شيعت مصر أمس الأربعاء، الفنانة شادية، في جنازة شعبية كبيرة، انطلقت من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة، عقب صلاة الظهر، بحضور وزير الثقافة الكاتب الصحافي حلمي النمنم، وعدد كبير من الفنانين والإعلاميين والمثقفين، ومحبي الفنانة الراحلة، قبل أن يواري جثمانها الثرى بمقابر العائلة بمنطقة البساتين بالقاهرة.
وكانت الفنانة المصرية الكبيرة شادية، المعروفة جماهيريا بـ«معبودة الجماهير»، نسبة إلى أحد أشهر أفلامها في السينما المصرية، قد توفيت أول من أمس الثلاثاء، عن عمر ناهز 86 عاما، بعد صراع طويل مع المرض. وتقدم المشيعون الفنان أشرف زكي نقيب الممثلين، والفنان سمير صبري، والفنانة إلهام شاهين، وماجدة زكي، ورجاء الجداوي، والإعلامية بوسي شلبي، ودلال عبد العزيز، وشيرين، والإعلامي عمرو الليثي، والفنانة يسرا، وسط وجود أمني مشدد.
ونعت الحكومة المصرية الفنانة شادية، التي وصفتها بأنها كانت صوت مصر، وصوت العالم العربي، وقال وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، إن «الفنانة شادية، لم تكن فنانة عادية، بل كانت صوتاً لمصر وللعالم العربي، ودافعت عن قضاياه بصوتها، وقدمت أغنيات لا تزال حية بيننا، بكلماتها ولحنها، منها أغنية (يا أم الصابرين)، و(يا حبيبتي يا مصر)، و(عبرنا الهزيمة)، وأغنية (انتفاضة)، التي قدمتها للشعب العراقي وأغنية (فوق أرض النيل) لشعب السودان الشقيق».
وأضاف النمنم قائلا: «الفنانة شادية ستظل باقية بيننا بأعمالها الفنية المبدعة، التي استحقت بها ألقاباً كثيرة، لم تحظ بها فنانة أخرى، فكانت (معبودة الجماهير) ومحبوبتهم، والدليل على ذلك أنه رغم ابتعادها عن الأضواء طوال العقود الثلاثة الماضية، فإنها احتفظت بمكانتها في قلوب محبيها حتى وفاتها».
ومن جانبها، نعت المؤسسات الفنية بمصر، الفنانة شادية أيضا، حيث أصدرت نقابة المهن التمثيلية برئاسة الدكتور أشرف زكى، بيانا صحافيا جاء فيه: «ينعى مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية، الممثل لجموع الفنانين المصريين بمزيد الحزن والأسى، فقيدة الفن العربي الفنانة الكبيرة شادية، إحدى الشموع المضيئة في تاريخ الفن المصري والعربي، القامة الفنية الكبيرة في مصر والوطن العربي، حيث كانت فنانة من طراز خاص، وصاحبة مدرسة في الأداء التمثيلي، ومن أبرز فنانات الزمن الجميل، ومن أبرز الفنانات في تاريخ السينما المصرية والعربية».
وتأخرت صلاة الجنازة على الراحلة، نتيجة تدافع المواطنين قبل الصلاة، داخل المسجد وخارجه. وشهد محيط مسجد السيدة نفيسة الشهير، حضورا جماهيريا مكثفا للمشاركة في توديع شادية لمثواها الأخير. ووصل جثمانها إلى المسجد ملفوفا بعلم مصر، وسط تشديد أمني من قبل قوات الشرطة التي حضرت لتأمين الجنازة، فيما هتف محبو شادية مرددين: «لا إله إلا الله... الحاجة فاطمة حبيبة الله».
ومن المقرر إقامة عزاء الفنانة الكبيرة، يوم الجمعة القادم بمسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس (شرق القاهرة). وتعرض عدد كبير من الفنانات المصريات إلى مضايقات شديدة من المواطنين، وبعض مراسلي القنوات الفضائية، خلال الجنازة، الذين كانوا يلحّون عليهم في الحصول على تصريحات إعلامية، عقب خروجهم مباشرة من مسجد السيدة نفيسة.
ونعى السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، الفنانة شادية، وكتب تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «رحيل الفنانة القديرة والمبدعة شادية بعد مسيرة فنية خالدة، رحل صوت مصر العذب... رحلت من ألهبت مشاعرنا بـ(يا حبيبتي يا مصر)، عزاؤنا فيما تركته من رصيد فني ثري، سيظل يجمع محبيها من المحيط إلى الخليج على تذوق الفن الجميل وحب الوطن الأصيل».
من جهتها، نعت الفنانة المصرية يسرا، الفنانة الراحلة قائلة إن «مصر بحاجة لمائة عام، حتى تتكرر فنانة أخرى مثل الراحلة شادية»، ولفتت إلى «أنها لم تكن فقط سيدة لا تعوض على المستوى الفني، ولكن على المستوى الإنساني كانت سيدة مريحة، و(دمها خفيف)، وسيدة عظيمة، وقفت بجانبي وبجانب إلهام شاهين، ولو لم نعرف قيمتها نكون مخطئين في حق أنفسنا».
وأضافت يسرا، خلال مداخلة هاتفية بإحدى القنوات الفضائية أنه «لم يمر لحظة تحتاج إليها فيها إلا وجدتها بجانبها».
من جانبه، حرص محمود عباس أبو مازن، الرئيس الفلسطيني على إرسال باقة ورد لمدفن الراحلة، كما حرصت المطربة ياسمين الخيام على الدخول، للمدفن الخاص بالفنانة شادية، ولم تتمالك كل من إلهام شاهين، وبشرى، وماجدة زكي، دموعهن لحظة دفن جثمان شادية.
وكان أحدث تكريم حصلت عليه الفنانة شادية في حياتها، هو إطلاق اسمها على الدورة الـ39 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، المنعقدة حاليا بالقاهرة.
يشار إلى أن الفنانة الراحلة شادية ولدت في 8 فبراير (شباط) 1931. ولقبها النقاد والجمهور بـ«دلوعة السينما»، واسمها الحقيقي هو فاطمة أحمد شاكر، وقدمت خلال مسيرتها الفنية التي امتدت لـ40 عاماً، نحو 117 فيلماً و10 مسلسلات إذاعية ومسرحية واحدة، وتعد من أبرز نجمات السينما المصرية وأكثرهن تمثيلاً في الأفلام العربية، وتحتل مكانة كبيرة في قلوب الجماهير العربية. وفي عام 1984 اعتزلت شادية التمثيل والغناء، وفضلت الابتعاد عن الأضواء.
تشييع «صوت مصر» إلى مثواها الأخير من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة
فنانون ومسؤولون مصريون حرصوا على حضور جنازة الفنانة الراحلة شادية
تشييع «صوت مصر» إلى مثواها الأخير من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة