ماذا يحدث في باكستان؟

بين انتهاك المقدسات والمؤامرة

مقتل وإصابة 206 أشخاص خلال عملية محاولة فض التظاهرات التي انطلقت صباح الأمس في باكستان. (ا.ف.ب)
مقتل وإصابة 206 أشخاص خلال عملية محاولة فض التظاهرات التي انطلقت صباح الأمس في باكستان. (ا.ف.ب)
TT

ماذا يحدث في باكستان؟

مقتل وإصابة 206 أشخاص خلال عملية محاولة فض التظاهرات التي انطلقت صباح الأمس في باكستان. (ا.ف.ب)
مقتل وإصابة 206 أشخاص خلال عملية محاولة فض التظاهرات التي انطلقت صباح الأمس في باكستان. (ا.ف.ب)

لقي ستة أشخاص حتفهم وأصيب نحو 200 آخرين، جراء اشتباكات بين الشرطة ونشطاء متشددين في العاصمة الباكستانية إسلام اباد، وفق ما أعلنته خدمات الطوارئ اليوم (الأحد).
واستدعت الحكومة الباكستانية الجيش للانتشار في العاصمة الباكستانية يوم أمس (السبت)، بعد سقوط قتلى وجرحى، جراء أعمال عنف اندلعت لدى محاولة قوات الأمن فض اعتصام لمتشددين شلّ العاصمة لأسابيع.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، في حين أغلق المحتجون الشوارع وأحرقوا مركبات الشرطة في محيط منطقة الاعتصام.
واتسعت رقعة التظاهرات لتشمل كذلك مدينتي لاهور وكراتشي الرئيسيتين إضافة إلى بلدات أخرى في انحاء البلاد.
وقالت المتحدثة باسم قسم الانقاذ في المنطقة ديبة شهناز لوكالة الصحافة الفرنسية، «وفقا للأرقام التي لدينا، قتل ستة أشخاص على الأقل جراء العنف اليوم»، في حصيلة أكدها مسؤول أمني.
وكانت الشرطة تحاول فض اعتصام تنفذه مجموعة متشددة تحمل اسم «حركة لبيك يا رسول الله»، بعدما أغلقت الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى إسلام أباد منذ السادس من نوفمبر (تشرين الثاني)، ما تسبب باختناقات مرورية أغضبت السكان.

بداية الأزمة:
انطلقت شرارة الأزمة التي تعيشها الحكومة الباكستانية في مواجهة إسلاميين ينتمون إلى حركات وأحزاب مختلفة، على رأسها حركة «لبيك يا رسول الله»، بعد تعديل مادة دستورية تنكر ختم النبوة، ما اعتبر مس بالعقيدة الإسلامية وانتهاك للمقدسات.
ورغم تراجع الحكومة عن تعديل المادة الدستورية، وتأكيدها أن ما وقع لايتعد خطأ مطبعي تم تعديله، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لإنهاء الغضب الذي عبرت عنه حركات ومجموعات إسلامية، إذ طالبت بإقالة وزير العدل الباكستاني زاهد حامد، الذي تتهمه بالوقوف خلف التعديلات المسيئة.
وأدى عدم استجابة الحكومة، إلى اعتصام الآلاف في مختلف مدن وشوارع البلاد، الأمر الذي اضطر الحكومة إلى حشد مئات من رجال الأمن لتأمين المنشآت والمناطق الحيوية، ومنحها صلاحية استخدام القوة إذا لزم الأمر.
ورغم تراجع الحكومة عن استخدام القوة، ودخولها في مفاوضات غير معلنة مع المعتصمين لإقناعهم بفض اعتصامهم، إلا أنها لم تنجح في إقناعهم بعد أن أصروا على مطلبهم الوحيد، وهو عزل وزير العدل.

تصاعد الأزمة:
بعد فشل الحكومة في إقناع المعتصمين بالعودة إلى منازلهم، ورفضها الاستجابة لمطلبهم بإقالة وزير العدل، قرر المعتصمون التصعيد من خلال السيطرة على شوارع مهمة، وإغلاق تقاطعات حيوية، ومنع الوصول إلى العاصمة، مع التهديد بإغلاق الطريق المؤدي إلى مطار إسلام آباد.
ومنع المحتجون عشرات الآلاف من الباكستانيين من التوجه الى إسلام أباد، حيث يعمل كثيرون منهم، مستخدمين العنف في بعض الأحيان. ومنذ بدء تحركهم أصبحت الرحلة إلى العاصمة تستغرق ساعات طويلة، كما توفي طفل في الثامنة من العمر بسبب تعذر ادخاله في الوقت المناسب الى المستشفى، بحسب ما وكالة الصحافة الفرنسية.
وأكدت حركة «حركة لبيك يا رسول الله» التي قادت الاعتصامات، أن قضية ختم النبوة خط أحمر، مهددة باستمرار التصعيد.
وأعرب المتظاهرون، عن استعدادهم للموت من أجل قضيتهم، ما أثار مخاوف السلطات وتسبب بترددها في التحرك.
ونجحت الحركة بدعم من أحزاب محظورة، في حشد المؤيدين عبر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، رغم محاولات من السلطات لحجب تلك المنصات بينها "تويتر"، بحسب تقارير إعلامية.
وقال إعجاز أشرفي المتحدث باسم «حركة لبيك يا رسول الله» لـ«رويترز» عبر الهاتف من
الموقع، «نحن آلاف. لن نرحل. سنقاتل حتى النهاية».

تراجع الشرطة والاستعانة بالجيش
في عملية شارك فيها نحو 8500 شرطي ورجل أمن منذ صباح أمس (السبت)، خاضت الشرطة الباكستانية معارك كر وفر مع نشطاء حزب «حركة لبيك يا رسول الله - باكستان»، أطلقت خلالها الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على المتظاهرين الذين أغلقوا طرقاً، وأضرموا النيران في سيارات للشرطة قرب موقع الاعتصام.
وتراجعت الشرطة والقوات المساندة لها عقب الاشتباكات التي أسفرت عن إصابة 137 شرطياً ومقتل شرطي واحد على الأقل، قبل أن تتقدم سلطات العاصمة بطلب لتدخل الجيش.
وأفاد الأمر الصادر عن وزارة الداخلية أن الحكومة الفدرالية أذنت بنشر ما يكفي من القوات لضبط القانون والنظام في المدينة حتى اشعار آخر.
ومع امتداد المواجهات، طلب الجنرال قمر جاويد باجوا قائد الجيش الباكستاني من رئيس الوزراء شهيد خاقان عباسي، معالجة الوضع «سلميا»، بحسب ما قال الناطق باسم الجيش العميد اصف غفور على حسابه الرسمي في «تويتر».
ودعا الجنرال باجوا الجانبين الى تجنب العنف، «لأنه لا يصب في المصلحة الوطنية».
وقال أحسن إقبال وزير الداخلية في رسالة لـ«رويترز» مساء أمس (السبت)، إن الحكومة طلبت مساعدة الجيش بهدف حفظ النظام والقانون طبقا للدستور.
وأظهرت لقطات تلفزيونية، اشتعال النيران في سيارة للشرطة وتصاعد الدخان واشتعال الحرائق في الشوارع مع تقدم شرطة مكافحة الشغب.
وأصاب المحتجون الحياة اليومية في العاصمة بالشلل، وتحدوا أوامر قضائية بفض الاحتجاج.

المؤامرة:
لم يقتصر وصف التصعيد الكبير الذي عرفته الاحتجاجات بالمؤامرة الخارجية، على بعض المحللين السياسيين و كتاب الرأي في الصحف الباكستانية، إذ وصف أحسن إقبال وزير الداخلية الباكستاني المحتجين، بكونهم جزء من «مؤامرة»، هدفها إضعاف الحكومة التي يهيمن عليها حزب رئيس الوزراء المخلوع نواز شريف، الذي أقالته المحكمة العليا في يوليو (تموز) بسبب عدم الإبلاغ عن دخله.
وأضاف إقبال في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي، «هناك محاولات لإثارة الفوضى في البلاد... أنا مضطر للقول بأسى، إن الحزب السياسي الذي يوصل رسالته للناس على أساس عقيدة شديدة القدسية، يستغل في مؤامرة تهدف إلى نشر الفوضى في البلاد».
من جهته دعا عمران خان زعيم المعارضة، لإجراء انتخابات مبكرة.
وشكلت التظاهرات تهديدا لحكومة حزب «الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز«، قبيل الانتخابات العامة المنتظرة العام المقبل.

منع البث المباشر للمواجهات:
منعت سلطة تنظيم وسائل الإعلام في باكستان قنوات التلفزيون المحلية من بث مشاهد مباشرة للمواجهات، فيما أعلن موقع التواصل الاجتماعي «تويتر" أنه «يراقب« التقارير التي أشارت إلى قيام الحكومة بحجبه، مضيفا «نأمل بأن تعود الخدمة بشكل كامل قريبا«.
وذكر بيان صادر عن هيئة تنظيم الإعلام الإلكتروني، أن الهيئة أمرت بوقف بث القنوات
التلفزيونية الخاصة، بسبب انتهاك القوانين الإعلامية المتعلقة بالبث الحي لعملية أمنية. واستمر بث التلفزيون الباكستاني الرسمي، إلا أنه كان يذيع برنامجا حواريا يناقش شؤونا سياسية، كما تم حجب مواقع «فيسبوك ويوتيوب« في العديد من المناطق.

القضاء يستدعي وزير الداخلية:
أعلن القضاء أول من أمس (الجمعة)، أنه سيستجوب إحسان إقبال وزير الداخلية يوم غد (الاثنين) ليوضح سبب عدم تحرك الحكومة.
ويرى المحللون، أن رد الحكومة لم يكن صارماً، ما يمكن أن يشكل سابقة خطيرة في نظر الكثير من الجماعات المعارضة الأخرى.
وقال المحلل امتياز غول، إن المماطلة لأسباب سياسية لها كلفتها وهذا ما تدفع الحكومة ثمنه حالياً.
وأكد مسؤول كبير في شرطة إسلام أباد شارك في تنظيم العملية، لوكالة الصحافة الفرنسية، أنها خططت لتجنب سقوط ضحايا، إلا أن ذلك لم يكن مبرراً بالنسبة لكثيرين اتهموا الحكومة بالتساهل في ردها على الاحتجاج، والسماح لقضية صغيرة بالتحول إلى مشكلة كبيرة ووضع خطير.
وقال زيشان صلاح الدين من مركز الأبحاث والدراسات الأمنية في إسلام أباد، إن الحادثة تشكل سابقة تنذر بأنه «في أي وقت، أي شخص يشعر بالاستياء من الحكومة، يمكنه إغلاق العاصمة والحكومة ستمتثل لمطالبه«.

من يقف خلف «حركة لبيك يا رسول الله»
هي حزب متشدد حديث التأسيس، وتعد الحركة احدى حركتين سياسيتين متشددتين شهدت الأشهر الماضية صعودهما على الساحة الباكستانية، ويبدو أنهما تستعدان للعب دور كبير في الانتخابات التي قد تجرى بحلول صيف العام المقبل، رغم أنه من غير المرجح فوزهما بأغلبية.
وولدت الحركة من رحم احتجاج حركة مؤيدة لممتاز قدري، وهو حارس شخصي لحاكم إقليم البنجاب قام بقتل الحاكم في 2011 بسبب دعوته لإصلاح القوانين الصارمة ضد التجديف.
وحقق الحزب، الذي يتبنى تطبيقا صارما للشريعة الإسلامية، نتيجة قوية مفاجئة إذ حصل على 7.6 في المئة من الأصوات في الانتخابات الفرعية التي أجريت في بيشاور الشهر الماضي.
وقال المحلل السياسي حسن عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية عن أعضاء الحركة، إن «هؤلاء الأشخاص كانوا حاقدين أصلا على الحكومة التي منحتهم فرصة للتعبير عن غضبهم».


مقالات ذات صلة

سوريا تحتفل في الجمعة الأولى بعد سقوط نظام الأسد

المشرق العربي آلاف السوريين يصلون الجمعة في المسجد الأموي بدمشق - 13 ديسمبر 2024 (الشرق الأوسط)

سوريا تحتفل في الجمعة الأولى بعد سقوط نظام الأسد

بدأ آلاف السوريين في التوافد إلى الساحات والميادين العامة في عموم المناطق السورية للاحتفال، اليوم، بجمعة النصر، بعد إسقاط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
أوروبا طلاب جامعة بلغراد يحتجون أثناء مؤتمر صحافي عقده الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أمام مكتبه في بلغراد (رويترز)

مع تزايد الاحتجاجات... رئيس صربيا يقول إنه لن يهرب مثلما فعل الأسد

اتهم الرئيس ألكسندر فوتشيتش أجهزة استخبارات أجنبية بمحاولة عزله في أعقاب الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، قائلاً إنه لن يهرب من البلاد مثل الرئيس السورى.

«الشرق الأوسط» (بلغراد)
أوروبا متظاهرون مناهضون للحكومة في تبيليسي (أ.ف.ب)

توقيف 48 متظاهراً مؤيداً للاتحاد الأوروبي في جورجيا

أعلنت السلطات الجورجية، اليوم السبت، أنها أوقفت ليلا 48 شخصا خلال الاحتجاجات المؤيدة للإتحاد الأوروبي.

«الشرق الأوسط» (تبيليسي)
آسيا رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول ينحني بعد خطاب اعتذار بثه التلفزيون الرسمي (أ.ف.ب)

رئيس كوريا الجنوبية يعتذر عن «الأحكام العرفية» قبل تصويت على عزله

اعتذر الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول اليوم (السبت) عن محاولته فرض الأحكام العرفية في الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (سيول)
أوروبا شرطة مكافحة الشغب خلال محاولة تفريق المتظاهرين في العاصمة الجورجية تبيليسي (أ.ف.ب)

ليلة ثانية من الاحتجاجات والاشتباكات مع الشرطة في عاصمة جورجيا

عملت الشرطة والقوات المسلحة في جورجيا على تفريق المتظاهرين وإزالة الحواجز من الطريق الرئيسي في العاصمة تبيليسي بعد ليلة ثانية من الاشتباكات.

«الشرق الأوسط» (تبيليسي )

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».