شاشة الناقد

«جريمة قطار الشرق السريع»
«جريمة قطار الشرق السريع»
TT

شاشة الناقد

«جريمة قطار الشرق السريع»
«جريمة قطار الشرق السريع»

تقييم: (***) من خمسة
الفيلم: Murder on the Orient Express
إخراج: ‪كنيث براناف‬
النوع: تحقيقات بوليسيةـ أميركي (2017)
في روايات الكاتبة البوليسية المعروفة أغاثا كريستي‬ عموماً ذلك المنوال الذي تضع فيه الكاتبة حكايتها على نحو لا يحيد فحواه أن هناك جريمة قتل تقع وتحقيقا يبدأ وثلة من المشتبه بهم كل منهم قد يكون شريكا في الجريمة أو - على الأقل - له مصلحة في التخلص من القتيل. هذا ما ينتج عنه، في تلك الروايات، الفصل الطويل الذي يحاضر فيه التحري هركل بوارو أو العجوز الحشورية الفضولية مس ماربل.
هذه هي فصول وتتابعات معظم رواياتها والشكل الذي تتخذه حكاياتها ورواية «جريمة إكسبرس الشرق السريع» التي كتبتها خلال إقامتها (سنة 1934) في فندق بيرا بالاس في إسطنبول هي نموذجية في هذا الشأن‪.‬
المخرج الراحل سيدني لوميت أنجز نسخة مشهورة من هذه الرواية سنة 1974 حين لعب ألبرت فيناي دور التحري بوارو الذي يحقق في جريمة اكتُشفت في إحدى مقطورات الركاب في ذلك القطار المنطلق. اشترك مع فيناي عدد كبير من نجوم الأمس (بمقياس ذلك الحين) من بينهم شون كونيري ولورين باكول ورتشارد ودمارك وجاكلين بيسيت وجون غيلغد.
كان فيلماً جاداً و«ناشفاً» ولو جيداً أيضاً بالمقارنة مع النسخة الجديدة التي يقف وراءها ويقوم بدور التحري المشهور فيها كينيث براناف محاطاً بممثلين أكثر شباباً وتنوعاً ومنهم ديزي ريدلي (نراها قريباً في الفيلم الثامن من سلسلة «ستار وورز») وبينيلوبي كروز وجوني دب وويليم دافو وثلة من الممثلين ذوي الأصول العربية من بنهم زياد أباظة وحسن ناجي ومروان كنزاري في أدوار ثانوية.
الفيلم الجديد يتحرك بسرعة قطار الإكسبريس في حين كانت نسخة لوميت أبطأ في محاولة للتقرب من أصل الحكاية الكلاسيكية وخلق جوا منتميا لها. لكن الحكاية تبقى واحدة وعليها في الواقع أن تبقى كذلك لأن الأصل الروائي أشهر من أن يتم تحويله إلى اجتهادات كتابية كثيرة.
الدقائق العشرون الأولى مهمّة هنا كون الشخصيات الموزعة في الغرف الصغيرة والممرات الضيقة عليها أن تدخل عرين الفيلم وتعرف عن نفسها (بعضها خارج القطار) وبراناف يقوم بهذا الفعل جيداً وبانسياب واضح من قبل أن يرتاح صوب الدلالات والبحث بعدما أدرك بوارو أنه مطالب بحل هذه الجريمة المفاجئة قبل وصول الفيلم إلى أولى محطات عودته الأوروبية.
الجريمة ارتكبت خلال الليل وبوارو آل على نفسه إجراء المقابلات مع كل الرجال والنساء المشتركين في هذه الرحلة في تلك المقطورة. يسأل ويستمع ويقرر بينه وبين نفسه كيفية ترتيب المعلومات المستقاة. وبينما يعمد المشاهد إلى التقاط ما يعتقد أن التحري الشهير سيبني عليه نتائجه فإن أحداً لا يعرف سلفاً ما يفكر به بوارو وبالتالي كيف سيتوصل لمعرفة القاتل، سواء أكان فرداً أم أكثر.
في ذلك مهارة، لكن الفيلم (وقد صوّر بكاميرا فيلم 65 مم وليس ديجيتال) لا يبرهن عن ضرورة لازمة. ترفيهي من دون أن يكون هزيلاً وجاداً في نوعه من دون عبوس.
(1*) لا يستحق
(2*) وسط
(3*) جيد
(4*) ممتاز
(5*) تحفة


مقالات ذات صلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
TT

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

نظراً للزخم العالمي الذي يحظى به مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة، اختارت «استديوهات كتارا»، ومقرها الدوحة، أن تكشف خلاله الستار عن أول فيلم روائي قطري طويل تستعد لإنتاجه، وهو «سعود وينه؟»، وذلك في مؤتمر صحافي ضمن الدورة الرابعة من المهرجان، مبينة أن هذا العمل «يشكل فصلاً جديداً في تاريخ السينما القطرية».

ويأتي هذا الفيلم بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي، كما تدور أحداثه حول خدعة سحرية تخرج عن السيطرة عندما يحاول شقيقان إعادة تنفيذها بعد سنوات من تعلمها من والدهما، وهذا الفيلم من إخراج محمد الإبراهيم، وبطولة كل من: مشعل الدوسري، وعبد العزيز الدوراني، وسعد النعيمي.

قصة مؤسس «صخر»

كما أعلنت «استديوهات كتارا» عن أحدث مشاريعها السينمائية الأخرى، كأول عرض رسمي لأعمالها القادمة، أولها «صخر»، وهو فيلم سيرة ذاتية، يقدم قصة ملهمة عن الشخصية العربية الاستثنائية الراحل الكويتي محمد الشارخ، وهو مبتكر حواسيب «صخر» التي تركت بصمة واضحة في عالم التكنولوجيا، باعتبارها أول أجهزة تتيح استخدام اللغة العربية، وأفصح فريق الفيلم أن هذا العمل ستتم معالجته سينمائياً ليحمل كماً مكثفاً من الدراما والتشويق.

«ساري وأميرة»

والفيلم الثالث هو الروائي الطويل «ساري وأميرة»، وهو عمل فنتازي يتناول الحب والمثابرة، يتم تصويره في صحراء قطر، وتدور أحداثه حول حياة قُطّاع الطرق «ساري وأميرة» أثناء بحثهما عن كنز أسطوري في وادي «سخيمة» الخيالي، في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يواجهان الوحوش الخرافية ويتعاملان مع علاقتهما المعقدة، وهو فيلم من بطولة: العراقي أليكس علوم، والبحرينية حلا ترك، والنجم السعودي عبد المحسن النمر.

رحلة إنسانية

يضاف لذلك، الفيلم الوثائقي «Anne Everlasting» الذي يستكشف عمق الروابط الإنسانية، ويقدم رؤى حول التجارب البشرية المشتركة؛ إذ تدور قصته حول المسنّة آن لوريمور التي تقرر مع بلوغها عامها الـ89، أن تتسلق جبل كليمنجارو وتستعيد لقبها كأكبر شخص يتسلق الجبل، ويروي هذا الفيلم الوثائقي رحلة صمودها والتحديات التي واجهتها في حياتها.

وخلال المؤتمر الصحافي، أكد حسين فخري الرئيس التنفيذي التجاري والمنتج التنفيذي بـ«استديوهات كتارا»، الالتزام بتقديم محتوى ذي تأثير عالمي، قائلاً: «ملتزمون بتحفيز الإبداع العربي وتعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب، هذه المشاريع هي خطوة مهمة نحو تقديم قصص تنبض بالحياة وتصل إلى جمهور عالمي، ونحن فخورون بعرض أعمالنا لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ مما يعكس رؤيتنا في تشكيل مستقبل المحتوى العربي في المنطقة».