رصد 10 آلاف انتهاك لحقوق الإنسان ارتكبتها الميليشيات في مأرب

TT

رصد 10 آلاف انتهاك لحقوق الإنسان ارتكبتها الميليشيات في مأرب

كشف تقرير رسمي صادر عن مكتب حقوق الإنسان بمحافظة مأرب عن رصد 9958 حالة انتهاك ضد المدنيين ارتكبتها ميليشيات الحوثي الانقلابية منذ أغسطس (آب) 2014 حتى أغسطس 2017 في المناطق التي سيطرت عليها من محافظة مأرب، تنوعت بين القتل والإصابة والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب، إضافة إلى نهب وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، وتفجير المباني والمنازل ودور العبادة والأعيان الثقافية والأثرية، وتهجير المدنيين.
جاء ذلك خلال إطلاق تقرير حالة حقوق الإنسان في مأرب، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي يصادف العاشر من ديسمبر (كانون الأول) من كل عام.
ودعا التقرير المجتمع الدولي لإصدار عقوبات دولية ضد القيادات العسكرية لميليشيا الانقلاب، التي شاركت أو مولت الحرب على محافظة مأرب، واللجنة الوطنية المكلفة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، لمباشرة تحقيقاتها في تلك الانتهاكات.
كما طالب المجتمع الدولي بـ«تصنيف ميليشيات الحوثي الانقلابية منظمة إرهابية نتيجة الانتهاكات والأعمال التي قامت وتقوم بها بحق المدنيين الآمنين»، وتنفيذ «القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي برقم 2140 و2216، والضغط على الميليشيات الانقلابية للكشف عن (خرائط الألغام) التي زرعتها في مختلف المناطق، والتي تشكل تهديداً على حياة السكان المدنيين العائدين إلى مناطقهم وقراهم ومزارعهم وأسواقهم».
إلى ذلك، دعت عدد من المنظمات المدنية المحلية في اليمن، كافة أطراف النزاع المسلح إلى الالتزام بمبادئ القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، الذي يتمثل في إعادة الاعتبار للحقوق، وذلك بعودة المؤسسات الشرعية واحترامها من قبل الجميع.
وقال مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، وهو منظمة مجتمع مدني محلي غير حكومية، إن «حقوق الإنسان في اليمن صارت واقعاً مريراً من الانتهاكات المتعددة، وإن الانقلاب على المؤسسات الشرعية، وإلغاء دورها كان المقدمة الكارثية لحالة الانهيار الذي يعيشه اليمن».
وأضاف أن «كل السلطات في اليمن والقوى المتحكمة المختلفة صارت تمارس كافة الانتهاكات دون رادع أو خشية من وازع ضمير أو عقاب قانوني. وأن الخطوة الأهم تتمثل في إعادة الاعتبار للحقوق، وتأتي بعودة المؤسسات الشرعية واحترامها من قبل الجميع».
ودعا المركز، في بيان له حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى «ضرورة تفاعل المجتمع المدني في اليمن مع التطورات الكثيرة التي تعصف باليمن، وأهمية أن يعاد الاعتبار لمؤسسات المجتمع المدني ودعم استقلالها حتى يوجد التوازن الأساسي الذي من شأنه الحفاظ على هامش الحريات وصون كرامة الإنسان اليمني الذي قال المركز إنه صار عرضة لمختلف أنواع الانتهاكات الجسيمة من فقدان للحياة، ومصادرة لكل الحقوق الأساسية للإنسان».
كما دعا إلى «ضرورة تكاتف المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة لإرسال فريق تقصي حقائق، وتشكيل فريق قانوني من المجتمع المدني بالمنظمات العربية والدولية للاطلاع عن كثب على الواقع الذي وصفه بيان المركز بالواقع المخيف»، مؤكداً أن «التطورات الأخيرة في صنعاء كرست حالة عنف غير مسبوقة، وأن الرصد الأولي الذي تمكن المركز من الحصول عليه، بالتعاون مع فاعلين بالمنظمات الدولية، يؤكد أن هناك حالة شديدة البؤس من الانتهاكات تصل إلى حالات إعدام خارج نطاق القضاء، وعملية ممنهجة من الإخفاء القسري والتعذيب الممنهج والحط من الكرامة الإنسانية».
ومن جانبها، دعت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، كافة أطراف النزاع المُسلح في جميع مناطق اليمن إلى ضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والضوابط والمعايير المتعارف عليها من أجل حماية المدنيين، والحفاظ على حقوق وكرامة المعتقلين، والمبادرة إلى إطلاق سراحهم.
وأعلنت، في بيان لها، عن أعمال اللجنة خلال الثلاثة الأشهر الماضية (سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر) من العام الحالي، رصدها لـ«903 حالات انتهاك في عموم الجمهورية خلال الثلاثة أشهر الماضية، تضمنت 196 قتيلاً و178 جريحاً من المدنيين، و142 حالة إخفاء قسري، و88 حالة اعتقال تعسفي، وتفجير 20 منزلاً بالعبوات الناسفة، وتجنيد 36 طفلاً، وتدمير 107 منازل وأملاك خاصة و20 مؤسسة عامة استهدافاً بالأسلحة الثقيلة، وتهجير قسري لـ24 أسرة، و30 حالة قتل خارج نطاق القانون، و14 حالة بسبب زراعة الألغام، و29 حالة تعذيب ومعاملة لا إنسانية».
وقالت إنها «حققت في 760 حالة انتهاك وقعت ضد النساء خلال الفترة الماضية، تضمنت مقتل 314 امرأة، وجرح 400 امرأة، منها 16 ضحية لزراعة الألغام، وتعذيب 11 امرأة، و5 حالات وفيات من النساء بسبب الحصار والتجويع، وحالة واحدة إخفاء قسري»، مؤكدة استمرارها بـ«عملها المكثف في الميدان والرصد والتحقيق الشامل بالانتهاكات».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».