أعلنت الحكومة الصومالية أمس، عقب اجتماع مفاجئ لها، عزل قائدي المخابرات والشرطة الوطنية من منصبيهما، على خلفية الهجوم الذي استهدف فندقاً في العاصمة مقديشو، ما أسفر عن 27 شخصاً بينهم مسؤولون حكوميون وتبنته «حركة الشباب» المتطرفة.
وأفادت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية، بأن مجلس الوزراء الذي ترأسه نائب رئيس الحكومة مهدي جوليد، وافق على اقتراح قدمه وزير الأمن الداخلي محمد أبو بكر أسلو بإقالة قائد المخابرات الوطنية عبد الله محمد، وقائد الشرطة الوطنية عبد الحكيم ساعد، مشيرة إلى أن المجلس وافق على الاقتراح بشكل جماعي، بعد إجراء عملية تصويت في الاجتماع الذي ناقش تعزيز أمن العاصمة، التي شهدت خلال الفترة الماضية هجمات إرهابية نفذتها «حركة الشباب» المتمردة. وأفاد بيان رسمي بأن الوزير أبو بكر استعرض خلال الاجتماع تفاصيل الهجوم الذي استهدف فندق «ناسا هبلود2»، حيث «قتل 27 شخصاً»، فيما أنقذت القوات الأمنية «عدداً كبيراً» ممن كانوا في الفندق لحظة وقوع الهجوم.
كذلك، أعلن أبو بكر اعتقال 5 أشخاص بشبهة تورطهم في الهجمات الإرهابية التي استهدفت «فندق سفاري» بالعاصمة مقديشو، بالإضافة إلى 5 آخرين كانوا من بين منفذي الهجوم على فندق «ناسا هبلود2». وكانت قوات الأمن الصومالية أعلنت أنها قتلت مسلحين اثنين واحتجزت 3 غداة هجمات منسقة باستخدام سيارتين مفخختين على مقربة من فندق يقطنه مسؤولون حكوميون، بعد أسبوعين بالضبط على أسوأ اعتداء شهدته البلاد في تاريخها، ويعتبر الأكثر دموية، إذ خلف 358 قتيلاً على الأقل و228 جريحاً.
واعتبر الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو الذي أدان الهجوم الإرهابي، أن «ميليشيات الشباب الإرهابية تحاول يائسة ترويع المواطنين، لكن الشعب توحّد من أجل تصفية الإرهابيين». وأكد الرئيس فرماجو في برقية عزاء إلى أسر الضحايا أن «الأفعال والتصرفات الجبانة التي تمارسها ميليشيات الشباب لن تخيب آمال ومهام الدولة التي تسعى جاهدة إلى إنهاء وجود الإرهاب في ربوع البلاد».
واجتمع فرماجو، ورئيس حكومته حسن علي خيري، أمس، مع رؤساء الولايات الإقليمية، بالإضافة إلى محافظ إقليم بنادر ثابت عبدى، في إطار المؤتمر التشاوري الوطني الذي يستهدف تعزيز التعاون والتنسيق القائم بين الدولة الفيدرالية والإدارات الإقليمية وتفعيل الجهود الرامية لمكافحة الإرهاب. وقال عبد العزيز إبراهيم المتحدث باسم وزارة الأمن الداخلي، إن «قوات الأمن ضبطت 3 من المهاجمين كانوا يحاولون الفرار من الفندق»، مشيراً إلى أنه تم إنقاذ عدة أشخاص من الفندق الذي تحصن فيه مسلحو «حركة الشباب» في مقديشو عقب تبادل لإطلاق النار.
وأوضحت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية أن مدوبي نونو وزير داخلية حكومة إقليم جنوب الغرب، وعبد الناصر غارني عضو برلماني سابق، وقائد بشرطة مديرية حي داينيلي، قتلوا في الهجوم الإرهابي الذي استهدف «فندق ناسا هبلود2». وكان ضابط الشرطة الرائد محمد حسين قد ذكر أن عدد القتلى قد يرتفع، كما عبر عن اعتقاده أن «بعض المتشددين الآخرين تخفوا وفروا مع السكان الذين تم إنقاذهم». وأضاف لوكالة «رويترز» أنه «تم اعتقال 3 متشددين أحياء، بينما فجر اثنان آخران نفسيهما بعد إطلاق النار عليهما».
وكان الهجوم قد بدأ في نحو الساعة الخامسة مساء أول من أمس بسيارة ملغومة، ثم اقتحم مسلحون بعد ذلك المبنى بعد أن دمرت القنبلة دفاعاته. ودمر الانفجار واجهة الفندق المؤلف من 3 طوابق وألحق أضراراً أيضاً ببوابة فندق مجاور، علماً أن مسؤولين صوماليين كثيرين يقيمون في فنادق محصنة، لأنها توفر حماية أفضل من الهجمات. ووقع انفجار ثانٍ بعد فترة وجيزة من الأول في المكان نفسه، عندما كانت شاحنة تحاول سحب مركبة صغيرة من موقع الحادث، حيث كانت فرق الإنقاذ تحاول دخول الموقع، وفقاً لما رواه شهود عيان.
وتحولت الهجمات على الفنادق التي تبدأ عادة بتفجير انتحاري باستخدام سيارة مفخخة متبوعاً باقتحام للمبنى من قبل مسلحين، إلى استراتيجية معتادة لحركة الشباب خلال معركتها الممتدة منذ عقدٍ للإطاحة بالحكومات المتعاقبة المدعومة دولياً في مقديشو. ولاحقاً تبنى متمردو الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة التفجيرين والهجوم على الفندق، حسبما أورد موقع قريب من المتمردين نقلاً عن إذاعة «الأندلس» التابعة لهم، معلناً أن «المقاتلين المجاهدين هم داخل فندق ناسا هبلود حيث ينزل كثير من الكفار».
واعترفت «حركة الشباب»، التي شنت عشرات الهجمات المشابهة خلال الحرب الأهلية الطويلة في البلاد، بأنها نفذت تفجيري أول من أمس، حيث قال عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم العمليات العسكرية للحركة، إن وزراء ومسؤولين أمنيين كانوا داخل الفندق. وتقاتل هذه الحركة المتشددة، الحكومة الصومالية الضعيفة التي تحظى بدعم المجتمع الدولي بالإضافة إلى 22 ألف جندي هم قوام قوة الاتحاد الأفريقي (أميصوم). وطُردت «الشباب» من مقديشو في أغسطس (آب) عام 2011، ثم خسرت العدد الأكبر من معاقلها، لكنها لا تزال تسيطر على مناطق ريفية مترامية تشن منها هجمات انتحارية غالباً ما تستهدف العاصمة وقواعد عسكرية، صومالية أو أجنبية. وتسعى الحركة إلى الإطاحة بالحكومة الصومالية المدعومة دولياً وفرض تفسيرها المتشدد للشريعة.
عزل قائدي المخابرات والشرطة بعد هجوم مقديشو
25 قتيلاً بينهم مسؤولون حكوميون في اعتداء تبنّته «حركة الشباب»
عزل قائدي المخابرات والشرطة بعد هجوم مقديشو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة