من نافلة القول، إن معظم الأندية السعودية (والخليجية) عليها مديونيات تختلف باختلاف نفقاتها ومتطلباتها وطموحاتها، فهناك أندية تسعى فقط للبطولات وتحارب على كل الجبهات وتريد أكبر الأسماء حتى لو لم يكن لديها المال الكافي لذلك، وهذه مديونياتها كبيرة جداً بالمقارنة مع الأندية التي تبحث عن البقاء في الأضواء وجلب من تستطيع دفع نفقاتهم وتكاليفهم، والمشكلة ليست في النفقات فقط بل في تغيّر الإدارات و«تفنيش» المدربين واللاعبين ودفع مستحقاتهم أو جدولتها أو محاولة تناسيها، فتلجأ الأطراف المتضررة إلى القضاء وتحصل على أحكام بالدفع وإلا حذف النقاط والتهبيط للدرجة الأدنى، وهو ما حدث سابقاً مع الاتحاد وما زال يحدث معه، وحدث مع الشباب الذي هدده «الفيفا» بحذف ست نقاط من رصيده ودفع 1.6 مليون ريال للمدرب البرتغالي جيمي باتشيكو خلال ستين يوماً انتهت مهلتها منتصف الأسبوع الماضي، والنادي في ظل إدارة تسيير أعمال برئاسة الصديق طلال آل الشيخ وعندما لم يتصدَ أحد للدفع وكاد شيخ الأندية السعودية يواجه مصيراً أسود لولا تدخل رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ الذي دعم النادي فوراً بثلاثة ملايين ريال مكنته من التفاوض حول دفع المبلغ وحل القضية ودياً، إضافة لصرف راتب شهر للعاملين في النادي ودفع مكافآت الفريق الأول والفئات السنية وباقي الألعاب وسداد الفواتير المستعجلة والنفقات اليومية.
وهناك يتبادر للذهن السؤال الذي أعتقد أنه دار في أذهان الكثيرين: وماذا لو لم يكن هناك شخص اسمه تركي آل الشيخ لينقذ الشباب من ورطته، وقبلها ساعد الاتحاد بعشرة ملايين ووقف مع كل الأندية المتضررة من سوء الإدارة وهَم الديون، وأجبرها جميعاً على عقد جمعيات عمومية حتى نعرف مدى ديونها ونتساءل كيف ستدفعها أو تغطي عجزها؟
قلت وأقول إن كرة القدم مُنتج رابح، خاصة في الدول التي يعشق أهلها هذه اللعبة مثل السعودية، والدولة لم تقصر في منح المنشآت والإعانات وتذليل العقبات وصولاً لفتح حسابات بنكية لمن يحب دعم النادي الذي يحب، ولكن ماذا بوسعها أن تفعل أكثر من ذلك؟
المسؤولية تقع بالمجمل وبالمطلق على الأندية نفسها وعلى إداراتها أولاً وجماهيرها ثانياً، هذه الجماهير التي تحب وتؤازر ولكن دون أن تدعم مادياً، وهي برأيي لن تقصر إذا تم إيجاد آليات مناسبة للدعم مثل البطاقات السنوية وشراء شعارات الأندية ومنتجاتها وتذاكر دخول المباريات وربما التبرع على الحسابات البنكية ومبادرة «ادعم ناديك».
أعتقد أننا في الطريق الصحيح نحو إنهاء أزمة استمرت عقوداً دون حلول، وأعتقد أن شخصية مثل تركي آل الشيخ ستضع حداً نهائياً لها هذه المرة وإلى الأبد.
5:33 دقيقه
إنقاذ الشباب
https://aawsat.com/home/article/1079786/%D8%A5%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B0-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8
إنقاذ الشباب
إنقاذ الشباب
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة