الخرطوم وواشنطن لإطلاق حوار في نوفمبر بشأن علاقة السودان بالإرهاب

توافق مع الاتحاد الأوروبي على السلام ومحاربة الاتجار بالبشر

TT

الخرطوم وواشنطن لإطلاق حوار في نوفمبر بشأن علاقة السودان بالإرهاب

أعلنت وزارة الخارجية السودانية عن بدء الحوار بين الخرطوم وواشنطن في نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل، ويتناول عدد من الملفات التي تهم البلدين، كما أعلنت عن تطابق وجهات النظر بينها وبين الاتحاد الأوروبي في قضايا السلام ومحاربة الاتجار بالبشر.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية قريب الله الخضر في نشرة صحافية اطّلعت عليها «الشرق الأوسط»، إن الحوار المزمع عقده بين البلدين لن يتأثر بتحذير الرعايا الأميركيين في السودان، وتابع: «الحوا يبحث عدداً من الملفات». وحذرت الخارجية الأميركية الخميس الماضي رعاياها مما سمته مخاطر السفر إلى السودان وإقليم دارفور وولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، ونصحتهم بدراسة الأوضاع بعناية قبل التخطيط للسفر إلى مناطق خارج العاصمة الخرطوم.
وألغت الإدارة الأميركية في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي جزئياً، عقوبات اقتصادية وتجارية فرضتها على السودان منذ 1997، بيد أنها أبقت على اسمه ضمن قائمتها للدول الراعية للإرهاب. وتسعى الخرطوم إلى حذف اسمها من تلك القائمة التي تحرم السودان من المعونات الأميركية، والاستفادة من مبادرة إعفاء الديون «هيبك». وكان وزير الخارجية إبراهيم غندور قد ذكر الأسبوع الماضي، أن حذف السودان من تلك القائمة يحتاج إلى وقت، وأن بلاده حصلت على وعود من الأشقاء الخليجيين، وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بدعم موقفه أمام الإدارة الأميركية، حتى حذف اسمه من تلك القائمة.
وأوضح الخضر في حديث لبرنامج إذاعي، أمس، إن واشنطن والخرطوم ستناقشان عدداً من المحاور، ومن بينها حذف اسم السودان من قائمة الخارجية الأميركية للدول الراعية للإرهاب، والاعتراف باستقرار الأوضاع الأمنية في المناطق الثلاث (دارفور، جوب كردفان، النيل الأزرق)، التي شدد التحذير الأميركي عليها، ويهدف الحوار بين البلدين إلى الوصول إلى تطبيع كامل للعلاقات بينهما.
من جهة أخرى، أعلن السودان تطابق وجهات نظره مع الاتحاد الأوروبي، على قضايا السلام ومحاربة الاتجار بالبشر، وقال إن الاتحاد الأوروبي أكد دعمه لجهوده في عمليات جمع السلاح. وشرح حسبو محمد عبد الرحمن نائب رئيس السوداني، أمس، لسفير الاتحاد الأوروبي بالخرطوم جان ميشيل دوموند، لدى لقائه معه في القصر الرئاسي أمس، الجهود التي تبذلها حكومته لـ«جمع السلاح»، وما تحقق من نجاحات في المرحلة الأولى من العملية.
وأضاف عبد الرحمن: «جمع السلاح يدعم ضمناً مكافحة الاتجار بالبشر والمخدرات وخفض النزاعات القبلية». وأطلقت الحكومة السودانية في أغسطس (آب) الماضي، عن حملة لجمع السلاح من أيدي المواطنين، في ولايات البلاد المختلفة وبدأتها من دارفور وكردفان طوعياً. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلنت انتهاء مرحلة الجمع الطوعي للسلاح، وبدء مرحلة جمعه بالقوة من الممتنعين. وقالت إن الحملة أسهمت في خفض معدلات الجريمة بنسبة 86 في المائة، بعد أن جُمع قرابة 3 آلاف قطعة سلاح من ولاية واحدة في إقليم دارفور.
بدوره، أوضح السفير خالد موسى، مدير إدارة الشؤون الأوروبية بوزارة الخارجية، أن نائب رئيس الجمهورية طلب من الاتحاد الأوروبي دعماً سياسياً وفنياً لعملية جمع السلاح. وأضاف: «اللقاء تناول جهود الدولة لتوطين النازحين، عبر الخيارات الثلاثة وتشمل عودتهم إلى قراهم، أو توطينهم في ذات المنطقة، وإيجاد فرص للعمل لهم»، وتابع: «الدولة حريصة على الانتقال من مرحلة الدعم الإنساني إلى مرحلة التنمية».
ونقل موسى عن سفير الاتحاد الأوروبي ترحيبه بالجهود السودانية لتحقيق السلام عن طريق الآلية الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة ثامبو أمبيكي، وتحت مظلة الاتحاد الأفريقي. كما نقل عنه إشادته باستقبال البلاد لللاجئين من دولة جنوب السودان، وتأكيده دعم «استضافة الخرطوم للمركز الإقليمي لمكافحة الاتجار بالبشر».


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.