هيئة سوق المال السعودية تفقد مهندسها... وعرّابها الأول

جماز السحيمي توفي عن عمر يناهز الـ72 عاماً

المهندس جماز السحيمي («الشرق الأوسط»)
المهندس جماز السحيمي («الشرق الأوسط»)
TT

هيئة سوق المال السعودية تفقد مهندسها... وعرّابها الأول

المهندس جماز السحيمي («الشرق الأوسط»)
المهندس جماز السحيمي («الشرق الأوسط»)

رحيل المهندس... هكذا يمكن أن تبدأ الكلمات في التعبير عن سيرة الراحل جماز بن عبد الله السحيمي، الذي تم تعيينه أول رئيس لهيئة السوق المالية السعودية في عام 2004، واضعًا خلال تلك الفترة بعض الأسس التي ساهمت في تطوير منظومة سوق المال السعودية.
ولم يكن المهندس جماز السحيمي الذي توفي أول من أمس عن عمر يناهز الـ72 عاما، ذا تخصص أكاديمي مالي أو مصرفي، إلا أنه رغم خلفيته الأكاديمية «الهندسية» انضم للعمل في القطاع المالي والمصرفي بعد حصوله على دورة تدريبية لمدة 8 أشهر في الأعمال المالية والمصرفية في مانهاتن بولاية نيويورك الأميركية.
وتقلد السحيمي - رحمه الله - كثيرا من المناصب كان من بينها وكيل محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي في عام 1989 حتى تم تعيينه أول رئيس لهيئة السوق المالية في عام 2004، واستمر في هذا المنصب حتى عام 2006، حيث انتقل بعدها إلى مصرف الخليج الدولي رئيس مجلس إدارة.
وبالإضافة إلى مناصبه، كان السحيمي عضوا في مجلس إدارة المؤسسة العامة للبترول والمعادن (بترومين)، وعضوا في الشركة الوطنية للتأمين التعاوني، وعضوا في بنك الخليج الدولي، وعضوا في المجلس الوطني للتأمين الصحي، وعضوا في مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار، وعضوا دائما في لجنة الإشراف على الأسهم وتنظيمها.
المهندس السحيمي، الذي عُرف عنه عدم الحضور الكثير في وسائل الإعلام، كان هادئا متريثا لا يتخذ القرارات إلا بعد تفكير طويل، إلا أنه عندما يتخذ قراراته يقف وراءها... ومدافعا عنها.
والسحيمي المولود في القويعية، على بعد 130 كليومترا غرب العاصمة الرياض، حاصل على بكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة الملك سعود، وماجستير في الهندسة الكهربائية من «جامعة واشنطن» في مدينة سياتل الأميركية.
والمتتبع لسيرة السحيمي العملية، رغم قلة المعلومات حوله، يجد أنه عمل نائباً لمدير عام صندوق التنمية الصناعية السعودي بين أعوام 1982 و1984، ثم عين وكيلا لمحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي عام 1989 وحتى يوليو (تموز) 2004، ليشغل بعدها منصب رئيس مجلس هيئة سوق المال.
وعلى كثرة المهام الملقاة على عاتقه، وكثرة مسؤولياته، كان السحيمي رحمه الله يتميز بالعمل الدؤوب وهدوء الشخصية، ويبدو أن الدأب والهدوء جزء أساسي من حياته، وهو ما يظهر جليا حتى في هواياته الشخصية، إذ كان يحب صيد السمك والسفر والتجوال عبر العالم مع أسرته. الرصيد التراكمي الذي يمتلكه السحيمي لأكثر من ربع قرن في العمل المصرفي والمالي، لم يمنع الاقتصاديين من أن يختلفوا حول قراراته التي تصدر من قبل الهيئة، لكونها تلامس بعض مصالحهم عبر سوق الأسهم السعودية التي شهدت انتعاشاً خلال السنوات 2003 إلى 2006، التي شهدت أيضا قرارات إيقاف بعض المضاربين في السوق، وهو ما يختلف حوله المتعاملون في السوق، حيث يرى فريق أنها تصب في مصلحة السوق، فيما يعارضها آخرون ويرون أنها أحد أسباب هبوط سوق الأسهم لاحقا.



صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.