تستهدفان قوات الأمن المكلفة بتأمين شارع السودان... وقام الأمن بوضع عدة أكمنة على مداخل ومخارج المنطقة لمطاردة تلك العناصر الإرهابية التي زرعت العبوتين، ويجري فحص كاميرات المراقبة الخاصة بالمحلات المجاورة من قبل النيابة العامة لكشف هوية المتهمين.
وتتعرض قوات الشرطة المصرية لهجمات متكررة على كمائنها منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لـ«الإخوان» عن السلطة في عام 2013. وتقول الحكومة إن «عددا من رجال الأمن قتلوا في هجمات استهدفت مرتكزات ونقاطاً أمنية في سيناء ومحافظات مصر».
وأعلنت حركة «حسم» مسؤوليتها عن مقتل عناصر من الشرطة في أنحاء البلاد خلال الأشهر الماضية، كما تبنت كثيراً من حوادث استهداف الارتكازات الأمنية.
من جهته، أكد عمرو عبد المنعم، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية بمصر، إن جماعات العنف تسعى إلى تنفيذ عمليات كي تؤكد أنها ما زالت قادرة ولها أذرع طويلة للقيام بعمليات هنا أو هناك لإرباك السلطات، لافتاً أن هذه العمليات سوف تشهد إجهاض المزيد منها خلال الفترة المقبلة حال تكرارها، كونها أصبحت أكثر انكشافاً لدى السلطات المصرية.
إرهاب «العبوات الناسفة» يعود للشارع المصري... والأمن يُحبطها
خبراء عدوها محاولات يائسة لإرباك السلطات
إرهاب «العبوات الناسفة» يعود للشارع المصري... والأمن يُحبطها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة