مصر: «داعش» يقتل شاباً من «الترابين»... والأمن يحبط هجوماً بربع طن متفجرات

الجيش دمر سيارة للإرهابيين... وسلم احتياجات معيشية إلى أهالي «الروضة»

سيارة تابعة للعناصر الإرهابية في وسط سيناء دمرها الجيش المصري أمس (صورة من المتحدث العسكري)
سيارة تابعة للعناصر الإرهابية في وسط سيناء دمرها الجيش المصري أمس (صورة من المتحدث العسكري)
TT

مصر: «داعش» يقتل شاباً من «الترابين»... والأمن يحبط هجوماً بربع طن متفجرات

سيارة تابعة للعناصر الإرهابية في وسط سيناء دمرها الجيش المصري أمس (صورة من المتحدث العسكري)
سيارة تابعة للعناصر الإرهابية في وسط سيناء دمرها الجيش المصري أمس (صورة من المتحدث العسكري)

في الوقت الذي نفذ فيه عناصر من تنظيم داعش بشمال سيناء عملية قتل لأحد الشباب المنتمين إلى قبيلة الترابين التي أعلنت نيتها محاربة «الإرهابيين»، تمكنت الأجهزة الأمنية من إحباط تفجير ربع طن متفجرات من مادة «تي إن تي»، كانت مزروعة لاستهداف قوات الجيش والشرطة في نطاق مركز بئر العبد.
وقالت مصادر أمنية وقبلية، أمس، إن عناصر تنظيم داعش في شمال سيناء قتلوا عن طريق الذبح الشاب «عمرو.م.م» (17 عاما) من أبناء قبيلة الترابين، وذلك بعد اختطافه لعدة أسابيع بالقرب من منطقة البرث جنوب مدينة رفح.
وجاءت عملية القتل التي نفذها مسلحو «داعش»، بعد إعلان أبناء «الترابين» نيتهم التصدي للعناصر المتطرفة في جنوب رفح على مدار الأشهر الماضية. وأكد مصدر قبلي أن «القبيلة فقدت نحو 20 فردا خلال العمليات التي ارتكبها الإرهابيون».
وبين الحين والآخر، تعلن قبائل بشمال سيناء عزمها مقاتلة عناصر «داعش» بشكل جماعي وفردي، غير أنه وفي أعقاب الهجوم المعروف باسم «مذبحة المصلين» الذي خلف 311 ضحية (بينهم 27 طفلاً) قبل أسبوعين أثناء أدائهم صلاة الجمعة بقرية الروضة بمركز بئر العبد، أعلن الجيش المصري لأول مرة أنه ينفذ عمليات لمطاردة منفذي الهجوم بالتعاون مع «أبناء سيناء الشرفاء».
وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الداخلية، أن «القوات المكلفة بتمشيط وتعقيم الطريق الساحلي (العريش - القنطرة) تمكنت من اكتشاف عبوة ناسفة بمنطقة أبو الحصين دائرة قسم شرطة بئر العبد بشمال سيناء».
وأضافت الداخلية، في بيان، أمس، أنه تم فرض كردون أمني «حول المنطقة والتعامل مع العبوة، وتبين أنها عبارة عن (برميل) مدفون أسفل الطريق يحتوى على نحو 250 كيلوغراما من مادة (تي إن تي) شديدة الانفجار، وكانت موصلة بسلك ممتد حتى الظهير الصحراوي المتاخم للطريق، وتمكن خبراء المفرقعات بمديرية أمن شمال سيناء من تفجير العبوة عن بعد».
ميدانيا أيضاً، قال المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، العقيد تامر الرفاعي، إن «قوات الجيش الثاني الميداني تمكنت، خلال الأيام القليل الماضية، وبالتعاون مع القوات الجوية، من مداهمة عدد من البؤر الإرهابية بشمال سيناء، ما أسفر عن اكتشاف العديد من الأوكار والبؤر الإرهابية، وتدمير عربة دفع رباعي خاصة بالعناصر الإرهابية ومقتل من بداخلها (لم يحدد عددهم) أثناء استعدادها للهجوم على أحد الارتكازات الأمنية، فضلا عن تدمير عربة أخرى محملة بمواد تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة».
وأشار الرفاعي، إلى أن قوات الجيش «وفرت كمية من الاحتياجات الإدارية والمعيشية لأهالي قرية الروضة بمنطقة بئر العبد». وتخوض مصر منذ عام 2011 حربا ضد التنظيمات المسلحة المتطرفة في شمال سيناء، والتي زادت من وتيرة هجماتها ضد قوات الجيش والشرطة في أعقاب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في عام 2013 من الحكم، بعد مظاهرات حاشدة ضد استمراره في الحكم.
حكومياً، عقد مجلس الوزراء اجتماعاً، أمس، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء، لمناقشة خطة «تطوير مركز بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، وناقش الحضور ما تم التوصل إليه لدعم وتنمية قرية الروضة وتوابعها لمركز بئر العبد». من جهة أخرى، أعلنت مديرية الأوقاف في شمال سيناء، أمس، تغيير اسم مسجد قرية الروضة الذي شهد «مذبحة المصلين» إلى مسجد «شهداء الروضة»، بدلا من الاسم السابق «مسجد بلال». وفي شأن آخر، دعا شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب إلى «ضرورة التنسيق بين الأزهر والدول الأوروبية في محاربة الفكر المتطرف، من خلال ما يقدمه الأزهر من برامج وجهود تسعى لشرح صحيح الإسلام، ونشر السلام ومفاهيم التسامح وقبول الآخر».
وقال الطيب، خلال استقباله أمس، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، إن «محاولات البعض إجبار المسلمين على اتباع مذهب واحد هي ضد إرادة الله وضد مبادئ الدين الإسلامي الحنيف»، مضيفا أن «السياسات العالمية وسعيها الحثيث لتحقيق أجنداتها على حساب آلام الشعوب وهمومها، هي الدافع الرئيسي وراء هذا التطرف والإرهاب الذي يكتوي بناره العالم أجمع، وأن الترويج لفكرة الإرهاب الإسلامي كذب وافتراء».
من جهته، أعرب بلير عن «إيمانه بأن الأزهر الشريف هو المرجعية الأساسية التي يجب أن يرجع إليها العالم من أجل فهم حقيقة الإسلام وتعاليمه الصحيحة، التي تتنافي مع ممارسات التنظيمات الإرهابية»، مشددا على «تطلع مؤسسته للتعاون مع الأزهر الشريف في نشر المنهج الأزهري ليس في أوروبا وحدها ولكن في أجزاء كثيرة من العالم، خصوصا أفريقيا». وفي شأن آخر، أعلنت مصادر طبية، مصرع 6 عمال وإصابة 6 آخرين في انهيار خط إنتاج بمصنع للإسمنت في وسط سيناء.


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».