أنهى نادي ليفربول الشوط الأول لمباراته أمام إشبيلية الإسباني متقدماً بثلاثة أهداف دون رد، وضغط الفريق الأندلسي بقوة، وأتيحت له بعض الفرص في الشوط الأول، لكن لم تكن هناك خطورة تذكر على مرمى ليفربول. واعتقد كثيرون أن المباراة قد انتهت بالفعل، وأن ليفربول قد ضمن الفوز، لكن المتابع للفريق الإنجليزي في المباريات الأخيرة كان يساوره بعض الشكوك بأن المباراة ربما لم تنتهِ بعد، وأن ليفربول لن يضمن النتيجة إلا مع إطلاق حكم اللقاء لصافرة النهاية.
وكان كل ما يلزم ليفربول هو التحلي بالهدوء خلال شوط المباراة الثاني، وتجنب التهور والقيام بأي شيء غبي، لكن مدافع الفريق ألبرتو مورينو قد ارتكب مثل هذه الأشياء الغبية، عندما ارتكب خطأ بلا داعٍ على بابلو سارابيا. وتقدم إيفر بانيجا لتنفيذ الركلة الحرة، وفشل مورينو مرة أخرى في رقابة وسام بن يدر، الذي أحرز الهدف الأول للفريق الأندلسي مقلصاً النتيجة إلى ثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد. وعاد مورينو مرة أخرى ليتدخل بتهور شديد ويسقط بن يدر داخل منطقة الجزاء، ليحصل إشبيلية على ركلة جزاء أحرز منها الهدف الثاني. وفي الوقت القاتل من المباراة، أحرز الفريق الإسباني هدف التعادل، لتنتهي المباراة بالتعادل بثلاثة أهداف لكل فريق.
وهناك نقطتان فيما يتعلق بهذا الأمر؛ تتعلق الأولى بمورينو الذي يقدم موسماً جيداً، وطور كثيراً من أدائه، وأصبح أكثر التزاماً، في حين تتعلق النقطة الثانية بنادي ليفربول ككل. وفي عالم كرة القدم الحديث، أصبح الحل الأسهل لأي مشكلة هو إنفاق مزيد من الأموال، وشراء لاعبين في المراكز التي يعاني منها الفريق، لكن كان من الجيد أن يثق المدير الفني لليفربول يورغن كلوب في مورينو، ويعمل على تطوير أدائه، بدلاً من عدم الاعتماد عليه وشراء بديل له.
لكن هناك سبباً ما جعل نادي إشبيلية، الذي لعب على أخطاء مورينو في المباراة النهائية للدوري الأوروبي عام 2016، يلعب على أخطائه مرة أخرى في تلك المباراة. وهناك سبب جعل ليفربول يعتمد على جيمس ميلنر في مركز الظهير الأيسر معظم فترات الموسم الماضي. وإذا لم يكن مورينو جيداً بما يكفي للعب في التشكيلة الأساسية لليفربول، فإنه من الخطأ أن تعتقد أنه سيكون فجأة قادراً على القيام بواجبات مركزه خلال هذا الموسم، لكن الحقيقة هي أن المشكلة لا تكمن في مورينو وحده.
قد يعتقد البعض أن حل هذه المشكلة يكمن في التعاقد مع لاعب بديل لمورينو، وأن كل شيء سيكون على ما يرام بعد ذلك، لأن المشكلة لا تكمن في مورينو، تماماً كما لم تكن الهزيمة أمام توتنهام هوتسبير بسبب ديان لوفرين. إن الطريقة التي يلعب بها ليفربول تجعل لزاماً على ظهيري الجنب أن يتقدما للأمام لتقديم الدعم الهجومي. وتزيد فعالية محمد صلاح وساديو ماني عندما يتقدم الظهيرين للأمام، حتى يتمكن صلاح وماني من الدخول إلى عمق الملعب، وتشكيل خطورة كبيرة على مرمى الفريق المنافس. وهذا بالطبع ليس شيئاً يتعلق بليفربول وحده، لأن معظم الأندية الكبرى تلعب بهذا الشكل. لكن إذا كان الظهيران يتقدمان للأمام، فهذا يعني أنه يجب أن تكون هناك تغطية لهما في حال التقدم للهجوم.
وبعد تحقيق ليفربول للفوز في 4 مباريات متتالية، وتسجيله 13 هدفاً، واستقباله هدفاً وحيداً، قال كثيرون إن ظهيري الفريق أتقنا طريقة اللعب، ونجحا في سد الثغرات الدفاعية، بحيث لا يتقدم الظهيران معاً، فعندما يتقدم الظهير الأيمن، لا يتقدم الظهير الأيسر، والعكس بالعكس. وربما يكون هذا قد نجح بالفعل، رغم أن هذا يتطلب تغييراً معقداً للغاية في تحركات الثلاثة مدافعين المتبقين في الخلف، بعد تقدم أحد الظهيرين.
لكن المشكلة الأكبر تكمن في منتصف الملعب. لقد غير تشيلسي طريقة اللعب الموسم الماضي، واعتمد على 3 لاعبين في الخط الخلفي، بعدما أيقن المدير الفني للفريق أنطونيو كونتي أن الفريق بحاجة إلى «حماية» أكبر في خط الوسط، في حال تقدم الظهيرين. وسارت فرق أخرى على هذا النهج نفسه للتغلب على مشكلاتها الدفاعية. هناك بعض الاستثناءات بالطبع، لكن بصفة عامة فإن الاعتماد على 3 مدافعين في الخط الخلفي هو تحرك دفاعي يهدف إلى تقديم التغطية اللازمة، عندما يتقدم الظهيران للأمام.
وعلى أقل تقدير، يجب أن يكون هناك محور ارتكاز في منتصف الملعب (رغم أن تشيلسي يلعب بـ3 لاعبين في الخط الخلفي، فإنه يعتمد على محوري ارتكاز في منتصف الملعب. وعندما لعب خارج ملعبه أمام توتنهام هوتسبير هذا الموسم، اعتمد على 3 محاور ارتكاز في خط الوسط، من أجل حماية قلبي الدفاع ومنع لاعبي الفريق المنافس من اختراق الخط الخلفي). وكان هذا هو الشيء الذي يعتمد عليه كلوب دائماً، عندما كان يشرف على تدريب بروسيا دورتموند الألماني، سواء كان ذلك عن طريق لاعب تقليدي مثل سيباستيان كيل أو سفين بيندر، أو لاعب قادر على تمرير الكرات الأمامية بشكل جيد، مثل إلكاي غوندوغان.
لكن كلوب لم يفعل ذلك في ليفربول مطلقاً. صحيح أن غوردان هيندرسون لديه كثير من المميزات، فهو يمتلك طاقة هائلة، ورغبة في تقديم أقصى ما لديه من أجل الفريق، وقدرة كبيرة على تمرير الكرات بشكل أفضل مما يعتقد البعض، لكنه ليس محور ارتكاز بطبيعته. ويبدو إيمري قادراً على القيام بهذا الدور، لولا البطء المزمن الموجود في أدائه. قد يفكر كلوب في أنه لو ضغط ليفربول ككتلة واحدة على الفريق المنافس، فإنه لن يكون بحاجة إلى لاعب يقوم بهذا الدور، وهذه هي الطريقة التي اعتمد عليها أريجو ساكي خلال الفترة القصيرة التي تولى خلالها قيادة نادي ريال مدريد الإسباني، قبل أن يعتمد على كلود ماكيليلي في مركز محور الارتكاز، في اعتراف ضمني بفشله في اللعب من دون محور ارتكاز بمهام واضحة.
ثم تأتي نقطة أخرى تتمثل في أن ليفربول لم يحافظ على نظافة شباكه سوى في مباراة واحدة خلال 11 مباراة خاضها خارج ملعبه، وكانت هذه المباراة هي التي فاز فيها على ماريبور السلوفيني بـ7 أهداف دون رد. وقد اهتزت شباك ليفربول بـ3 أهداف أو أكثر في 4 مباريات هذا الموسم، وبهدفين في 3 مباريات أخرى. وعندما يفقد المدافعون الثقة، فإنهم يكونون أكثر عرضة لارتكاب الأخطاء. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل التعاقد مع ظهير أيسر جديد يساعد ليفربول على تجنب تلك الأخطاء الدفاعية؟ ربما. هل يحتاج ليفربول للتعاقد مع محور ارتكاز؟ بكل تأكيد. لقد تعاقد ليفربول مع أليكس أوكسليد تشامبرلين مقابل 35 مليون جنيه إسترليني، لكن اللاعب فشل في أن يحل أي من المشكلات التي يعاني منها الفريق. من المؤكد أن مورينو يتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية ما حدث أمام إشبيلية الثلاثاء الماضي، لكن هناك أخطاء تتعلق بهيكل وشكل الفريق أيضاً، سواء داخل أو خارج الملعب.
مشكلات ليفربول الدفاعية ليست بسبب ألبرتو مورينو وحده
الفريق لم يحافظ على نظافة شباكه سوى في مباراة واحدة خلال 11 مواجهة خاضها خارج ملعبه
مشكلات ليفربول الدفاعية ليست بسبب ألبرتو مورينو وحده
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة