تونس تلجأ للأسواق الدولية لجمع 3 مليارات دولار

لتغطية العجز في موازنة 2018

يحتاج الاقتصاد التونسي لنحو 5.2 مليار دولار خلال 2018 ستعمل الحكومة على تعبئتها من السوق الداخلية
يحتاج الاقتصاد التونسي لنحو 5.2 مليار دولار خلال 2018 ستعمل الحكومة على تعبئتها من السوق الداخلية
TT

تونس تلجأ للأسواق الدولية لجمع 3 مليارات دولار

يحتاج الاقتصاد التونسي لنحو 5.2 مليار دولار خلال 2018 ستعمل الحكومة على تعبئتها من السوق الداخلية
يحتاج الاقتصاد التونسي لنحو 5.2 مليار دولار خلال 2018 ستعمل الحكومة على تعبئتها من السوق الداخلية

تعتزم تونس اللجوء إلى الأسواق المالية العالمية، خلال السنة المقبلة، لتعبئة ما لا يقل عن 7.4 مليار دينار تونسي (نحو 3 مليارات دولار) من التمويلات الخارجية لسد احتياجات ميزانية السنة المقبلة.
وتتوقع الحكومة التونسية، أن يصل عجز الموازنة في 2018 إلى 4.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، مقابل 6.1 في المائة لسنة 2017. ومن المنتظر أن تطرح تونس سندات مالية بقيمة 1.4 مليار دينار تونسي (نحو 566 مليون دولار) على الأسواق العالمية خلال الفترة المقبلة.
وتسعى تونس لطلب ضمان قرض من الولايات المتحدة الأميركية، بقيمة 500 مليون دولار، يساعدها على تعبئة الموارد الخارجية.
وكانت الولايات المتحدة منحت تونس ضمانات قروض بقيمة مليار دولار في 2011 لتجاوز الصعوبات التي تواجهها الموازنة المالية العامة للبلاد آنذاك.
ويحتاج الاقتصاد التونسي، وفق خبراء اقتصاديين متابعين للوضع الاقتصادي التونسي، لما لا يقل عن 12.9 مليار دينار تونسي (نحو 5.2 مليار دولار) خلال سنة 2018 موزعة على 7.4 مليار دينار تونسي على شكل تمويلات خارجية، ونحو 5.5 مليار دينار تونسي ستعمل الحكومة على تعبئتها من السوق الداخلية.
وفي هذا الشأن، قال عز الدين سعيدان، الخبير الاقتصادي التونسي، إن الاقتصاد التونسي لا يزال في حاجة إلى الدعم الخارجي القوي لاستعادة صلابته، وحتى يتمكن من ضمان تمويل متطلبات الاقتصاد الأساسية.
وأشار إلى الضغوط التي تعانيها تونس في الوقت الحالي من تذبذب قيمة الصادرات وتأثير التباطؤ الأوروبي على اقتصاد البلاد. كما أن القطاع السياحي المدر للعملة الصعبة ما زال يتلمس طريقه نحو الانتعاش.
أما قطاع الاستثمار فما زال في حاجة لبعض الوقت للمساهمة الفعالة في دفع النمو وتوفير فرص العمل. ولهذا تضطر السلطات التونسية للبحث عن موارد مالية من الخارج، كما يقول سعيدان.
وأقرت الحكومة التونسية قبل أيام، قانون مالية تكميلياً، بعد سقوط معظم الفرضيات التي اعتمدتها وزارة المالية التونسية في ميزانية السنة الحالية، وباتت ميزانية الدولة في حاجة أكيدة لنحو 739 مليون دولار، لاستعادة توازنها المفقود.
وتتوقع وزارة المالية التونسية أن يبلغ حجم الدين العمومي مستوى 69.6 في المائة من الناتج المحلي مع نهاية السنة الحالية، فيما كان حجم الدين في حدود 61.9 في المائة نهاية السنة الماضية.
وسعياً لكبح عجز الموازنة تعمل تونس على تقليص موازنة الأجور من 14.5 في المائة حالياً إلى 12 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول سنة 2020. وقدمت في هذا المجال حوافز مالية للموظفين الذين تجاوزت أعمارهم 57 سنة للخروج الطوعي من وظائف القطاع العام.
ووفق ما قدمته وزارة المالية التونسية من معطيات، فإن حجم ميزانية السنة المقبلة لن يقل عن 35 ملياراً و851 مليون دينار تونسي (نحو 10 مليارات دولار أميركي)، وقد سجلت زيادة بنسبة 4.3 في المائة مقارنة بميزانية السنة الماضية.
وستعمل من خلال مشروع الموازنة الجديدة على تعبئة موارد ذاتية بقيمة 26 ملياراً و415 مليون دينار، تنقسم إلى 23 ملياراً و484 مليون دينار من المداخيل الجبائية (الضرائب)، و2.931 مليار دينار من المداخيل غير الجبائية. ومن المنتظر أن تحافظ نسبة الضغط الجبائي على النسبة نفسها المعتمدة في سنة 2017، وهي في حدود 22 في المائة.



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.