وزير إسرائيلي يطلق خطة {المليون مستوطن} في الضفة

TT

وزير إسرائيلي يطلق خطة {المليون مستوطن} في الضفة

في الوقت الذي حظي فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشهادة تقدير لدعمه الاستيطان، أعلن وزير «شؤون القدس» في الحكومة الإسرائيلية، زئيف إلكين، عن إطلاق مشروع لزيادة عدد المستوطنين اليهود في المنطقة المصنفة C» في الضفة الغربية المحتلة، إلى مليون يهودي. وقال إلكين، خلال لقائه عددا من قادة المستوطنين إن «هذا سيحصل حتما، لكن السؤال الوحيد هو متى. وأنا أقول إنه يمكن أن يحدث خلال السنوات العشر أو العشرين المقبلة اعتمادا على وتيرة البناء في المستوطنات». وكان نتنياهو قد التقى، أمس، مع زعماء الاستيطان في قلب مدينة الخليل ومع رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، الذين أرادوا أن يشكروه «على عمله من أجل تعزيز البلدة اليهودية في المدينة وتطورها»، كما شكروه على دفع البناء في حي حزكيا الاستيطاني في الخليل، وقالوا إن هذا يشكل بداية جديدة مرحبا بها عبر استئناف البناء في المدينة. وأهدوا نتنياهو شهادة تقدير احتوت ميدالية تحيي مرور اليوبيل الذهبي على الاستيطان اليهودي في الخليل. كما منحوه كتابا أصدرته جامعة بار إيلان يلخص القطع الأثرية التي تم العثور عليها في تل حبرون القديمة، بادعاء أنها احتوت آثارا فاخرة للبلدة اليهودية في حبرون التي تعود إلى فترة الهيكل الثاني.
وكتب زعماء البلدة اليهودية في الخليل في الإهداء: «الحقيقة تنمو من الأرض. هذا الكتاب يهدى إلى رئيس الوزراء نتنياهو، حامل راية حقنا التاريخي على أرضنا وعلى مدينة أجدادنا. هذه هي مجموعة من الاكتشافات الجديدة عن الحياة اليهودية القديمة في مدينة الأجداد».
من جهته، رفض إلكين فكرة قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية. واستخدم التعبير باللغة العربية قائلا: «خلاص». وأضاف: «يكفي مع قصة الدولتين، ليس هناك سوى دولة إسرائيل، وستكون بين نهر الأردن والبحر دولة واحدة فقط».
وجاء حديث إلكين في مؤتمر خاص عقد في القدس مساء أول من أمس الثلاثاء عن النمو السكاني في المستوطنات بالضفة الغربية، بعنوان: «على الطريق إلى المليون» برعاية المستوطنين. وقال إلكين إن الوتيرة الحالية للاستيطان تبدأ بأقل من 3 آلاف وحدة في السنة، وهذه ليست كافية لإتاحة مثل هذا الارتفاع السكاني. وأضاف أنه في النهاية سنحتاج من مائة ألف إلى 120 ألف وحدة سكنية جديدة. وحث إلكين المجلس الإقليمي للمستوطنات على البدء في إعداد الخطط الفنية للنمو «حتى لو بدا أن الموافقات عليها لن تحدث أبدا»، على حد قوله. ووفقا للمكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي، فإنه كان يعيش نحو 400 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية (من دون حساب المستوطنين في منطقة القدس) في عام 2016، ولكن المستوطنين يدعون أنهم يبلغون 550 ألفا.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.