مظاهرات أمام الأمم المتحدة في نيويورك ضد انتهاكات في إيران

منظمات حقوقية دولية طالبت بتطبيق عقوبات على نظام طهران

مظاهرات احتجاجية ضد انتهاكات حقوق الإنسان في إيران أمام مقر الأمم المتحدة بنيويورك أمس («الشرق الأوسط})

نظمت منظمات حقوقية مظاهرة احتجاجية وجماعية أمس في نيويورك أمام مبنى الأمم المتحدة، وذلك للتنديد بالممارسات العدوانية الإيرانية في حقوق الإنسان، مطالبين المجتمع الدولي بدعم جهودهم والدفاع عن حقوق الإنسان في إيران، من خلال العقوبات على الحكومة الإيرانية، وتعريفهم بمدى خطورة أفعالهم.
وفي أجواء ودرجات حرارة متدنية وصلت إلى - 4 مئوية تحت الصفر (25 فهرنهايت) في مدينة نيويورك، احتشد المئات من العرب والإيرانيين والأميركيين في المظاهرة التي ينظمها المركز العربي الأميركي الدولي لحقوق الإنسان، والمنظمة الأميركية للعدالة والسلام، رافعين لافتات مطالبة بمعاقبة النظام الإيراني لانتهاكاته ضد حقوق الإنسان والسلوكيات العبثية في دول منطقة الشرق الأوسط.
وقال نائب الأمين العام للمركز العربي الأميركي الدولي لحقوق الإنسان مشاري الأيدا لـ«الشرق الأوسط»، إن المظاهرة الاحتجاجية تأتي مناهضة لانتهاكات النظام الإيراني ودعمه للإرهاب، تحت تنظيم المركز العربي الأميركي الدولي لحقوق الإنسان، والمنظمة الأميركية للعدالة والسلام، وهما منظمتان دوليتان مسجلتان بالولايات المتحدة الأميركية معنيتان بالدفاع عن حقوق الإنسان ودعم المواثيق والتشريعات الدولية، ونشر ثقافة حقوق الإنسان في العالم.
ولفت الأيدا إلى أن المظاهرة حملت عنوان أوقفوا إرهاب النظام الإيراني وانتهاكاته لحقوق الإنسان وتدخلاته في الدول، والتي يشارك فيها المئات من النشطاء الحقوقيين وعامة الناس، وتأتي تزامناً مع الاحتفالات العالمية باليوم العالمي لحقوق الإنسان، موضحاً أنها تهدف إلى لفت أنظار المجتمع الدولي والأميركي إلى جرائم الإرهاب والانتهاكات التي يمارسها النظام الإيراني في داخل إيران وخارجها.
وأضاف الأيدا أن «المظاهرة الاحتجاجية يصاحبها رفع شعارات وعبارات وصور تبرز جرائم وانتهاكات النظام الإيراني، بالإضافة إلى توزيع مجلة ورقية تكشف عن جرائم الإرهاب الإيراني حول العالم وانتهاكاته وتدخلاته في منطقة الشرق الأوسط ودول الجوار، كما تتضمن تلك المجلة حصراً لعمليات الإعدامات التي نفذتها إيران بحق رجال ونساء وأطفال على مدار عشر أعوام ماضية، تضمنت أيضا حصرا لبعض الميليشيات والجماعات الإرهابية المسلحة التي أسستها ودعمتها إيران، وكانت سبب رئيسيا في مقتل وتشريد الآلاف من النساء والأطفال والمدنيين العزل، وذلك من خلال الحروب بالوكالة في سوريا واليمن».
وفي سياق متصل، أصدرت منظمة الدفاع عن الديمقراطيات الأميركية أمس بياناً صحافياً تناشد الرئيس الأميركي دونالد ترمب دعم جهود الأمم المتحدة في احتفالاتها في اليوم العالمي لحقوق الإنسان بتطبيق عقوبات إضافية على النظام الإيراني، الذي انتهك الأعراف الدولية والحقوقية في حقوق الإنسان ضد شعبه وضد الدول المجاورة.
وأكد البيان أن انتهاكات إيران لحقوق الإنسان استمرت رغم الاتفاق النووي الذي أبرمته عام 2015، مبينة أنه رغم سمعة الرئيس الإيراني الذي أعيد انتخابه أخيراً، إلا أن حسن روحاني، بصفته معتدلا، أعدمت إيران في عهده مئات الأشخاص سنويا، وتطبيق عقوبات أخرى مثل الجلد، واعتقال الصحافيين والناشطين السياسيين، والمدافعين عن حقوق الإنسان؛ وفرضَ تمييزا واسع النطاق ضد المرأة والأقليات الإثنية والدينية، ولا سيما من يسمون بالبهائيين.
وأضاف: «ينبع سلوك النظام من آيديولوجيته المتطرفة التي تعتبر إيران طليعة الإسلام الشيعي في الشرق الأوسط، وتهيمن عليها الدول السنية وراعيها الأميركي. وبهذا المعنى، تعتبر إيران المعارضة الداخلية شكلا من أشكال التسلل الثقافي الذي يسعى إلى تقويض شرعية النظام من الداخل، وهذه النظرة التآمرية توجه أيضا حملة عدوانية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والتي تسعى إلى إعادة تشكيل المنطقة السنية إلى حد كبير وفقا للمذهب الشيعي». وطالبت المنظمة الإدارة الأميركية في بيانها، بتعزيز مصالحها ضد النظام الإيراني عن طريق التشكيك في الآيديولوجية التي تحاكي سلوك طهران الخبيث في الساحات الأخرى، وتضاعف الجهد الأميركي لمكافحة انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، والتي اعتبرتها لا تفي بواجب إنساني فحسب، وإنما أيضا مصلحة أمنية وطنية حيوية.