العرض الأول لفيلم «جود» في الظهران... السينما أصبحت حقيقة

يرصد دورة حياة إنسان الجزيرة العربية... من إنتاج «إثراء» وبمشاركة أسماء محلية وعالمية

لقطات من فيلم «جود»
لقطات من فيلم «جود»
TT

العرض الأول لفيلم «جود» في الظهران... السينما أصبحت حقيقة

لقطات من فيلم «جود»
لقطات من فيلم «جود»

اقترب السينمائيون السعوديون من تحقيق هدفهم؛ عشرات الشباب المشتغلين في صناعة الأفلام والنقاد والمثقفين تجمعوا في الظهران، مساء أول من أمس، لحضور العرض الأول لفيلم «جود»، وهو فيلم مبهر بصرياً، وظفت من أجله طاقات هائلة في الإخراج والتصوير والإنتاج.
وبحضور نخبة الفن السابع التي تشق طريقها سريعاً في المملكة، احتفل مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، التابع لشركة «أرامكو» السعودية، بالعرض الأول لفيلم «جود» في سينما إثراء. وهو من إخراج المخرج البريطاني أندرو لانكاستر، مخرج أفلام «الطيار المفقود» و«حتمية الحوادث»، أما الموسيقى فكانت من تأليف جيري لاين، مؤلف موسيقى فيلم «ذيب» المرشح لجائزة أوسكار.
ويقوم فيلم «جود» على بناء روائي تجريبي مستمد من القصيدة الجاهلية، وهو ما يشير إليه عنوانه الفرعي: «قصيدة قديمة للعصر الحديث». وقد طور المفهوم والمعالجة لهذا الفيلم المنتجين عبد الله آل عياف وتود ألبرت نيمز، بمشاركة آخرين. وهو أول فيلم روائي ينتجه مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، بالظهران.
ويوظف الفيلم إمكانيات الكاميرات المحمولة جواً لنقل مشاهد ترصد حياة الإنسان والطبيعة في 17 منطقة سعودية، وهي تركز على ثيمة الحياة التي تقاوم الفناء وتتشبث بالمستقبل.
واستغنى فيلم «جود»، الذي صُوِّر في المملكة العربية السعودية في شكل تجريبي جديد لم يشهده الجمهور السعودي من قبل، عن الحوار اللغوي، وهذا ما يرشحه أكثر للانتشار عالمياً، حيث اعتمد بشكل أساسي على الصور الآسرة والموسيقى الأصلية المتناغمة مع وقع الحياة لاصطحاب الجمهور في رحلة تأملية عميقة، من خلال أسلوب روائي عربي قديم. وقد استلهم من القصيدة العربية العمودية بناءه الدرامي، واستثمر الفيلم عناصر الزمان والمكان والتجربة الإنسانية، ليدفع المشاهد إلى التمعّن فيما وراء الحياة اليومية، والتفكُّر في معاني أعمق للسخاء والعطاء التي منها استلهم عنوان الفيلم «جود».
ويقول مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، الذي أصبح أيقونة ثقافية متميزة فوق هضبة الظهران، إنه يسعى من خلال توظيف الإمكانات الكبيرة لإنتاج هذا الفيلم إلى «وضع معايير جديدة للتميز في المملكة في مجال صناعة الثقافة والإبداع لتطوير وتقديم منتجات معرفية مبتكرة»، كما يهدف إلى خلق الإضافة المرجوة، من خلال علاقاته مع الشركاء والزوار، عن طريق تحفيز استدامة المجتمعات الإبداعية والثقافية، ويشارك ببرامجه ومرافقه المتنوعة في تطوير أساليب جديدة حاضنة للإبداع، وذلك بدعم وإبراز المواهب الوطنية، من خلال بيئة محفزة على إنتاج وتبادل المعرفة بشكل يحترم التنوَع، ويعزز المفاهيم المختلفة في العلوم والفنون.
وذكر منتج الفيلم مدير البرامج في المركز عبد الله آل عياف أن فيلم «جود» هو «سابقة سينمائية للمملكة من نواحي كثيرة، ونعتقد أن تفرده واختلافه سيفتح العيون على الروايات الثرية المحفوظة في صدر الإنسان السعودي وأرضه». وآل عياف، الذي اشتغل هو الآخر بصناعة وإخراج الأفلام، قال إن مركز «إثراء» حرص على أن يشارك السينمائيون السعوديون في صناعة الفيلم، فساهموا جنباً إلى جنب مع الطاقم الدولي في صنع الفيلم في جميع مراحله؟
ومن بين المشاركين في هذا الفيلم: أسامة الخريجي المخرج المساعد للفيلم ومخرج مشاهد مكة المكرمة، كما وقف عبد الله الشريدة خلف الكاميرا لإدارة التصوير في مشاهد مكة المكرمة، وشاركه المصور الفوتغرافي فهد الدعجاني بتوثيق مراحل الفيلم وتصوير مشاهد الزمن المسرع بالفيلم (تايم لابس)، فيما تولى المؤلف الموسيقي ضياء عزوني المشاركة في تأليف موسيقى الفيلم. أما المخرج أسامة صالح، فكان مخرجاً مشاركاً في تصوير كواليس الفيلم التي امتدت لما يقارب العام.
ومن جهة أخرى، أعلن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، خلال مناسبة العرض الأول لفيلم «جود»، عن الفائزين بمسابقة «أيام الفيلم السعودي»، وهم في فئة الأفلام الطويلة: عبد المحسن الضبعان عن نص «آخر زيارة»، وعبد العزيز الشلاحي عن نص «المسافة صفر». أما في فئة الأفلام القصيرة، فقد فاز كل من: حسام الحلوة عن نص «صلة»، وفهد الأسطاء عن نص «لون الروح»، وضياء يوسف عن نص «ولد سدرة»، ومحمد عامر الحمود عن نص «ارتداد»، وعبد الجليل الناصر عن نص «50 ألف صورة»، وعبد الرحمن صندقجي عن نص «الكهف»، وأبرار قاري عن نص «مخبزنا».


مقالات ذات صلة

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.