{20 شركة تفر كل ساعة} من كاتالونيا بسبب الأحداث

السفير الإسباني لدى الرياض أكد أن البيئة الاقتصادية السعودية «مغرية»

TT

{20 شركة تفر كل ساعة} من كاتالونيا بسبب الأحداث

كشف إلبارو إيرانثو، السفير الإسباني لدى السعودية، أن أحداث كاتالونيا الأخيرة تسببت في ضرر اقتصادي كبير، بدأ بخروج الشركات من الإقليم بمعدل 20 شركة في الساعة، وجعلت منها إقليماً فارغاً، مشيراً إلى أن الانفصال كان سيمنع عبور 70 في المائة من المنتجات الإسبانية المصدرة إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وقال إيرانثو لـ«الشرق الأوسط»: «كانت كاتالونيا تعيش وضعاً اقتصادياً مزدهراً جداً قبل الأحداث الأخيرة، واستمر ذلك منذ أن تقبل 90 في المائة من الكاتالونيين الدستور الإسباني الذي تم الاستفتاء عليه عام 1978». ولفت إلى أن دخل الفرد في إسبانيا وفي إقليم كاتالونيا كان مرتفعاً جداً، وساعد ذلك بشكل ملحوظ في تطور وتحسين وتنمية الاقتصاد، خصوصاً في كاتالونيا التي كان يزيد دخل الفرد فيها بنسبة 30 في المائة عن متوسط الدخل في إسبانيا بشكل عام.
وذكر السفير أن الأحداث الأخيرة أفرغت كاتالونيا من الشركات، وأخمدت النشاط التجاري والاستثماري الذي كان مزدهراً طيلة الأعوام الأربعين الماضية، وفي ذلك إشارة واضحة إلى أن القطاع الاقتصادي الذي سمح بهذه التنمية الاقتصادية والازدهار لا يريد أن ينفصل إقليم كاتالونيا عن إسبانيا.
وعلى مستوى العلاقات الاقتصادية بين الرياض ومدريد، قال السفير الإسباني إن السعودية تمثل الشريك التجاري الرئيسي لبلاده على مستوى منطقة الشرق الأوسط؛ إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 5.5 مليار يورو في عام 2016؛ مشيراً إلى أن مدريد تسعى لزيادة التجارة البينية والاستثمارات المشتركة في قطاعات البنى التحتية وتكنولوجيا صناعة القطارات.
وأكد إيرانثو أن السعودية تتمتع ببيئة اقتصادية مغرية، وأن إسبانيا ملتزمة بالتعاون في مجالات البنى التحتية والتكنولوجيا والطاقة، كما أن إسبانيا تستورد معظم منتجات مشتقات البترول من السعودية، والعلاقات بين البلدين رائعة وعريقة وقديمة، والحكومتان تعملان باستمرار على تطويرها على الصعد كافة. وأضاف السفير الإسباني لدى الرياض أن المجالات الاقتصادية التي تشارك فيها الشركات الإسبانية في السعودية حيوية، مثل البنى التحتية، كقطار الحرمين، إلى جانب الإسهام في إنشاء قطار الرياض، ومجالات تحلية المياه، ومشتقات النفط، والمعاهد المهنية، والمراكز التجارية.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».