روبرت باتنسون من نجاحات «توايلايت» إلى ممثل يختار مخرجيه بعناية

ممثل ضد المقاييس ويحب أن يقوم بأدوار مختلفة

باتنسون في لقطة من فيلمه الجديد «خرائط للنجوم»  -  مع كرستن ستيوارت في واحد من أفلام «توايلايت»
باتنسون في لقطة من فيلمه الجديد «خرائط للنجوم» - مع كرستن ستيوارت في واحد من أفلام «توايلايت»
TT

روبرت باتنسون من نجاحات «توايلايت» إلى ممثل يختار مخرجيه بعناية

باتنسون في لقطة من فيلمه الجديد «خرائط للنجوم»  -  مع كرستن ستيوارت في واحد من أفلام «توايلايت»
باتنسون في لقطة من فيلمه الجديد «خرائط للنجوم» - مع كرستن ستيوارت في واحد من أفلام «توايلايت»

السؤال الذي واجه الممثل روبرت باتنسون (28 سنة) قبل بضعة أعوام كان هو ذاته الذي واجه عشرات الممثلين الصغار والمراهقين الذين كان عليهم توديع حقبة والإقبال على حقبة أخرى: هل سينجح؟ من أيام جاكي كوغان، الذي لعب دور الصبي اليتيم في «الفتى» لتشارلي تشابلن (1921) والسؤال مطروح. واجهه أيضا ميكي روني وجودي غارلاند وكرستين بيل الذي كان في الحادية عشرة عندما لعب تحت إدارة ستيفن سبيلبرغ في «إمبراطورية الشمس» ولم تغرب الشمس عنه حتى اليوم.
هؤلاء جميعا غدوا نجوما في مراحل حياتهم اللاحقة وبعضهم لا يزال. هذا في حين تعثرت أقدام ممثلين آخرين بدأوا صغارا ولم يستطيعوا إكمال مسيراتهم فيما بعد. من بين هؤلاء بوبي دريسكول، ممثل محبوب في الأربعينات ومفقود فيما بعد، براد رنفرو، الذي بدأ التمثيل في سن العاشرة ثم ارتد وأدواره إلى الوراء، وإدوارد فرلونغ، الذي نال فرصة ذهبية كبيرة عندما لعب لجانب أرنولد شوارتزنيغر في «ترميناتور 2» ثم تهاوى.
هناك أيضا ماكولاي كولكين، الذي قاد بطولة سلسلة «في البيت وحده» ولم يستطع الاستمرار في الأدوار الأمامية بعد ذلك حتى توقف تماما ما بين 1994 و2003 ثم عاد قليلا ليلعب آخر دور له في عام 2007 حيث لا يزال من حينها غائبا عن الشاشة.
باتنسون، اللندني المولد، ظهر على المسرح وهو في الخامسة عشرة من العمر، ثم لوحظ سنة 2003 في الفيلم الثالث من سلسلة «هاري بوتر» (التي قادها ممثل صغير آخر هو موضع تساؤل اليوم وهو دانيال ردكليف) ثم وُلد من جديد في بطولة «غسق» Twilight الفيلم الأول من السلسلة الناجحة (2007) التي داوم باتنسون على بطولتها حتى انتهت عام 2012 وهي السلسلة التي انبثق عنها نجم آخر على هيئة الممثلة الأولى كرستن ستيوارت.
باتنسون تنبأ، في حديث جمعنا في عام 2011 عندما كان التصوير ما زال جاريا في الجزء الأخير «حكاية غسق: بزوغ الفجر» Twilight Saga‪:‬ Breaking Dawn، عن فترة حرجة سيواجهها بعد إيقاف المسلسل. قال: «لست متأكدا ما الذي أستطيع أن أفعله والسلسلة تنتهي. ربما سأكتب لأني أحب أن يكون عندي فهم متعدد لما هي السينما. أحب أن يكون عندي أدوار مختلفة فيها».
حين سألته عما إذا كان يرى نفسه كاتبا سينمائيا ناجحا أجاب: «أعتقد ذلك لكني لم أجرّب جديّا بعد. الحال هو أنه من بين كل ثلاثة سيناريوهات أستلمها هناك واحد فقط يصلح، وهذا قد ينتقل إلى مرحلة الإنتاج أو قد لا يرى النور، يتوقّف الأمر على التمويل».

* الوحيد من جيله
العامان الأخيران كانا حاسمين. الكتابة للسينما لم تتم وباتنسون لم يجد الوقت (وربما الرغبة الفعلية) لكتابة أدواره بنفسه، فطاف سريعا يبحث عن أدوار تبعده قدر المستطاع عن تلك الصورة البلاستيكية التي ظهر - وباقي ممثلي مسلسل «توايلايت» - عليها.
في الوقت ذاته، وخلال السنوات الثلاث الأخيرة، كان عدد آخر من الممثلين الشبّان يبحث عما يبحث باتنسون عنه. شريكته في بطولة السلسلة كرستن ستيوارت شقّت طريقها خارج السلسلة حتى قبل نهايتها فظهرت في بطولة «سنو وايت والصياد» (2012) وهي الآن إحدى بطلتي «سحب ميلز ماريا» أمام جولييت بينوش. داكوتا فانينغ تشق طريقها بنجاح مقبول وتشاهد هذا العام في ثلاثة أفلام متتابعة أولها «فراني» أمام رتشارد غير. لكن تايلور لوتنر (أبرز الممثلين الرجال بعد باتنسون) في وضع متعرّج حاليا كون خشبة الإنقاذ التي تمثّلت بدور مع أدام ساندلر بعنوان «راشدون 2» Grown‪ - ‬Ups 2 لم يحقق المأمول له من نجاح. معظم الباقين غابوا عن السطوع سريعا ومنهم نيكي ريد وآشلي غرين وكيلين لوتز (هذه الأخيرة تزوّجت من خارج الوسط).
آخرون من سلاسل فيلمية أخرى واجهوا السؤال الكبير نفسه. وجدنا دانيال ردكليف يؤم المسرح والسينما تاركا بين النقاد أثرا طيّبا كان يتمناه تجاريا أيضا. إيما واتسون، التي شاركته بطولة سلسلة «هاري بوتر» لعبت أفلاما قليلة أخرى، من بينها «عصبة الجواهر» The Bling Ring ودور محدود في «نوح». وضعها الحالي ليس مؤمّنا، كذلك وضع الممثل شايا لابوف من بعد سلسلة «ترانسفورمرز» وعلى كثرة ما مثّله من أفلام لاحقة.
لكن باتنسون هو الوحيد من هذا الجيل الذي رهن استمراره بالعمل مع مخرجين لهم حضور فني متميّز: لقد قرر أن يمثل لحساب سينمائيين ليضمن ابتعاده الكلي عن التنميط الذي ينتظر معظم الممثلين الآخرين بعد نجاحاتهم المبكرة. وجدناه في فيلم بريطاني/ فرنسي طموح بعنوان «بل آمي» (إخراج دكلان دونلان ونك أورميرود) ثم في فيلم من تحقيق الكندي ديفيد كروننبيرغ استقبل جيّدا هو «كوزموبوليس» (2012) ليتبعه بفيلمين جديدين يعكسان تلك الرغبة الحثيثة في التجديد هما «خريطة للنجوم» (مع كروننبيرغ أيضا) و«المتجوّل» لديفيد ميشو، وكلاهما شهد عروضهما العالمية الأولى في مهرجان «كان» الأخير.

* تجربة ضرورية
وهو لا يزال في منهجه هذا فهو انتهى من تصوير من بطولة «ملكة الصحراء» للألماني البارز فرنر هرتزوغ لجانب نيكول كيدمان وجيمس فرانكو، ومن تصوير «حياة» لأنطون كوربين الذي أخرج من بطولة جورج كلوني «الأميركي» ومن بطولة روبن رايت وفيليب سايمور هوفمن وراتشل ماكأدامز «أكثر الرجال المطلوبين». بعد ذلك سيدخل تصوير «عين المعبود» للفرنسي أوليفييه أوساياس ويليه «مدينة زد المفقودة» The Lost City Z للمخرج جيمس غراي.
هذا كله لا يأتي نتيجة خطى واثقة بالضرورة. باتنسون يكره القيام بالاختبارات السينمائية. تلك المناسبات التي على الممثل غير المنتخب مباشرة من أهل القمّة في هوليوود (منتجين أو مخرجين أو استوديوهات) أن يقدم ساعتي اختبار يقرأ فيهما صفحات من السيناريو أمام كاميرا صغيرة سيقوم المخرج وبعض عناصره بمراجعتها لاحقا للتأكد من صلاحية هذا الممثل أو ذاك للدور. يقول في مقابلة أخرى: «أكره هذا المنوال لكني لا أمانعه أو أمتنع عنه حاليا. يصيبني القلق حينما أقود سيارتي إلى حيث الاستوديو الذي سأقوم بالتجربة فيه. ودائما ما أخرج غير سعيد بالنتيجة».
فعل ذلك عندما كان كروننبيرغ يبحث عن ممثل يلقي على كتفيه تبعات الدور الأول في «كوزموبوليس»: «عندما انتهيت لم أكن واثقا مما قمت به».
لكن كروننبيرغ أعجب بالنتيجة ومنحه دور المليونير الذي يقطع، في يوم أمني عصيب، الشارع من أقصاه إلى أقصاه قاصدا الحلاق الذي كان يقص عنده شعره وهو صغير. يقول سعيدا: «في البداية لم أتصوّر أنه بالإمكان صنع فيلم ما من هذه الحبكة. حين شاهدت الفيلم قبل عامين في (كان) فوجئت كثيرا».
في مطلع نجاحاته تصرّف باتنسون كما يتصرّف كل من يحقق نجاحا فنيا وماديا كبيرا: اشترى ما ليس بحاجة إليه.. تحديدا بيتا كبيرا من سبع غرف نوم وحديقة كبيرة وسيارتين وسبعة عشر غيتارا. الآن أدرك أنه لا يستطيع إلا أن ينام في غرفة واحدة ويحتاج إلى سيارة واحدة (يملك BMW موديل 1989 ولو أنه لا يزال يحتفظ بالكثير من الغيتارات لأنها هوايته. باع منزله الكبير واستبدله بشقق يستأجرها كما يخبر صحافيا في «ذا هوليوود ريبورتر» وهو ليس غريبا على هذا المنوال من العيش فقد بدأ به حين كان شابا صغيرا لا يزال يسعى لإيجاد موقع قدم في السينما والمسرح في موطنه. الفارق هو أنه الآن يملك المال والشهرة ما يجعل هذا الجانب من حياته اختيارا بملء الإرادة أكثر منه تبعا لضروريات الحياة.
حين سألته عن تجربته في سلسلة «توايلايت» وكيف يراها الآن بعد انتهائها أجاب: «أرى الآن أنها كانت تجربة ضرورية جدّا بالنسبة لي. إنه من الغرابة إلى حد أنك لا تستطيع معرفة هذه الأهمية وأنت في وسط العمل. تمر به وتعيشه وتسعد للنجاح الذي يحققه لكن معرفة كم هو مهم للمهنة بأسرها قد يتأخر لما بعد نهاية الفترة. الآن أعتقد أن المرحلة الحالية هي أهم بالنسبة لي. الأفلام التي اختارها ليست بالضرورة الأفلام التي ستحقق إيرادات كبيرة، بل هي أفلام صغيرة لمخرجين أحب أن أتعاون معهم لما لديهم من مواضيع يريدون تحقيقها بصرف النظر عن حجم الفيلم بحد ذاته. أطمح أن أساعدهم في ذلك بقدر ما أطمح لأن تساعدني أفلامهم أن أصبح ممثلا أفضل».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.