مصر: 3 اكتشافات أثرية جديدة في أسوان

مدافن لأطفال... وبقايا مدينة سكنية... وتمثال لأرتميس

أوانٍ فخارية - جزء من جبانة تعود للدولة القديمة (الصور من صفحة وزارة الآثار على «فيسبوك»)
أوانٍ فخارية - جزء من جبانة تعود للدولة القديمة (الصور من صفحة وزارة الآثار على «فيسبوك»)
TT

مصر: 3 اكتشافات أثرية جديدة في أسوان

أوانٍ فخارية - جزء من جبانة تعود للدولة القديمة (الصور من صفحة وزارة الآثار على «فيسبوك»)
أوانٍ فخارية - جزء من جبانة تعود للدولة القديمة (الصور من صفحة وزارة الآثار على «فيسبوك»)

أعلنت وزارة الآثار المصرية، أمس، عن 3 اكتشافات جديدة لمجموعة من البعثات المصرية الأجنبية المشتركة في أسوان (جنوب البلاد). وقال الدكتور مصطفي وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار: إن «البعثة السويدية بمنطقة جبل السلسلة الأثرية بمدينة كوم أمبو نجحت في الكشف عن أربع دفنات (سطحية) لأطفال، كما نجحت البعثة النمساوية بكوم أمبو في الكشف عن جزء من جبانة أسفلها مدينة سكنية تعود لعصر الدولة القديمة... في حين عثرت البعثة السويسرية بمدينة أسوان على تمثال غير مكتمل يعود للعصر اليوناني الروماني، يرجّح أن يكون خاصاً بإلهة الصيد والإنجاب».
وعن الاكتشافات، أكد الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية، أن الدفنات الأربع المكتشفة بجبل السلسلة تعود لعصر التحامسة «الأسرة الثامنة عشرة»، وهي تتكون من دفنة محفورة في الصخر لطفل صغير يتراوح عمره ما بين العامين والثلاثة، والمومياء الخاصة ما زالت تحتفظ باللفائف الكتانية، ويحيط بها بعض المواد العضوية من بقايا تابوت خشبي متآكل.
مضيفاً: «أما الدفنة الثانية فموجودة داخل تابوت خشبي، وتخص طفلاً يتراوح عمره ما بين ست وتسع سنوات، والثالثة لطفل آخر يتراوح عمره ما بين خمس وثماني سنوات، وكلتاهما يحتويان على الكثير من الأثاث الجنائزي، منها تمائم ومجموعة من الأواني الفخارية، أما عن الدفنة الرابعة فهي لطفل يتراوح عمره ما بين خمس وثماني سنوات وغير واضح على وجهه سبب الوفاة».
وتعد منطقة آثار جبل السلسلة غرب النيل على بعد 65 كيلومتراً شمال أسوان، وكانت تعرف في مصر القديمة باسم «خني»، أحد محاجر قدماء المصريين منذ الأسرة الثامنة عشرة وحتى عصور مصر اليونانية والرومانية. وقالت مصادر أثرية: إنه تم العثور في جبال السلسلة على نقوش تدل على أسماء الملوك الذين قطعوا منها الحجارة لاستخدامها في تشييد صروحهم المعمارية مثل، الملكة حتشبسوت، والملك سيتي الأول، والملك رمسيس الثاني وابنه مرنبتاح، والملك حور محب الذي شيد بها معبداً.
وتضم المنطقة لوحة إخناتون التي تعد من اللوحات النادرة، وتماثيل لأبو الهول بجبل السلسلة، التي كان يتم نحتها بالموقع لتزيين المعابد.
وقال محمد سيد، الأثري بمنطقة أسوان: إن جبل السلسلة يضم ما يقرب من 51 محجراً و27 محجراً في الجانب الغربي، وأكثر من 5000 نقش صخري، كما يحوي 35 مقصورة، تعد من أهمها مقصورة الملك حور محب، فضلاً عن 58 مقبرة صخرية تم الكشف عنها أخيراً.
من جانبها، قالت الدكتورة ماريا نيلسون، رئيسة البعثة السويدية المصرية المشتركة: إن «البعثة كانت نجحت خلال مواسم الحفائر السابقة في الموقع بالعثور على الكثير من الدفنات؛ إلا أن هذا الكشف يضيف لنا الكثير عن عادات الدفن خلال عصر التحامسة، كما أنها تلقي الضوء على جزء كبير من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والدينية لأفراد تلك الفترة»، مؤكدة أن البعثة ستقوم خلال الفترة القادمة بإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث على تلك الدفنات.
في غضون ذلك، عثرت البعثة الأثرية المصرية النمساوية العاملة بكوم أمبو برئاسة الدكتورة إيريني فوستر على جزء من جبانة من عصر الانتقال الأول، بها عدد من الدفنات والمقابر المبنية من الطوب اللبن عثر بداخلها على الكثير من الأواني الفخارية ومشتملات الدفن.
وأشارت فوستر إلى أن الدراسة المبدئية أوضحت، أنها في الأغلب مبنية على قمة مقابر أقدم منها، وأسفل الجبانة تم العثور على مدينة سكنية تعود لعصر الدولة القديمة، تم تأريخها بناءً على ختم عثر عليه بالموقع للملك ساحورع من عصر الأسرة الخامسة.
وقال عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة: إن البعثة المصرية السويسرية العاملة في مدينة أسوان القديمة برئاسة فولفجانج موللر عثرت على تمثال غير مكتمل فاقد الرأس والقدمين واليد اليُمنى، وهو مصنوع من الحجر الجيري الأصفر، ويبلغ ارتفاعه نحو 14 سم، وعرضه 9 سم وسمكه من أعلى 3 سم ومن أسفل 7 سم.
وأوضح: «من خلال الدراسة الأولية للتمثال تبين أنه لسيدة، وأن الزي الذي ترتديه يرجّح أنه يشبه الزى الخاص بالإلهة الإغريقية أرتميس، إلهة الصيد والبرية والإنجاب والعذرية والخصوبة، التي ارتبطت بالمعبودتين إيزيس وباستت... واليد اليسرى للتمثال معكوفة تقبض على القوس والسهام؛ وتقدم قدمها اليسرى، ويتضح من خلال التمثال الثنايا التي تمثل الزي الإغريقي، وطرف الرداء يمر بجوار يدها اليسرى والطرف الآخر للرداء على كتفها الأيسر.


مقالات ذات صلة

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق معرض يحكي قصة العطور في مصر القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض أثري يتتبع «مسيرة العطور» في مصر القديمة

يستعيد المتحف المصري بالتحرير (وسط القاهرة) سيرة العطر في الحضارة المصرية القديمة عبر معرض مؤقت يلقي الضوء على صناعة العطور في مصر القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الفيلا تدلّ على «أسلوب حياة فاخر» (تيفونت أركيولوجي)

اكتشاف آثار فيلا رومانية فاخرة على الأرض البريطانية

اكتشف علماء آثار و60 متطوّعاً فيلا رومانية تدلّ على «أسلوب حياة فاخر»، وذلك في مقاطعة يلتشاير البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة «اليونيسكو»، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء» تراثاً ثقافياً لا مادياً.


«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.