الدورة الرابعة والعشرون لمعرض الكتاب الفرنكوفوني تنطلق اليوم في بيروت، بحضور سياسي وازن لوزيرة الثقافة الفرنسية فرنسواز نيسين التي تأتي للعام الثاني، وحضور ثقافي مهم أيضاً لكتّاب وأدباء جاؤوا خصيصاً من فرنسا، ولعل أكثرهم بروزاً اليوم «صاحبة غونكور» العام الماضي، الأديبة الصاعدة الموهوبة ليلى سليماني، وكذلك عضو أكاديمية غونكور الشهير إيريك - إيمانويل شميت.
ولا تزال فرنسا تعول ثقافياً على الدور اللبناني في دعم الفرنكوفونية، ليس فقط في الشرق العربي، وإنما في المنطقة العربية بأسرها. وعلى الرغم من أنّ الجامعات الخاصة بدأت تنحو في غالبيتها الساحقة لتبني الإنجليزية لغة في التعليم، لا تزال «الجامعة اللبنانية» التي تضم أكبر عدد من الطلاب، يصل إلى أكثر من 70 ألف طالب، تعتمد الفرنسية في معظم الاختصاصات، وهو حال المدارس الرسمية أيضاً.
لهذا تعير فرنسا هذا المعرض السنوي، الذي يُستضاف في «مركز بيروت للمعارض» بيال (وسط العاصمة) أهمية كبيرة، وذلك للعدد الكبير من التلامذة الذي يستقطبه، ويصل إلى 20 ألفاً، عدا 80 ألف زائر سنوياً. ويشارك هذه السنة نحو 180 كاتباً، أكثر من نصفهم سيشاركون في النشاطات الكثيفة اليومية على مدار 9 أيام، من 4 نوفمبر (تشرين الثاني)، موعد افتتاح المعرض للعموم، إلى 12 نوفمبر الحالي. وبين الكتاب لبنانيون وفرنسيون وسويسريون وبلجيكيون، خصوصاً أنّ بلجيكا تشارك باستمرار منذ ولادة هذا الحدث في لبنان.
ويُنظّم المعرض السنوي الكبير «المعهد الثقافي الفرنسي»، بالتعاون مع أصحاب المكتبات، ويعتبر المعرض الفرنكوفوني الثالث في العالم بعد كل من باريس ومونتريال، وتعد له المكتبات العدة لتعرض أحدث الإصدارات، خصوصاً أنّه يأتي في فترة الدخول الأدبي التي تعتبر الأكثر زخماً، من حيث أعداد الكتب الصادرة في فرنسا، وكذلك بعد معرض باريس مباشرة. وتتصدر صورة ملصق المعرض هذه السنة عبارة «تكريماً لسمير فرنجية»، الكاتب والسياسي اللبناني الذي رحل في شهر أبريل (نيسان) الماضي، حيث ستعقد أنشطة ليس فقط عن دوره السياسي، وإنما أيضاً حول مساره كمفكر وإنسان. وسيطلق خلال المعرض عمل يجمع مقالاته، ويعلن عن تدشين مؤسسة تحمل اسمه.
وكما كل سنة، فإن المنظمين يعولون على النشاطات الجذابة التي تعني الطلاب، وتعتمد على الألعاب والأحاجي، كما القراءات التي يقوم بها كتاب وأدباء معروفون، هذا عدا الطاولات المستديرة والمحاضرات المتواصلة، لا سيما فترة الظهر. وأضيفت هذه السنة حضانة للأطفال وعروض سينمائية لأفلام المؤلف، وكذلك وثائقيات، حيث سيعرض يوم الجمعة المقبل فيلماً عن الآثار السورية والعراقية، وما يتكبده الأهالي الضنينين بها للمحافظة عليها، وحمايتها على الرّغم من أنّهم عراة من أي سلاح للدفاع عنها. كما ستكون «أزمة سوريا» و«حروب المنطقة» و«سياسات الترجمة» و«فلسطين»، من بين المواضيع التي ستُناقش خلال المعرض.
يحافظ المعرض كعادته على روح الفرح والاحتفالية، وتعقد خلاله عشرات حفلات التوقيع، والحفلات الموسيقية والجلسات الحوارية في المقهى الأدبي.
وسيُعلن عن «خيار غونكور للشرق لعام 2017»، الجمعة في 10 نوفمبر، عند الساعة الثالثة بعد الظهر، بعد مداولات لجنة الحكم الطالبية برئاسة سلمى كوجك، وهي روائية فرنكوفونية تعنى بإحياء ورش الكتابة.
ويجري هذا الإعلان في حضور عضو أكاديمية غونكور إيريك - إيمانويل شميت، والفائزة بجائزة غونكور لعام 2016، ليلى سليماني.
وتستند الجائزة إلى قراءة ثم تصنيف الروايات الناتجة عن الاختيار الثاني لأكاديمية غونكور من قبل لجان حكم طالبية مشكلة في جامعات عربية. وتجري مداولات ضمن جلسات سرية كل سنة في إطار معرض الكتاب الفرنكوفوني، حسب الإجراءات التي تعتمدها أكاديمية غونكور. وفي ضوء هذه المداولات، يتم الإعلان بشكل علني عن الجائزة في حضور عضو من أكاديمية غونكور.
«معرض الكتاب الفرنكوفوني» يستقبل نجوم «غونكور» في بيروت
«معرض الكتاب الفرنكوفوني» يستقبل نجوم «غونكور» في بيروت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة