طاجيكستان تسلم روسيا ضابطاً قاتل في صفوف «داعش»

خبير في التشفير وعمل في مجال أمن المعلومات

TT

طاجيكستان تسلم روسيا ضابطاً قاتل في صفوف «داعش»

سلمت السلطات الطاجيكية ضابطاً روسياً كان شارك في القتال في صفوف «داعش» في سوريا والعراق، إلى السلطات الروسية. وقال عمر جان إمام علي، الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية الطاجيكية، لوكالة «إنتر فاكس»: «إن الضابط الروسي الذي تم تسليمه اسمه دينيس خيساموف، كانت السلطات التركية رحلته في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى طاجيكستان، وهو مواطن روسي». وأوضح المتحدث باسم الداخلية الطاجيكية أن «السلطات الروسية قامت بنقل خيساموف من طاجيكستان وفق الأصول، بعد أن أبلغتها السلطات الطاجيكية بوصوله من تركيا». وكانت صحيفة «كوميرسانت» الروسية كشفت في تقرير في عددها يوم 23 أكتوبر الماضي عن أن ضابطاً روسياً سابقاً، مرشحاً للقب عالم في الرقميات، مختصاً في التشفير وأمن المعلومات، يقاتل ضمن صفوف «داعش».
وأكدت الصحيفة أن ذلك العالم واسمه دينيس خيساموف، كابتن في وزارة الدفاع الروسية سابقاً، ومرشح للقب عالم، انضم عام 2015 إلى صفوف التنظيم في سوريا، لكن العقيدة لم تكن دافعه الرئيسي في خطوته هذه، وقالت «إنه قرر الفرار إلى (داعش) هربا من قروض مصرفية تراكمت عليه، وليرتاح من إزعاج وملاحقات محصلي الديون». وحسب معلومات نشرتها وزارة الداخلية الطاجيكية، فإن دينيس خيساموف، البالغ من العمر 34 عاماً، وهو مواطن روسي من مواليد مدينة كراسنودار جنوب روسيا، كان قد حصل عام 2015 بطريقة ما على جواز سفر طاجيكي، واستخدمه للسفر من طاجيكستان إلى تركيا، ومن ثم التحق بتنظيم داعش. وتؤكد الوزارة، أن خيساموف «شارك بنشاط في العمليات القتالية في العراق وسوريا»، وقرر مطلع العام الحالي العودة إلى روسيا لتنفيذ «جرائم»، إلا أن حرس الحدود التركي ألقى عليه القبض، بعد أن شك بجواز سفره. وقامت السلطات التركية بترحيله إلى طاجيكستان، حيث يواجه تهمة تزوير جواز سفر، وقد يحكم عليه بالسجن عامين. إلا أن السلطات الطاجيكية تنوي ترحيله إلى روسيا، وهناك يتوقع أن يواجه اتهامات خطيرة مثل المشاركة في نشاط مجموعات إرهابية وعقوبتها بالسجن لفترة أكثر بكثير من مجرد عامين.
وكان خيساموف عمل فور حصوله على الشهادة الجامعية رئيساً لخدمة حماية أسرار الدولة في مركز المشكلات العسكرية - التقنية والحماية البيولوجية في معهد الأحياء الدقيقة في موسكو التابع لوزارة الدفاع الروسية. ويقول خيساموف: إنه كان في ذلك المعهد «يؤمّن للقيادة العسكرية الاتصالات السرية، وكان يقوم كذلك بمراقبة نظام السرية خلال عمل الموظفين» هناك. ومن ثم انتقل للعمل في المديرية الثامنة في قيادة الأركان الروسية، وهي المديرية المسؤولة عن متابعة نشاط وحدات الجيش ووحدات الاستخبارات العاملة في مجال أمن المعلومات. وفي عام 2009 تسرح خيساموف من القوات المسلحة، وانتقل للعمل في قسم الحماية الشاملة للمعلومات في معهد كوبان للأمن المعلوماتي، وهو المعهد الذي أسسه ويعمل فيه والده العالم المعروف فرانغيز خيساموف. ويقول ضابط سابق مقرب منه: «إن دينيس خيساموف بدأ في السنوات الأخيرة في موسكو يهتم بالأفكار الدينية. إلا أن آخرين مقربين من خيساموف، الذي تؤهله معارفه العملية القيام بفك الشيفرات، رجحوا أن أسباباً اقتصادية وليست دينية هي التي دفعته إلى التوجه نحو سوريا والانضمام للجماعات الإرهابية.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».