تعمل شركة التعدين العربية السعودية (معادن) على إعادة استزراع أشجار الرمث والسدر التي انحسرت بفعل عوامل التصحر، في موقع حزم الجلاميد الذي يحتضن أحد أهم مناجم الفوسفات للشركة بمنطقة الحدود الشمالية.
وتعد حزم الجلاميد من أقدم القرى شمالاً، وتبعد عن مدينة عرعر نحو 120 كيلومتراً، واشتهرت بكونها قرية صغيرة تعد محطة لاستراحة المسافرين القادمين من منطقة الخليج والعراق والأردن إلى السعودية من الناحية الشمالية الشرقية.
وكانت القرية في وقت سابق مقصداً لعشاق قنص الطيور التي توجد بكثافة في محمية الحرة. وارتبط اسمها برواة الشعر الشعبي، ومغامراتهم أثناء «المقناص» في هذه القرية التي كانت من الأماكن المفضلة لهواة الصيد. لكن منذ عام 2010 عندما أعلن عن وجود كميات ضخمة من الفوسفات فيها، انضم اسمها إلى قائمة القرى المشهورة؛ فتحولت من قرية صغيرة يسكنها عدد قليل من السكان إلى منطقة تعدين تخطت شهرتها الحدود؛ فأصبحت تحت أنظار شركات الطاقة العالمية.
ويعمل حالياً أكثر من 300 شاب سعودي في وظائف متنوعة في منجم حزم الجلاميد للفوسفات، يشكل أبناء المنطقة نسبة 97 في المائة منهم.
وذكرت «معادن» أن مبادرتها البيئية (استزراع نبات الرمث والسدر) في المنطقة تتوافق مع برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030، وتسهم في إعادة الحياة الطبيعية، وتنمية الغطاء النباتي في المنطقة؛ باعتبار أن الصحراء تمثل نسبة كبيرة من أراضي المملكة.
وأضافت الشركة أنها سعت ضمن مبادراتها التنموية في محيط عملها إلى إعادة الغطاء النباتي إلى المنطقة، والعمل بشكل ممنهج على حمايته والحفاظ عليه، خصوصاً أن دراسات بيئية أثبتت أن الغطاء النباتي والحزام الشجري يسهمان في مكافحة التصحر، واعتدال المناخ، وعودة الحياة الفطرية التي انحسرت مكوناتها بسبب اندثار الغطاء النباتي.
وأقيم مشروع «معادن» البيئي على مساحة حوض المرا بطول أربعة آلاف متر من موقع المنجم شمالاً إلى نهاية منطقة الامتياز جنوباً، مع استزراع شريط تجريبي طولي غرب حوض الوادي بطول ألف متر.
ويستطيع الزائر للمشروع عندما يخطو أولى خطواته داخله أن يلاحظ وجود عدد كبير جداً من الأشجار الصحراوية، وما تحمله أغصانها من كميات كبيرة من البذور، وتعد هذه الأشجار أمهات للكثير من أشجار الرمث الصغيرة التي نمت داخل وخارج منطقة امتياز التعدين في القرية.
وتوجد أنواع أخرى غير أشجار الرمث، تضمنها المشروع؛ لتحقيق التنوع في الغطاء النباتي، منها السدر، والطلح، والغاف، والأثل، والقطف، والروثة. وهذه الأشجار لا يقل عددها عن 2455 شجرة.
وتعمل شركة «معادن» للفوسفات، وهي استثمار تقدّر قيمته بـ5.5 مليار دولار (21 مليار ريال سعودي) ممثلة في مشروع مشترك بين «معادن» بنسبة 70 في المائة والشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) بنسبة 30 في المائة. وتبلغ طاقته الإنتاجية الكلية 3 ملايين طن من فوسفات الأمونيوم في السنة، تسوق «معادن» عالمياً 70 في المائة من إنتاجها؛ في موقعين رئيسيين: موقع الجلاميد شمال السعودية، حيث يقع منجم الفوسفات ومصنع لرفع نسبة تركيز الخام، وموقع رأس الخير في المنطقة الشرقية، الذي يحتوي على مصنع متكامل لإنتاج الأسمدة والكيماويات.
واستثمرت شركة «معادن» للفوسفات في موقع منجم الجلاميد من حيث البنية التحتية، وذلك من خلال إنشاء محطة للطاقة الكهربائية، ومرافق لإنتاج ومعالجة المياه الصالحة للشرب، وشبكة اتصالات، إضافة إلى شبكة مواصلات لتسهيل عمليات الاستكشاف والإنتاج.
ويتمّ نقل مركزات الفوسفات من الجلاميد بواسطة خط السكة الحديدية عبر القطارات إلى رأس الخير، لتصنيع الأسمدة الفوسفاتية، وذلك خلال عدد من المنشآت التي تضمّ مصنع حمض الفوسفوريك، ومصنع حمض الكبريتيك، ومصنع الأمونيا، ومصنع ثنائي أمونيوم الفوسفات، ومحطة لتحلية المياه.
السعودية: «معادن» تطلق مشروعاً بيئياً لتوسعة الرقعة الزراعية بحزم الجلاميد
للمحافظة على الغطاء النباتي على مساحة 5 آلاف متر
السعودية: «معادن» تطلق مشروعاً بيئياً لتوسعة الرقعة الزراعية بحزم الجلاميد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة