معارك ضارية بين القوات العراقية و«البيشمركة»

مجلس الأمن «قلق» من التصعيد ويدعو إلى حوار بجدول زمني

TT

معارك ضارية بين القوات العراقية و«البيشمركة»

احتدمت المعارك بين القوات العراقية و«البيشمركة» الكردية، أمس، في شمال العراق، وقُتل قيادي كردي بارز خلالها. وأعرب مجلس الأمن عن قلقه من التصعيد، داعياً إلى وضع جدول زمني لمفاوضات تنهي الأزمة بين بغداد وأربيل.
وقال السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر الذي يتولى رئاسة مجلس الأمن هذا الشهر، إن «أعضاء المجلس أحيطوا علماً بأن الحكومتين الاتحادية والإقليمية ترغبان بإجراء حوار». وأضاف، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن المجلس «يشجع الطرفين لوضع جدول زمني بسرعة لإجراء هذه المناقشات».
وعقد المجلس جلسةً مغلقةً بطلب من فرنسا والسويد للاستماع لتقرير من مبعوث الأمم المتحدة إلى العراق يان كوبيس. وأعرب ديلاتر عن «قلق» المجلس من تصاعد التوتر والأنباء عن وقوع عنف، داعياً الطرفين إلى الامتناع عن استخدام القوة.
وقال مجلس أمن إقليم كردستان في بيان، أمس، إن «القوات العراقية والحشد الشعبي نفذت، بدعم إيراني، هجوماً من أربعة محاور في شمال غربي الموصل». وأضاف أن «الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، أشرفا على تلك المعارك». وأشار إلى أن «فصائل الحشد الشعبي المشاركة هي كتائب الإمام علي وحركة النجباء ولواء التوافق ولواء الحسين وفيلق بدر ولواء العباس وكتائب جند الإمام والرد السريع بإشراف هادي العامري وأبو مهدي المهندس».
وزعم أن «قوات البيشمركة تمكنت بشكل بطولي من صد هجمات الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي بدعم من الحرس الثوري الإيراني، وتدمير ثلاث دبابات وخمس عربات عسكرية أميركية من نوع (هامفي)، إضافة إلى ناقلة أشخاص مدرعة مدولبة من نوع (باجر) تابعة للعدو». وطالب بإيقاف الهجمات وسحب العراق لقواته في أقرب وقت والعودة إلى طاولة الحوار لتسوية الخلافات السياسية.
وأعلنت قوات «البيشمركة»، أمس، مقتل القيادي فيها وحيد باكوزي مسؤول الفرع السابع عشر لـ«الحزب الديمقراطي الكردستاني» واثنين من مرافقيه، إثر قصف على مواقع البيشمركة في ناحية زمار.
وتزامناً مع معارك المحور الشمالي الغربي من الموصل، قال مقاتلون في «البيشمركة» إنها أحبطت هجوماً آخر لـ«الحشد الشعبي» في قضاء مخمور. وقال القيادي في «البيشمركة» التابعة لـ«حزب الحرية الكردستاني» ريباز شريفي لـ«الشرق الأوسط» إن «قوة من الحرس الثوري الإيراني مقسمة على 15 عجلة وصلت إلى ناحية التون كوبري لتنضم إلى الحشد الشعبي وعناصر الحرس الثوري الآخرين المتمركزين في هذه الناحية». وأضاف أن قائد «فيلق القدس»، ذراع العمليات الخارجية لـ«الحرس الثوري الإيراني»، قاسم سليماني «موجود في كركوك للإشراف المباشر على الهجمات التي تشنها الميليشيات الشيعية والقوات العراقية على مواقع البيشمركة في محاور القتال». لكن لم تؤكد مصادر أخرى مزاعمه.
واتهم وزير الخارجية الأسبق القيادي في «الحزب الديمقراطي الكردستاني» هوشيار زيباري اتهم العبادي بالسعي إلى «تغطية» هجوم القوات العراقية على قوات البيشمركة الكردية في ناحية زمار، عبر إعلان الحرب على «داعش» في القائم. وقال زيباري عبر تغريدة في «تويتر» إن «العبادي يأمر من طهران ببدء عملية عسكرية ضد تنظيم داعش غرب الأنبار بهدف التغطية على الهجوم الذي تشنه قوات عراقية على البيشمركة». واعتبر ذلك «ازدواجية يمارسها العبادي».
وكان العبادي أعلن من إيران، أمس، انطلاق عمليات تحرير آخر ما تبقى من الأراضي العراقية تحت سيطرة «داعش»، وهي مناطق القائم وراوة والقرى والقصبات في غرب محافظة نينوى. وقال في بيان: «أعلن على بركة الله ونصره انطلاق عملية تحرير القائم... نكرر ما قلناه سابقاً عن أن معاركنا أصبحت أعراساً للانتصار وهزيمة منكرة لـ(داعش)، وليس أمامه غير الموت أو الاستسلام». وأفادت مصادر عسكرية عراقية بأن معركة تحرير مناطق غرب العراق انطلقت من أربعة محاور، ثلاثة في الأنبار حيث المناطق الجنوبية والشرقية لمدينة القائم، والرابع من محافظة نينوى بمحاذاة الحدود السورية.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».