«أسبوع بيروت للتصميم» .. مساحته العاصمة ورهانه المواهب اللبنانية

انطلق بمبادرة سيدتين منذ ثلاث سنوات

يشارك في أيام بيروت للتصميم  ما يزيد على مائة مصمم يعملون في مختلف المجالات، من الهندسة الداخلية إلى الفن المعماري، الجواهر، الإضاءة، الغذاء، الأزياء، المفروشات والغرافيك وغيرها
يشارك في أيام بيروت للتصميم ما يزيد على مائة مصمم يعملون في مختلف المجالات، من الهندسة الداخلية إلى الفن المعماري، الجواهر، الإضاءة، الغذاء، الأزياء، المفروشات والغرافيك وغيرها
TT

«أسبوع بيروت للتصميم» .. مساحته العاصمة ورهانه المواهب اللبنانية

يشارك في أيام بيروت للتصميم  ما يزيد على مائة مصمم يعملون في مختلف المجالات، من الهندسة الداخلية إلى الفن المعماري، الجواهر، الإضاءة، الغذاء، الأزياء، المفروشات والغرافيك وغيرها
يشارك في أيام بيروت للتصميم ما يزيد على مائة مصمم يعملون في مختلف المجالات، من الهندسة الداخلية إلى الفن المعماري، الجواهر، الإضاءة، الغذاء، الأزياء، المفروشات والغرافيك وغيرها

