«أسبوع الموضة في بيروت»... عودة بعد طول غياب

اختتمه المصمم روبير أبي نادر

TT

«أسبوع الموضة في بيروت»... عودة بعد طول غياب

اختتم مساء أول من أمس «أسبوع الموضة في بيروت»، مع المصمم اللبناني العالمي روبير أبي نادر الذي قدّم عرض أزياء تميّز بتصاميم راقية وأنيقة خاطب فيها المرأة العربية بشكل عام.
وكان هذا الحدث الذي انطلق في 1 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، واستمر لغاية 4 منه، قد شهد عروض أزياء متنوعة شارك فيها مصممون لبنانيون إضافة إلى الفرنسي ايميريك فرنسوا الذي تعتبر مشاركته هذه الأولى من نوعها في لبنان.
فبعد غياب دام نحو 10 سنوات عاد «أسبوع الموضة في بيروت» إلى الساحة اللبنانية والذي تنظمه شركة «معلولي إنترناشيونال غروب» لصاحبها سفير البيئة من قبل منظمة الأمم المتحدة زيكار السخي معلولي.
ومن الأسماء التي شاركت فيه أمل الأزهري وغابي صليبا وروني عيد ورامي سلمون، إضافة إلى مواهب جديدة في عالم الأزياء وقد تمّ اختيارها من جامعات لبنانية تدرّس هذا الاختصاص.
هذه التظاهرة الفنية التي تعدّ امتدادا لأسابيع موضة تقام في عواصم غربية عديدة (باريس ولندن ونيويورك وميلانو)، هي معترف بها عالميا، وتملك وحدها كما ذكرت لنا الشركة المنظمة الحق في استخدام هذا الاسم منذ عام 2000 حتى اليوم.
خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أوضح زيكار السخي معلولي قائلاً: «نعرف تماما بأن اللبنانيين وقعوا في لغط حول عنوان هذا الحدث إذ استضافت بيروت عروض أزياء عدة استخدم فيها منظموها اسم (أسبوع الموضة) بشكل أو بآخر، حتى أنّ بعضهم لم يتوان عن استعارة اسم شركتنا بأكمله للترويج لأعماله في هذا المجال»، مضيفاً: «وحدنا من يملك حقوق إقامة هذا المهرجان تحت هذا الاسم، وقد سمحنا في أبريل (نيسان) الماضي، لجوني فضل الله في استخدامه. وابتداء من اليوم سيصبح تنظيم هذا العرض منوطاً بنا فقط، بعد اكتشافنا بأنّ الآخرين يسيئون استخدامه لأغراض تجارية». وأوضح معلولي: «إننا نمثل جمعية خيرية لا تتوخى الربح المادي وما نقوم به يصب في خدمة طلاب تصميم الأزياء في عدد من الجامعات في لبنان بحيث نتيح لهم فرصة المشاركة فيه من ناحية وإعطائهم منحا خاصة لاستكمال دراستهم أو لمساعدتهم في تنفيذ تصاميمهم من خلال مدّهم بالمواد والأدوات التي تلزمهم لتنفيذها». هذه الجمعية التي يترأسها أنطوني روبل (سويسري بريطاني الأصل)، تملك مكتبها الرئيس في العاصمة لندن ويأخذ أفرادها الـ12 على عاتقهم تمويلها وتلاقي التشجيع والمساندة من الدولة اللبنانية ووزارة السياحة وبلدية بيروت وغيرها وهدفها احتضان المواهب الصاعدة في هذا المجال وتحفيزها على إكمال مسيرتها.
وكان يوم الختام قد أقيم بالتعاون مع وزارة الثقافة في لبنان من ناحية ومع السفارة البلجيكية في بيروت من ناحية ثانية، فتخلّله عرض أزياء خاص بطلاب تصميم الأزياء في كل من جامعات «اللبنانية الأميركية» و«الأنطونية» و«إس مود» و«آي يو إس تي» و«أكاديمية كام للأزياء». فقدموا تصاميمهم أمام لجنة تحكيم متخصصة أعطت الفائزين الأوائل الثلاثة فرصة استثنائية لتطوير مواهبهم وقدراتهم، من خلال منحة دراسية قيمة لهم في أهمّ عواصم الموضة في العالم وبمساهمة من الشركة المنظمة للحدث (بيروت فاشن ويك & اورغانايزر).
وافتُتح هذا الحدث مع عرض أزياء بعنوان «التنين» للمصممة اللبنانية أمل الأزهري، وتضمن عباءات وقفاطين عرفت بتصميمها لها منذ بداياته حتى اليوم. واستوحت المصممة من أجواء إسطنبول بعض الإكسسوارات التي وضعتها العارضات كالطربوش وتسريحة الشعر (جدائل)، وقد تلوّنت أقساما من وجوههن بطلاء أحمر وأصفر وأزرق وغيرها، دلالة على تصادف انطلاق العرض مع مناسبة «هالوين» العالمية. فيما أحاط بالمسرح ديكورات مميزة اتخذت من أقلام رصاص عملاقة وكدسات الكتب والدفاتر المدرسية وفرش الطلاء وأدوات أساسية لها، خاصة أن عارضات الأزياء حملن قسما منها في بداية ونهاية العرض الذي استمر لنحو 30 دقيقة.
وتميزت تصاميم الأزهري بموديلات العباءة الحديثة والمطعمة بتطريزات ورسوم مختلفة تصدرها «التنين» ووجوه حيوانات أخرى قد طبعت على أقمشة الحرير والمخمل والموسلين. فيما تدرجت الألوان ما بين الأسود والأبيض والأحمر والبرتقالي والأخضر. وأوضحت أمل الأزهري التي أطلّت في نهاية العرض تحيي الحضور من إعلاميين ووجوه اجتماعية وفنية عديدة بأنّها اختارت «التنين» اسما لعرضها هذا كونه يرمز إلى التحول من الضعف إلى القوة ولأنّه يحتوي على العناصر الأربعة النار والماء والهواء والتراب والتي تتكون منهم الحياة وتدل على جمال شخصية المرأة بشكل عام.
أمّا عرض الأزياء الخاص بعقل فقيه فقد تضمن تصاميم رجالية ونسائية قدّم فيها رؤيته الجديدة لمجموعة تألفت من أزياء «الكاجويل» واتسمت بالجرأة وبالبساطة معا. فيما خصّ الرجال بتصاميم لبدلات رسمية وأخرى لإطلالات خارجة عن المألوف.
وتميز عرض أزياء الفرنسي ايميريك فرنسوا بتصاميم لفساتين سهرة مزج فيها ما بين الرومانسية والأناقة الجذابة مستخدما الذهبي والأسود بشكل لافت وقد طعمها بالدانتيل والغيبور والتول.
وفي مسك الختام الذي كان مع روبير أبي نادر فقد قدم خلاله مجموعته الجديدة المؤلفة من فساتين الـ«هوت كوتور»، والتي تميزت بأقمشة شفافة وبراقة وبقصات أنثوية بامتياز من الأمام والخلف. ولفت أبي نادر الحضور بتصميم لفستان زفاف جذاب غلب عليه الشك والتطريز مقدما لعروس العصر زيّا يقطر أنوثة ويذكرنا بتلك التي كانت ترتديها الأميرات في حقبات غابرة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ وسائل إعلامية أجنبية حضرت «أسبوع الموضة في بيروت 2017» وبينها القناتان الفرنسيتان «فرانس24» و«إم 6» وتلفزيون «مونت كارلو» وممثلون عن المجلتين الفرنسية «غالا» و«فيغارو».


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.