لبنان يترقب نتائج مشاورات عون مع الكتل السياسية اليوم

مصادر: حل الأزمة سيعيد تفعيل العمل الحكومي وإنجاز الملفات

متطوعون يهيئون مساعدات الشتاء في بيروت أمس ضمن حملة «دفا» لمساعدة النازحين السوريين (أ.ف.ب)
متطوعون يهيئون مساعدات الشتاء في بيروت أمس ضمن حملة «دفا» لمساعدة النازحين السوريين (أ.ف.ب)
TT

لبنان يترقب نتائج مشاورات عون مع الكتل السياسية اليوم

متطوعون يهيئون مساعدات الشتاء في بيروت أمس ضمن حملة «دفا» لمساعدة النازحين السوريين (أ.ف.ب)
متطوعون يهيئون مساعدات الشتاء في بيروت أمس ضمن حملة «دفا» لمساعدة النازحين السوريين (أ.ف.ب)

تترقب الأوساط السياسية نتائج المشاورات التي يجريها رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون اليوم، ويبلغها مساء لرئيس الحكومة سعد الحريري الذي كان أعلن تريثه بالاستقالة، بانتظار هذه المشاورات، وسط «أجواء إيجابية» تتحدث عنها مصادر وزارية، من شأنها أن تعيد تفعيل العمل الحكومي، وتحافظ على «الإنجازات»، وتدفع الحكومة نحو تحريك الملفات العالقة التي كانت بصدد إنجازها، أهمها ملفا إجراء الانتخابات النيابية، والتنقيب عن النفط والغاز.
ويجري الرئيس عون اليوم مشاورات مع الأحزاب والكتل النيابية الممثلة في الحكومة ومع بعض الشخصيات السياسية الأخرى حول المخرج الأمثل للأزمة الحكومية، على أن يلتقي مساء اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري لإطلاعه على حصيلة المشاورات، وإبلاغها لرئيس الحكومة سعد الحريري في اليوم نفسه.
وقالت مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط»، إن الأجواء المواكبة للمشاورات «إيجابية» على صعيد فرص التوصل إلى حل للأزمة القائمة، مشيرة إلى «اتجاه نحو تفاهم بين القوى السياسية لتطويق الأزمة وحلها»، مشددة على أنه «سنخرج بجو توافقي، وهي الأولوية لنا في هذا الوقت».
وقالت المصادر إن حل الأزمة القائمة «سيعيد تفعيل العمل الحكومي وإنجاز الملفات التي كانت الحكومة بصدد تنفيذها». وأضافت: «الملفات التي كانت الحكومة تعمل على إنجازها، لا بد منها، وسينطلق إنجازها بعد حل الأزمة السياسية».
وقبل الأزمة السياسية القائمة، عقدت اللجنة الوزارية المكلفة البحث في تطبيق قانون الانتخاب عدة اجتماعات لبحث التعديلات المطروحة على خطة الانتخاب وتمويلها، وإقرارها في الحكومة وإرسالها إلى البرلمان بهدف إقرار القانون المعدل، وذلك إثر الجدل حول البطاقة البيرومترية.
كما كانت الحكومة تضع اللمسات الأخيرة على المراسيم التطبيقية لقانون استخراج النفط والغاز والذي كان من المفترض أن يسلك أولى خطواته التنفيذية مطلع الشهر الحالي، بعد الاتفاق على أول عقد لتلزيم الغاز في البحر.
وإضافة إلى ذلك، وبعد أن أنجزت الحكومة قانون موازنة المالية العامة للعام 2017 وإقراره في البرلمان، كانت الحكومة بصدد مناقشة قانون الموازنة العامة للعام 2018 بهدف إقراره مطلع العام المقبل.
غير أن تلك الملفات، تبقى رهناً بنتائج المشاورات التي يجريها الرئيس عون اليوم. وأعلن عضو كتلة «المستقبل» النائب نبيل دو فريج أن «الرئيس سعد الحريري سيبت قرار استقالته بعد إجراء المشاورات من الرئيس ميشال عون مع الأفرقاء السياسيين كافة ويطلعه بعد ذلك على نتائجها»، محذرا من «الذهاب إلى الأسوأ في حال لم تصل هذه المشاورات إلى أي نتيجة ملموسة».
ورأى دو فريج في حديث إذاعي أن «التفاهم الذي أدى إلى انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة طبق بجزئه الأول فيما بقي الجزء الثاني حبرا على ورق»، وقال: «لم يتم الالتزام بسياسة النأي بالنفس التي اتفق عليها بل تم زج لبنان بصراعات المنطقة في مواجهة الدول العربية والخليجية». وشدد على أن «لبنان بلد صغير ويجب ألا يتدخل في الأزمات المحيطة به»، داعيا إلى «التوصل إلى آليات تطبيقية لمفهوم النأي بالنفس يتفق عليها الجميع». واعتبر أن «الرئيس ميشال عون هو الوحيد القادر على تقديم ضمانات بشأن (حزب الله)، وعهد رئيس الجمهورية كان لينتهي لو أصر رئيس الحكومة على استقالته».
من جهته، شدد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد على «قطع شوط كبير في إعادة الوضع إلى طبيعته المرجوة»، معرباً عن أمله بالمشاورات لدى عون «الذي تصرف بالفعل بعقلانية وحكمة استثنائية ومميزة لمعالجة هذه الأزمة» على حد قوله. فيما اعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ علي دعموش، أن الحزب «تعاون مع كل الأطراف ومد يده للجميع لحماية الاستقرار الداخلي، وسيقدم المزيد من التعاون للحفاظ على حكومة الوحدة الوطنية وعلى الاستقرار السياسي والأمني في البلد، ولن يبخل بتقديم كل ما يساعد على تحقيق ذلك».
وأكد وزير المالية علي حسن خليل من جهته «اليوم ما زلنا نأمل أن تستعيد المؤسسات السياسية عافيتها من جديد ويعود الانتظام إلى عمل مجلس الوزراء، وسوف نشارك بفاعلية وإيجابية كما في الأيام الماضية بجلسات التشاور التي سيدعو إليها فخامة رئيس الجمهورية، وسيكون لنا الموقف عينه المؤكد لتضامننا وحرصنا على إعادة العمل بمؤسسات الدولة ولا سيما مجلس الوزراء».
وأضاف: «نتطلع إلى مرحلة من العمل الجاد لنحمي الإنجازات التي تحققت ونحقق من خلالها مصالح الناس في حياتهم ومعيشتهم لكي نعزز إيمانهم بهذا الوطن».



لجنة الاتصال العربية: ندعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

لجنة الاتصال العربية: ندعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.