وزير الإعلام اليمني يتهم منظمات دولية بالتسييس والعمل لصالح إيران

معمر الإيراني
معمر الإيراني
TT

وزير الإعلام اليمني يتهم منظمات دولية بالتسييس والعمل لصالح إيران

معمر الإيراني
معمر الإيراني

اتهم وزير الإعلام اليمني عدداً من المنظمات الدولية, بأنها مُسيّسة وتعمل وفق أجندات خارجية عن نطاق عملها الحقوقي والإنساني في الملف اليمني, وأن هذه المنظمات التي تحركها أذرع «إيران» فقدت أهليتها في توصيف الحالة اليمنية, وما يحدث الآن من قتل ممنهج في العديد من المدن التي تقع تحت سيطرة الميليشيات الحوثية وفي مقدمتها صنعاء.
وقال معمر الأرياني في حديث هاتفي لـ«الشرق الأوسط» إن «هيومن رايتس ووتش, وجمي ماكغولدريك منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة وغيرهما لم يروا في الأحداث الأخيرة في صنعاء, وحجة, والمحويت» ما يحركها لتصدر بيانات أو تغريدات تصف به العمل الإرهابي الذي تقوم به الميليشيات, لتتحدث عن أمور جانبية لا علاقة لها بالحالة الإنسانية في تلك المدن.
عندما تقحم منظمة هيومن رايتس ووتش, نفسها في الشأن السياسي, وتصف أن «الرئيس السابق علي عبد الله صالح, كان حاكما ظالما وقتل لأنه ظالم, وهي نهاية حكمه الظالم» والحديث للأرياني: تدرك بما لا يدع مجالا للشك أن أذرع «إيران» تحرك هذه المنظمات في الاتجاهات التي تخدم فيها مصالحها, في الوقت الذي لم تصدر فيه بيانا أو تغريدة تواسي فيها الشعب اليمني.
واعتبر الوزير ذلك «تدخلا سافرا في المواضيع السياسية, لتخرج هذه المنظمة التي في أصلها كما يدعون منظمة تعنى بحقوق الإنسان, وتبتعد عن هذا الدور كثيرا بالحديث في الجوانب السياسية وتجاهلت ما يحدث للمدنيين من انتهاكات متعددة ومختلفة», لافتا أن جل اهتمام هذه المنظمات بحسب ما ينشر عنها بدخول البضائع والمواد الأخرى, وهناك عمليات قتل تنفذها الميليشيات الحوثية أمام مرأى المجتمع الدولي ولكنها لا تعير هذا الأمر وفق ما يدعون من مهامها أي اهتمام.
وتتحدث هذه المنظمات ليل نهار, والحديث للوزير الأرياني, عن فتح ميناء الحديدة وأهميته وتلقي التهم جزافا هنا وهناك, وكأن الكارثة التي تمر بها الآن البلاد تتمحور في فتح أو إغلاق الميناء, وأن ما يحدث في صنعاء لم يرتق لأن يكون كارثيا, لذلك هي تقوم بدورها في التحقق من أن الطعام وصل عبر ميناء الحديدة أو لم يصل, وكأن المحاصرين في صنعاء اليوم من قبل الميليشيات ويقتلون بشكل عشوائي إنما يموتون من نقص الغذاء والماء وليس برصاص الميليشيات, مشددا أن الغذاء يصل إلى كل مدينة من كافة الموانئ التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية ويرسل بشكل مباشر إلى صنعاء والحديدة ولكن ماذا يحدث وكيف تتعامل معها الميليشيات وهذا أيضا لم يحرك المنظمات الدولية.
ويعد الوضع الإنساني في العاصمة اليمنية «صنعاء» بحسب وزير الإعلام, سيئ جدا ويتعرض السكان للإبادة وغالبيتهم تحت الإقامة الجبرية ولا يستطيعون التحرك إلى أي مكان, وقد حجبت الميليشيات الحوثية كل مواقع التواصل الاجتماعي, وتقوم بحملات مداهمة لكل المنازل والمعارضين في كل من «حجة, وصنعاء, والمحويت», فيما اعتقلت المئات منهم, ونفذت إعدامات ميدانية بحق مئات من المدنيين والعسكريين.
وعن حراك الحكومة الشرعية, قال الأرياني, إن الحكومة تعمل في عدة محاور على الأرض منها محور «صنعاء, والحديدة, وصعدة» وهناك تحركات تجري بشكل واسع لرفع معاناة الشعب اليمني، موضحا، أن كافة النتائج مبشرة بخير, خاصة ما يرصد من تقدم للجيش الوطني المسنود بقوات التحالف العربي على كافة الجبهات.
وأردف وزير الإعلام, أن الحكومة تحركت على المستوى الدولي, وخاطبت جميع الحكومات وناشدت المجتمع الدولي أن يلتفتوا لما يحدث من أعمال إرهابية وقتل جماعي في صنعاء, وأن هذه الأعمال تدفعهم للوقوف مع الشرعية لاستعادة الدولة من هذه الميليشيات الإرهابية, والتي تقوم بأعمال إرهابية لا تنفذها إلا الجماعات المتطرفة مثل «داعش», موضحا أن الحكومة أوضحت مراراً أن هذه الميليشيات لا تؤمن بالحوار ولكنها تؤمن بمبدأ القوة.
وقال الوزير, إنه لمس خلال جولته الدولية مؤخرا, أن الكثير من دول العالم لم تكن تعي حجم المعاناة للشعب اليمني, وغابت عنهم الكثير من الحقائق, وهناك جوانب جرى تسييسها في الملف اليمني, من خلال ردود من التقينا بهم، وأن القضية بالنسبة لهم سياسية أكثر من أن تكون أخلاقية, لافتا أن هناك دولاً تعاطفت عندما عُرضت عليها الحقائق كاملة وأسباب هذه الحرب, وأخرى لها علاقات أو بمعنى أدق يتواجد فيها أذرع لإيران.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.