تصفية صالح برصاص الحوثيين... واستياء عام من التنكيل بجثته

سلطة الأمر الواقع تعد للاستيلاء على مقدرات «المؤتمر» وتعيين موالين لها في أجهزته

أحد أتباع الحوثي يحمل مسدساً أمام دبابة قرب منزل صالح في صنعاء أمس (رويترز)
أحد أتباع الحوثي يحمل مسدساً أمام دبابة قرب منزل صالح في صنعاء أمس (رويترز)
TT

تصفية صالح برصاص الحوثيين... واستياء عام من التنكيل بجثته

أحد أتباع الحوثي يحمل مسدساً أمام دبابة قرب منزل صالح في صنعاء أمس (رويترز)
أحد أتباع الحوثي يحمل مسدساً أمام دبابة قرب منزل صالح في صنعاء أمس (رويترز)

قُتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح أمس، برصاص ميليشيات الحوثيين الانقلابية، برفقة عدد من قيادات حزبه وأقاربه في إحدى الضواحي الجنوبية لصنعاء، وذلك في مشهد ختامي للمواجهات الدامية التي شهدتها العاصمة اليمنية منذ الخميس الماضي، بين القوات الموالية لصالح وميليشيات الجماعة التي قررت، كما يبدو، التخلص من شريكها في سلطة الأمر الواقع القائمة في صنعاء منذ الانقلاب على الحكومة الشرعية برئاسة عبد ربه منصور هادي.
وكان صالح قد دعا قواته وأنصاره السبت الماضي إلى مواجهة ميليشيات الحوثيين في كل مناطق البلاد، وخاضت حراسته بقيادة ابن أخيه طارق صالح مواجهات ضارية مع الميليشيات في الأحياء الجنوبية من العاصمة حيث المربع الأمني الذي تقع فيه منازل صالح وأقاربه وقيادات حزبه استخدمت فيها الدبابات ومختلف الأسلحة المتوسطة، وأدت بحسب مصادر طبية إلى مقتل المئات من الجانبين.
وأعلن الحوثيون عبر وزارة داخليتهم في صنعاء أنهم تمكنوا مما وصفوه وأد الفتنة والقضاء على من اعتبروه «زعيم الميليشيات التخريبية»، وبثوا صورا لجثة صالح، وتسجيلاً مصوراً يظهر أنصار الجماعة وهم يهتفون فرحاً بأخذ الثأر من صالح لمؤسس جماعتهم حسين بدر الدين الحوثي الذي كان لقي مصرعه في نهاية أول تمرد للجماعة على سلطات الدولة اليمنية سنة 2004.
وأفادت مصادر متطابقة في حزب «المؤتمر الشعبي العام» لـ«الشرق الأوسط» بأن صالح كان قد غادر صباحا مربعه الأمني الذي تدور فيه المواجهات في منطقة حدة في موكب صغير برفقة عدد محدود من حراسه وقيادات من حزبه، سالكا طرقا فرعية باتجاه الضواحي الجنوبية للعاصمة، إذ يعتقد أنه كان متوجهاً إلى مسقط رأسه سنحان، ومنها إلى مكان آمن لمواصلة قيادة المعارك بعد تمكن مسلحي الجماعة من اقتحام عدد من منازله والقيام بتفجيرها.
وأضافت المصادر أن جماعة الحوثيين فطنوا لتحرك صالح، وكلفوا كتيبة من المسلحين لمطاردته، حيث تعقبوه إلى منطقة ضبر خيرة (25 كيلومتراً جنوب العاصمة) على طريق سنحان وأمطروا موكبه بالرصاص والقذائف، وبادروا إلى اعتقاله قبل أن تمكنوا من القضاء على حراسته، ثم اقتادوه إلى جانب الطريق، قبل أن تأتيهم الأوامر بتصفيته بالرصاص والتنكيل بجثته في مشهد أثار غضب اليمنيين، وكشف عن الروح الانتقامية التي تكنها الجماعة.
وزادت المصادر بأن الجماعة قامت بتصفية الشيخ ياسر العواضي واللواء محمد القوسي وأمين عام الحزب عارف الزوكا واثنين من أولاد صالح، في حين تضاربت الأنباء حول مصير طارق صالح الذي اقتحم الحوثيون منزله وسط أنباء عن مقتله.
وفي حين أعلنت الميليشيات أنها قمعت الانتفاضة ضدها في محافظات حجة والمحويت وعمران وصنعاء، وجهت سلطاتها بشن حملة اعتقالات واسعة لمناوئيها، وتنفيذ اقتحامات لمنازل القيادات الموالية لحزب المؤتمر الشعبي والرافضة لوجودها القمعي، كما ظهر زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بعد مقتل صالح في خطاب يعلن النصر فيه لأنصاره، معتبراً هذا اليوم بأنه «يوم تاريخي واستثنائي».
من جهته، وجه صالح الصماد، رئيس ما يعرف بـ«المجلس السياسي الأعلى» التابع للحوثيين، الشكر والتقدير لرجال القبائل، وأمر أجهزة الأمن بضبط كل من وصفهم بـ«الخارجين على القانون ومن يحاولون زعزعة الأمن والاستقرار»، داعياً إلى تطبيع الأوضاع في صنعاء والمناطق الأخرى.
وكشفت مصادر مؤتمرية في صنعاء أن الجماعة تستعد للاستيلاء على كل مقدرات حزب المؤتمر من مقرات وممتلكات، تمهيدا لتعيين قيادات موالية لها ومتفقة مع مشروعها السلالي الطائفي في حكم اليمن، وأنها بصدد اتخاذ عدد من الإجراءات الأمنية التي ستشدد من قبضتها على رقاب السكان في صنعاء والتضييق عليهم.
وصرح محمد عبد السلام الناطق باسم الحوثيين، في بيان صحافي أمس بأن المسلحين «قاموا بتطهير الأماكن التي تمترست فيها ميليشيات الخيانة والغدر (في إشارة إلى قوات صالح) من عدة ثكنات عسكرية كانت قد تمركزت فيها». وأوضح عبد السلام أنه «تمت السيطرة على المنازل والطرق في منطقة السبعين بجوار منزل أحمد صالح (نجل الرئيس السابق)، بالإضافة إلى عدد من البيوت في شارع إيران بصنعاء، ومنها منزل طارق صالح (نجل شقيق صالح)». وأضاف أنه «تم تطهير جولة (ميدان) المصباحي بالكامل، وإزالة الميليشيات من مكتب أحمد علي عبد الله صالح بشارع الجزائر». وأوضح أن الأجهزة الأمنية قامت بطرد قوات صالح من مآذن وجامع الصالح بالكامل، بعد تمركزهم فيه وممارسة القنص منه.
ومن المتوقع أن يفاقم مقتل صالح بهذه الطريقة على يد الحوثيين غضب مئات الآلاف من أنصاره، ومن عموم اليمنيين من مختلف الأحزاب والتيارات السياسية، ما سيفتح أبواب الجحيم على الجماعة من كل اتجاه، بعد أن فقدت الغطاء السياسي الذي كان يوفره لها تحالف صالح معها.
وفي هذا السياق، أمر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي نائبه الفريق علي محسن الأحمر بسرعة الدفع بألوية الجيش المرابطة في مأرب، وعلى أطراف صنعاء، للتوجه نحو العاصمة للالتحام بعناصر المؤتمر الشعبي الذين يقودون الانتفاضة ضد الميليشيات الحوثية، في وقت شن فيه طيران التحالف سلسلة من الضربات على مواقع للميليشيات في مناطق متفرقة من المدينة.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».