برلمانيون روس وإيرانيون يبحثون {إعادة إعمار} سوريا

بوتين والسيسي يتناولان الأزمة السورية في اتصال هاتفي

TT

برلمانيون روس وإيرانيون يبحثون {إعادة إعمار} سوريا

شهدت موسكو أمس محادثات بين رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، ونظيره رئيس البرلمان الروسي فياتشيسلاف فالودين، وذلك على هامش مشاركة وفد برلماني إيراني في مؤتمر مكافحة المخدرات الذي بدأت أعماله في موسكو أمس. وتناولت المحادثات ملفات عدة في مقدمتها الوضع في سوريا. وقال لاريجاني للصحافيين عقب اللقاء، إن الجانبين أكدا عزمهما مواصلة التعاون لمكافحة الإرهاب، لافتاً إلى أن التعاون بين البلدين في هذا المجال في سوريا «حقق تقدماً، ونرى إنجازات مهمة هناك». وانتقد لارجاني الوجود العسكري الأميركي في سوريا، ووصفه بأنه «غير شرعي»، وقال: «ننظر بريبة إلى دور الولايات المتحدة في سوريا. وهم يؤسسون قواعد عسكرية هناك ويقومون بمغامرات». كما أدان الممارسات الإسرائيلية في سوريا وقال إنها «ممارسات عسكرية» تسبب مشكلات في المنطقة. من جانبه قال ليونيد سلوتسكي رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما إن اللجنة ستعقد اجتماعاً مع الوفد البرلماني الإيراني، وسيبحث الجانبان إعادة إعمار البنى التحتية في سوريا، ونقلت «ريا نوفوستي» عن سلوتسكي قوله إن البرلمانيين من البلدين سيبحثون كذلك نشاط الشرطة الشيعية في المناطق التي يعيش فيها مواطنون شيعة في سوريا.
إلى ذلك قال جون هانسن، السفير الأميركي في موسكو، في حوار أمس مع صحيفة «فيدموستي» الروسية، إن الحديث عن انسحاب القوات الأميركية من سوريا يصبح ممكنا فقط بعد التأكد من القضاء التام على الإرهاب هناك، وأشار إلى أنه يمكن طرد كل الأشرار من الرقة، ومن منطقة حوض الفرات بشكل عام، وحذر في الوقت ذاته: «لكن يمكنهم التجمع مجدداً واستعادة قوتهم»، مشدداً على أنه «لهذا السبب من الضروري التأكد من أن الحرب على الإرهاب انتهت بنجاح، قبل سحب القوات».
وقال إنه لا يعرف موعد خروج القوات الأميركية من سوريا، معبرا عن اعتقاده بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لم يحدد ذلك الموعد طالما أن «العمل لم يُنجز» حتى النهاية بعد. وكان قائد عملية التحالف الدولي ضد الإرهاب في سوريا والعراق أعلن عن سحب 400 جندي أميركي من سوريا شاركوا إلى جانب «قوات سوريا الديمقراطية» في تحرير الرقة. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن الإدارة الأميركية تنوي الحفاظ على الوجود العسكري في شمال سوريا بعد القضاء على «داعش»، كي لا تسمح للنظام السوري والقوات الموالية لإيران بالسيطرة على تلك المنطقة.
من جانب آخر، أشار هانسن إلى التزام الرئيسين الأميركي والروسي بنص البيان الذي توافقا عليه على هامش قمة آسيا المحيط الهادي، مؤخراً في دانانغ في فيتنام، ووصف البيان بأنه وثيقة «غاية في الأهمية»، وقال إنه «ليس مهما أن التقيا لدقائق أو ساعات، الأهم من ذلك بكثير هو تأكيدهما على الالتزام بالحرب ضد الإرهاب».
في سياق آخر، بحث الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبد الفتاح السيسي تطورات الأزمة السورية خلال اتصال هاتفي أمس. وقال «الكرملين» على موقعه الرسمي إن الرئيسين عبرا عن ارتياحهما للنجاح الذي تم تحقيقه في مجال القضاء على الإرهاب في سوريا، و«أكدا على أهمية تضافر الجهود بغية دفع عملية الحوار السوري - السوري الشامل».
وشهدت الفترة الأخيرة تعاونا بين موسكو والقاهرة في ملفات عدة، في مقدمتها ملف الأزمة السورية، أعربت عن دعمها للجهود الروسية في مجال التصدي للإرهاب، كما ساهمت في جهود التسوية السياسية من خلال رعايتها «منصة القاهرة» من المعارضة السورية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.