للسنة الثالثة على التوالي تحتفل بيروت بفن التصميم على مدى أسبوع كامل، بمشاركة ما يزيد على مائة مصمم يعملون في مختلف المجالات، من الهندسة الداخلية إلى الفن المعماري، الجواهر، الإضاءة، الغذاء، الأزياء، المفروشات والغرافيك وغيرها. يفتتح المعرض في اليوم الأول، أي في التاسع من يونيو (حزيران) الحالي، في أسواق بيروت، لكن خريطة الأيام المتبقية موزعة، على عدة مناطق بيروتية، حيث سيكون بمقدور الزوار التوجه كل يوم إلى حي مختلف مثل الصيفي، الأشرفية، الجميزة، الحمرا وجسر الباشا، كلها ستكون مسارح حية، لنشاطات تضم المعارض، ورش العمل، المؤتمرات والمحاضرات كما الأستوديوهات المفتوحة. ما يزيد على 30 نقطة رسمت على الخريطة التي وزعت ترشد الزوار إلى أماكن الأنشطة. طريقة تبدو عملية للمنظمين لأن العارضين اللبنانيين سيتمكنون من تقديم نتاجاتهم في غاليرياتهم ومتاجرهم فيما تستحدث أماكن للشبان أو العارضين والضيوف على مقربة منهم.
من لطائف هذا الأسبوع أنه يخفي وراءه حيوية سيدتين هما مايا قرانوح ودورين توتيكيان، قررتا أن تقوما بالمبادرة «كي تظهرا للحكومة اللبنانية ضرورة الاهتمام بالتصميم كصناعة، خصوصا وأن لبنان من أغنى دول المنطقة بمصمميه الموهوبين الذين يقومون بأعمال لفتت الأنظار في المنطقة وفي العالم كله، دون أن يكون هناك أي اهتمام رسمي بهم».
انطلقت مبادرة مشروع «أسبوع بيروت للتصميم» من خلال لقاء جمع بمحض الصدفة مايا ودورين، ومن إحساس تولد لدى مايا قرانوح لحظتها، وهي التي كانت قد أسست شركة «تاج براند» أن عليها أن تقوم بمشروع يراكم التجارب ويثمر حصادا جماعيا يعود بالفائدة على المصممين. هكذا تأسس مركز مينا للبحوث التصميمية الذي أخذ ينشط مع فريق عمل يوزع المهمات. دورين توتيكيان (29 سنة) تركت لبنان في سن الـ19 ودرست في ألمانيا، ومن ثم في أسكوتلندا في مجال البحوث التصميمية ولها كتاب حول «تعليم التصميم في الشرق الأوسط» الذي نال جائزة مرموقة في ألمانيا، وأحد أهدافها هو رفع مستوى التصميم في لبنان والمنطقة، كي يصبح متسقا مع المقاييس الدولية.
تكرر السيدتان، أن الهدف ليس تجاريا وإنما ثقافي، ويهدف إلى ابتكار مساحة، أو فضاء للقاء المصممين من محترفين وشباب وطلاب مبتدئين، لتبادل الخبرات والمعارف، خصوصا وأن من بين الضيوف مصممين كبارا وأكاديميين عربا وغربيين لهم باع طويل في مجال التصميم. الفنانة منى حاطوم ستكون إحدى ضيفات هذه السنة، حيث ستلقي محاضرة يوم الخميس 12 من الحالي في الجامعة اللبنانية الأميركية وكذلك أنجيلا يانسون التي ستعرض أشكالا للإنارة مبتكرة، يخيل لناظرها أنها معلقة في الهواء، بفضل أسلوب مغناطيسي جديد، وسيكون مصمم الغرافيك كوزيمو لورنزو باسيني، ومصمم الطباعة نيلز باكيروس ومصممة الأزياء كارولينا سيمونيللي، وكذلك سارة بيضون صاحبة سارة باغز اللبنانية التي أصبحت عالمية في مجال الحقائب النسائية، وندى دبس المعروفة في عالم تصميم المفروشات، ورنا سلام الشهيرة في مجال الغرافيك. «هؤلاء لهم صيت كبير، ونالوا جوائز مهمة، وبمقدورهم أن يضيفوا كثيرا إلى الأنشطة، ويساعدوا الناشئين بوجودهم ودعمهم ومعلوماتهم».
ما يجعل هذا الأسبوع موضع انتظار كثيرين، هو أن فن التصميم بات له في الجامعات اللبنانية فروع، وأصبح خريجوه بالمئات، هذا عدا الذين يتلقون علومهم في الخارج. يبقى أن عالم التصميم أوسع من أن يحد فقد بات جزءا حتى من تصميم المعدات الطبية، وإحدى ورش عمل أسبوع التصميم، ستكون حول تكنولوجيا المستشفيات وأهمية إيجاد التصاميم المناسبة لكل آلة طبية تشخيصية أو علاجية خاصة حين يتعلق الأمر بأدوات تخص الأطفال. فشكل الآلة المستخدمة قد يوحي للمريض بالخوف أو النفور، وقد يجعل تلقي العلاج أسهل. تضحك دورين حين نسألها كيف يمكن إقناع الجمهور بأن التصميم بات فنا مرتبطا بكل منتج يستخدمه الإنسان، من الأكواب والصحون والنظارات إلى الطائرات والصواريخ وتجيب: «الناس بدأوا يقتنعون أن التصميم جزء من حياتهم. في بريطانيا، على سبيل المثال، تعمل البلديات مع مصممين، لتنفيذ أعمالها في مناطقها. نحن نريد لحياتنا أن تكون دائما أجمل وأفضل من خلال الفن والتصميم. ونريد دعما رسميا لهذه الفنون، واعترافا واحتضانا».
بعد ثلاثة مواسم متتالية، بات لأسبوع التصميم رواده الذين يأتونه من مصر والأردن ودول أخرى. التصميم في لبنان، شغف لكثيرين، حتى نكاد نظن أنه مهنة كل من لا مهنة له، فكيف يتعامل منظمو أسبوع التصميم مع هذا الواقع الذي يقارب الفوضى؟ تجيب مايا: «من السهل التمييز بين المتطفلين الذين يدعون معرفة التصميم، وأولئك الذين دخلوا جامعات وجاءوا بشهادات ووراءهم خبرة طويلة من العمل، وفتحوا مؤسساتهم ووجدوا اعترافا بمهاراتهم». وتضيف: «نحن أيضا لنا شروطنا ومقاييسنا التي نطبقها على من يستظلون بمظلتنا». «أسبوع بيروت للتصميم» نشاط طموح، له قاعدة محلية صلبة بفضل مستوى المصممين اللبنانيين الذين بلغ بعضهم العالمية، لكن كيف يمكن لهكذا مشروع أن ينافس معارض في المنطقة ترصد لها ميزانيات ضخمة، وإمكانات هائلة، فيما تعتمد مايا ودورين على تمويلات غربية مثل مساعدات السفارة الهولندية والدنماركية والمركز الثقافي البريطاني؟ دورين ترى «أن معرضا ضخما للتصميم كالذي يقام في دبي مثلا الهدف منه اجتذاب مصممين ليبيعوا منتجاتهم، مع غياب المصممين المحليين.
وهو ليس حال لبنان الذي لا يمكن اعتباره سوقا رابحة لمصممين كبار يأتون من الخارج يريدون عرض أعمالهم» وتشرح دورين: «وضعنا مختلف تماما عن دبي، في لبنان مصممون موهوبون كثر وطلاب جامعيون بحاجة إلينا لينطلقوا، وهذه هي مهمة الأسبوع الذي ننظمه، نريد أن نجعل بيروت مركزا لفن التصميم في المنطقة، عندنا المواهب والمنتجات، ونعمل لنسوقها ونعرف بوجودها، وهذه هي مهمتنا».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.