البيت الأبيض: نتطلع إلى العمل مع الرئيس السيسي

الاستعدادات النهائية لأداء القسم صباح الأحد.. وواشنطن تؤكد حضور حفل التنصيب

البيت الأبيض: نتطلع إلى العمل مع الرئيس السيسي
TT

البيت الأبيض: نتطلع إلى العمل مع الرئيس السيسي

البيت الأبيض: نتطلع إلى العمل مع الرئيس السيسي

توالت أمس برقيات التهنئة عقب الإعلان رسميا عن فوز الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالمنصب الرفيع، في وقت يستعد فيه لأداء اليمين الدستورية صباح يوم الأحد المقبل. قال البيت الأبيض أمس إنه يتطلع إلى العمل مع الرئيس المصري الجديد لتعزيز الشراكة بين الولايات المتحدة ومصر، وخدمة المصالح الكثيرة المشتركة بين البلدين، موضحا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي يزور أوروبا حاليا، يخطط للتحدث مع الرئيس المنتخب الجديد في الأيام المقبلة.
وأكد باتريك فنتريل، المتحدث باسم البيت الأبيض، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن واشنطن تلقت دعوة رسمية لحضور حفل تنصيب الرئيس المصري الجديد يوم الأحد المقبل، ونفى فنتريل وجود أي تعديل في المساعدات الأميركية لمصر في الوقت الحاضر. وأشاد بيان البيت الأبيض بعملية الاقتراع وإدارتها، وقال: «لاحظنا أن المراقبين المحليين والدوليين خلصوا في بياناتهم الأولية إلى أن المفوضية (اللجنة) العليا للانتخابات الرئاسية في مصر أدارت الانتخابات بشكل مهني، بما يتماشى مع القوانين المصرية. ويسرنا أنه جرى السماح للمنظمات الدولية بالمشاركة بصفة مراقب، ونلاحظ أن عملية الاقتراع سارت بطريقة هادئة وسليمة».
لكن البيان وجه انتقادات للقيود على الحريات في مصر، وقال: «نتشارك في القلق الذي أثارته جماعات المراقبة عن البيئة السياسية المقيدة التي واكبت الانتخابات. وأعربنا عن قلقنا باستمرار حول القيود المفروضة على حرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات وحرية التعبير. وندعو الحكومة لضمان هذه الحريات، فضلا عن حقوق إجراءات التقاضي السليمة لجميع المصريين».
وحث البيت الأبيض الحكومة على النظر في التوصيات التي أصدرتها جماعات المراقبة بشأن سبل تحسين إدارة الانتخابات في المستقبل، خاصة في إدارة الانتخابات البرلمانية في وقت لاحق من العام الجاري. وشدد بيان البيت الأبيض على أن «الانتخابات هي جزء لا يتجزأ من المجتمعات الديمقراطية، وأن الديمقراطية الحقيقية تبنى على أساس من سيادة القانون والحريات المدنية». وقال: «نحث الرئيس المنتخب والحكومة على تبني الإصلاحات اللازمة وتحقيق الشفافية وضمان العدالة لكل فرد، ووجود التزام لحماية الحقوق لجميع المصريين». وأضاف أن «مصر وشعبها أوضحوا مطالبهم بالكرامة والعدالة والفرص السياسية والاقتصادية، والولايات المتحدة تدعم بشكل كامل تطلعات الشعب المصري للديمقراطية. وسنقف معهم في سعيهم إلى المستقبل الذي يستحقونه».
في غضون ذلك، أعلن المستشار ماهر سامي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا والمتحدث الرسمي لها، أن أداء الرئيس المنتخب لليمين الدستورية سيكون في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح الأحد المقبل أمام أعضاء الجمعية العامة لمستشاري المحكمة الدستورية، وذلك بقاعة الاحتفالات الكبرى بداخل المحكمة.
وأشار المستشار سامي، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية، إلى أن مراسم أداء اليمين الدستورية ستجري بحضور المستشار عدلي منصور بوصفه رئيس الجمهورية المؤقت، والمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة الحالية بكامل تشكيلها، والكثير من الشخصيات العامة والسياسية يتقدمهم نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدولة العربية، وعمرو موسى رئيس لجنة الخمسين التي تولت وضعت الدستور الجديد للبلاد.
ويعقب أداء اليمين الدستورية إقامة حفل يدعو فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي الملوك ورؤساء الدول ضيوف مصر للترحيب بهم في قصر الاتحادية الرئاسي، ثم تقام احتفالية ثانية في تمام الساعة السابعة مساء بقصر القبة، دعي إليها نحو ألف شخص من مختلف القوى والأحزاب والشخصيات السياسية والرموز المصرية، وذلك بمناسبة انتخاب رئيس جديد لمصر.
وتأكد أمس مشاركة المنجي الحامدي وزير الشؤون الخارجية التونسي في مراسم التنصيب، وأفاد بيان للمكتب الإعلامي للسفارة التونسية في القاهرة بأن مشاركة الوزير الحامدي تأتي استجابة للدعوة الرسمية التي تلقاها الرئيس التونسي منصف المرزوقي أول من أمس لحضور الاحتفال. وذلك على عكس تقارير إعلامية أشارت صباح أمس إلى أن تونس غير مدعوة إلى الحفل، على غرار كل من تركيا وقطر.
من جهته، أعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير بدر عبد العاطي، عن ترحيب مصر ببيانات وبرقيات التهنئة التي صدرت عن قادة الكثير من الدول الشقيقة والصديقة لمصر، ومن عدد من المنظمات الإقليمية والدولية المختلفة للتهنئة بإعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الرسمية من جانب لجنة الانتخابات الرئاسية.
وكان عدد كبير من قادة وملوك دول العالم ورؤساء عدد من المنظمات الإقليمية والدولية، أرسلوا برقيات تهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية، على رأسهم السعودية والإمارات والكويت والبحرين واليمن والأردن والولايات المتحدة وروسيا واليمن والسودان وبريطانيا وفلسطين، وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.