واشنطن تصعد غاراتها على {حركة الشباب} الصومالية

TT

واشنطن تصعد غاراتها على {حركة الشباب} الصومالية

أعلنت الولايات المتحدة أن قواتها العاملة في أفريقيا (أفريكوم) شنت، بالتنسيق مع حكومة الصومال، في اليومين الأخيرين، 3 ضربات جوية ضد متمردي حركة الشباب، الموالية لـ«القاعدة» في الصومال، وضد متطرفين تابعين لتنظيم داعش، أدت إلى مقتل عدد منهم.
وأدت العملية الأولى، التي نفذت على بعد 400 كيلومتر جنوب غربي مقديشو، إلى مقتل مقاتل في حركة الشباب، بحسب ما أعلنته القيادة العسكرية الأميركية لأفريقيا (أفريكوم)، في بيان أشارت فيه إلى أن «الولايات المتحدة كانت قد رصدت قبل العملية مشاركة المقاتل في اعتداء ضد قافلة أميركية - صومالية».
كما استهدفت ضربة أميركية مقاتلي الحركة في منطقة شبيلي، التي تبعد 65 كيلومتراً غرب مقديشو، واستهدفت أخرى ثالثة تنظيم داعش في منطقة البونت لاند (أرض اللبان) التي تتمتع بحكم ذاتي في شمال البلاد، بحسب المتحدثة باسم قوة «أفريكوم» التي أضافت أنه قتل في الضربتين «كثير من الإرهابيين».
وكررت «أفريكوم» التأكيد على أن الجيش الأميركي «سيستمر باستخدام كل الوسائل المشروعة والمناسبة» لمواجهة الإرهاب، ولا سيما «ضرب الإرهابيين ومعسكراتهم التدريبية ومخابئهم في الصومال، وفي المنطقة والعالم».
وقال وزير الإعلام الصومالي عبد الرحمن ياريسو إن العشرات من مسلحي «الشباب» قتلوا في غارة جوية، موضحاً لراديو مقديشو الحكومي أن «(الشباب) خسرت 81 مسلحاً، بعدما أغارت قواتنا الصومالية من النخبة على موقع في جيليب، حيث تستخدمه الحركة قاعدة عمليات لتصنيع القنابل وشن هجمات على الحكومة الصومالية».
لكن قائداً في حركة الشباب نفى تلك المزاعم، واتهم شيخ عبد العزيز أبو مصعب الحكومة الصومالية بـ«الكذب» بشأن الهجوم على معقل الجماعة في منطقة جيليب، على بعد 360 كيلومتراً جنوب العاصمة مقديشو، وقال لإذاعة الأندلس، التابعة للجماعة: «لم يُقتل حتى مقاتل واحد من (الشباب)، ناهيك بـ81، كما زعم العدو».
وكانت الولايات المتحدة قد شنت، مطلع هذا الشهر، أولى ضرباتها ضد تنظيم داعش في الصومال، بعد أن كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أمر، في مارس (آذار) الماضي، البنتاغون بشن عمليات جوية وبرية لمكافحة الإرهاب ودعم الحكومة الصومالية. وتحاول حركة الشباب الإطاحة، منذ عام 2007، بالحكومة الصومالية المدعومة من المجموعة الدولية، علماً بأنها أعلنت عام 2010 ولاءها لتنظيم القاعدة، وانضوت فيه رسمياً في 2012، إلا أن عدداً من مقاتلي الحركة أعلنوا أخيراً انشقاقهم وولاءهم لتنظيم داعش، وهم يتمركزون في شمال البلاد، بقيادة الشيخ عبد القادر مؤمن الذي وضعته وزارة الخارجية الأميركية العام الماضي على قائمة الإرهابيين الدوليين.
إلى ذلك، توجه محققون أميركيون، أمس، إلى النيجر، حيث قُتل 4 جنود أميركيين مطلع الشهر الماضي بكمين نصبه لهم إسلاميون مسلحون. وأعلنت «أفريكوم» أن فريقاً من المحققين الأميركيين والنيجريين «توجه لبلدة تونغو تونغو بالنيجر، بدافع تكوين صورة أفضل عن كمين الرابع من الشهر الماضي، وعن مكان الهجوم والمواقع المحيطة» به.
وأضاف أن «هذه المهمة أتاحت للمحققين جمع معلومات، وتحديد الوقائع المرتبطة بالكمين الذي أدى إلى مقتل 4 جنود أميركيين و4 جنود نيجريين». وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت في وقت سابق أن نتائج التحقيق حول الكمين لن تنشر قبل يناير (كانون الثاني) المقبل، مشيرة في بيان إلى أنه تم إبلاغ عائلات الجنود الأربعة بأن محققين من «أفريكوم» سيجمعون معلومات تتعلق بالتحقيق.
كان البنتاغون ومسؤولون نيجريون قد أعلنوا أن الكمين استهدف الدورية الأميركية - النيجرية عندما كان الجنود الأميركيون يساعدون الجيش النيجري في عمليات مكافحة الإرهاب في المنطقة المضطربة. وتعرض الجنود الأميركيون لهجوم شنته مجموعة من نحو 50 مقاتلاً تابعين لتنظيم داعش، مزودين بأسلحة آلية وقنابل يدوية ومركبات عسكرية.


مقالات ذات صلة

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )
آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.