التقاعد مرتبط بفترات نوم أطول وأعمق

تعويضاً عن ضعف الصحة والتوتر بسبب العمل

TT

التقاعد مرتبط بفترات نوم أطول وأعمق

وجد باحثون من فنلندا أن النوم غير المريح والاستيقاظ مبكرا جدا في الصباح على وجه الخصوص يتراجع بدرجة كبيرة خاصة بين المتقاعدين الذين كانوا يعانون من ضعف الصحة والتوتر بسبب العمل قبل تقاعدهم.
وقالت سنا ميلينتوستا المرشحة للحصول على شهادة الدكتوراه في جامعة توركو وكبيرة الباحثين في الدراسة: «ذكر الناس أنهم عانوا من الاستيقاظ المبكر والنوم غير المريح في السنوات الأخيرة قبل التقاعد بالمقارنة ببعد التقاعد».
وذكرت ميلينتوستا وزملاؤها في نشرة «سليب» الإلكترونية يوم 16 نوفمبر (تشرين الثاني) أن النوم يعتبر غير مريح عندما يظل الإنسان يشعر بالإرهاق حتى بعد النوم لسبع أو ثماني ساعات. وترتبط صعوبات النوم والنوم لفترات قصيرة بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب وداء السكري والوفاة المبكرة. وقالت لـ«رويترز» هيلث في رسالة بالبريد الإلكتروني «هذه الدراسة تشير إلى أن جودة النوم، وهي مكون أساسي في حالتنا الصحية، تكون أقل خلال سنوات العمل».
وقام فريق الدراسة بتحليل بيانات 5800 موظف عام في فنلندا أحيلوا إلى التقاعد لبلوغهم السن القانونية بين عامي 2000 و2011.
وذكر الباحثون أن سن التقاعد المنصوص عليه في قانون العمل بالقطاع العام كان يتراوح بين 63 و65 عاما حتى عام 2004، وفي عام 2005 جرى مد السن إلى ما بين 63 و68 باستثناء وظائف معينة مثل المعلمين في المدارس الابتدائية حيث يبلغ سن التقاعد 60 عاما فقط.
وملأ المشاركون استبيانا كل أربع سنوات، وللدراسة الراهنة قام الباحثون بتحليل هذه الاستبيانات خلال السنوات السابقة على تقاعد المشاركين وفي السنوات اللاحقة على التقاعد.
وفي الاستبيان الأخير قبل التقاعد شكا 30 في المائة من الموظفين من مشكلات النوم، لكن بعد التقاعد شكا 26 في المائة فقط من مثل هذه المشكلات، وفي السنوات اللاحقة على التقاعد تراجعت احتمالات مشكلات النوم 11 في المائة في المجمل مقارنة مع سنوات العمل الأخيرة. وتراجعت الشكوى من الاستيقاظ المبكر بنسبة 24 في المائة وتراجعت الشكوى من النوم غير المريح بنسبة 53 في المائة، لكن لم يرصد تغير يذكر في مشكلات مثل صعوبة الدخول في النوم أو القلق أثناء النوم، وبشكل عام زاد وقت النوم بنحو 20 دقيقة بعد التقاعد.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.