«قطار الملح والسكر» يحوز جائزة قرطاج الكبرى

سجلت عودة قوية للسينما الأفريقية

«قطار الملح والسكر»  يحوز جائزة قرطاج الكبرى
TT

«قطار الملح والسكر» يحوز جائزة قرطاج الكبرى

«قطار الملح والسكر»  يحوز جائزة قرطاج الكبرى

توج الفيلم الروائي «قطار الملح والسكر» من موزمبيق للمخرج ليسينيو أزيفيدو بالتأنيت الذهبي للمسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، وهي الجائزة الكبرى والأهم في الدورة 28 من هذه التظاهر السينمائية الهامة التي اختتمت فعالياتها ليلة السبت. ونال نفس الفيلم جائزة أفضل صورة، فيما فاز «شريط المتعلمون» من جنوب أفريقيا بالتأنيت الفضي للمسابقة وآل التأنيت البرونزي لفيلم «وليلي» من المغرب.
ونالت السينما التونسية تسع جوائز في مختلف مسابقات المهرجان وسجّلت هذه الدورة الجديدة من أيام قرطاج السينمائية حضور 10 أشرطة سينمائية تونسية من إجمالي 51 شريطاً مشاركاً في مختلف مسابقات المهرجان، وهو رقم قياسي لم تبلغه السينما التونسية في الدورات السابقة. وكان الامتياز لفيلم «شرش»، للمخرج التونسي وليد مطار الذي نال جائزة أفضل سيناريو في مسابقة الشريط الروائي الطويل كما حصل على جائزة «الطاهر شريعة» (مؤسس مهرجان قرطاج)، للعمل الفني الأول وتناول من خلاله مشكلات البطالة في حياة الشباب.
وخلال هذه الدورة عادت السينما الأفريقية بقوة ونالت عدداً مهماً من الجوائز، فبالإضافة إلى فيلم «قطار الملح والسكر» الذي حاز الجائزة الكبرى، فقد حصل فيلم «كورودي باكورا» للمخرج سمبليس قانو هرمان من بوركينا فاسو على التأنيت الذهبي في مسابقة الفيلم الوثائقي الطويل، وتمكن فيلم «جاكنسون» للمخرجين ليندا ليلى دياتي وجون مارك بوتو من النيجر على جائزة التأنيت الذهبي في مسابقة الفيلم الوثائقي القصير.
وفي تقييم أولي للدورة 28 من أيام قرطاج السينمائية، قال نجيب عياد مدير المهرجان، إنّ الحفاظ على شعلته تدعونا إلى التعرف على النقائص والهنات التي تخلّلت هذه التظاهرة مباشرة إثر اختتام الدورة.
وكانت هيئة تنظيم هذه المظاهرة السينمائية العريقة قد أعلنت عن فوز فيلم «قطار الملح والسكر»، بجائزتين في الأقسام الموازية للمهرجان: الجائزة الأولى هي «جائزة لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما: جائزة النقاد الدوليين»، والثانية «جائزة النقد الأفريقية بولان سومانو فيارا».
وتدور أحداث فيلم «قطار الملح والسكر» لمدة 93 دقيقة، على متن قطار انطلقت رحلته من الأراضي الموزمبيقية نحو دولة مالاوي لتبادل أكياس قليلة من الملح والسكر في مشاهد تظهر جمال الأرض والبشر والطبيعة وتخفي مظاهر العنف والفقر والحاجة والدمار نتيجة الاضطراب السياسي.
وأثناء مرور القطار بالمناطق الجبلية يتعرض القطار إلى إطلاق نار من قبل مسلحين متمردين وإلى عقبات كثيرة، كما يتعرّض ركابه إلى مضايقات من قبل جنود غير منضبطين كان يفترض بهم حماية المسافرين في الرحلة. وأبدع المخرج في التقاط صور ومشاهد سينمائية خلابة سواء تعلق الأمر بالطبيعة في موزمبيق أو أحذية العسكر والجنود. وقد اقتبس مخرج فيلم «قطار الملح والسكر» هذا العمل عن قصّة واقعية حدثت في موزمبيق سنة 1989، محاولا من خلالها لفت الانتباه إلى الأوضاع الإنسانية المتدهورة في هذا البلد الأفريقي الذي مزّقته الحرب الأهلية لسنوات، وذلك بتوجيه الكاميرا نحو مشاهد الدمار التي لحقت بالبلد.
ولكن مخرج الفيلم حاول الإشارة إلى بصيص من الأمل من خلال تأكيده على القطار الذي جعل منه رمزا للأمل والحياة من خلال مشاهد رائعة لسحر الطبيعة ومشهد ولادة إحدى المسافرات، بالإضافة إلى روح الوطنية العالية للجنود والتضحية في سبيل الوطن.
وانتهت أحداث الفيلم بمشهد سكك حديدية متفرعة إلى أكثر من اتجاه، وهي دلالة على الاختلاف والتنوع الديني التي كان قد ترجمها في لحمة، فريق قيادة القطار بمعتقداتهم المختلفة.


مقالات ذات صلة

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق جوي تتسلّم جائزة «أفضل ممثلة» في مهرجان «بيروت للأفلام القصيرة» (جوي فرام)

جوي فرام لـ«الشرق الأوسط»: أتطلّع لمستقبل سينمائي يرضي طموحي

تؤكد جوي فرام أن مُشاهِد الفيلم القصير يخرج منه وقد حفظ أحداثه وفكرته، كما أنه يتعلّق بسرعة بأبطاله، فيشعر في هذا اللقاء القصير معهم بأنه يعرفهم من قبل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق طاقم فيلم «سكر» على السجادة الحمراء (البحر الأحمر السينمائي)

«سكر»... فيلم للأطفال ينثر البهجة في «البحر الأحمر السينمائي»

استعراضات مبهجة وأغنيات وموسيقى حالمة، وديكورات تُعيد مشاهديها إلى أزمان متباينة، حملها الجزء الثاني من الفيلم الغنائي «سكر».

انتصار دردير (جدة)
يوميات الشرق «سلمى وقمر»... قصة حقيقية لسائق سوداني اندمج في عائلة سعودية

«سلمى وقمر»... قصة حقيقية لسائق سوداني اندمج في عائلة سعودية

المفاجأة جاءت مع نهاية الفيلم، ليكتشف الجمهور أن «سلمى وقمر» مستلهمٌ من قصة حقيقية. وأهدت المخرجة عهد كامل الفيلم إلى سائقها السوداني محيي الدين.

إيمان الخطاف (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.