تراجعت «حركة نداء تونس»، أحد أهم الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم في تونس، عن ترشيح حافظ قائد السبسي، نجل رئيس الجمهورية، لخوض انتخابات جزئية لاختيار برلماني يمثل التونسيين المهاجرين في ألمانيا.
وكان برهان بسيس المستشار السياسي لـ«حركة النداء» قد أعلن عن ترشيح حافظ قائد السبسي لخوض هذه الانتخابات، مما فجر جدلاً حول احتمال الإعداد للتوريث السياسي من خلال تمكين نجل السبسي، بعد فوزه المحتمل بالمقعد البرلماني، من رئاسة الكتلة البرلمانية لـ«النداء»، ثم لرئاسة «مجلس نواب الشعب» (البرلمان)، وبعدها لرئاسة البلاد في حال تدهور صحة الرئيس الحالي الباجي قائد السبسي.
وأعلن حافظ قائد السبسي المدير التنفيذي لـ«حزب النداء» عن التراجع عن ترشيح حافظ السبسي من أجل «وضع حد للإشاعات التي طالت النداء مؤخرا» وتم ترشيح فيصل حاج الطيب عوضاً عنه. وحاج الطيب من مواليد 1976، ومقيم حالياً بمدينة دوسلدورف الألمانية، درس الطب حيث حصل سنة 2006 على دكتوراه الدولة في الطب، وتخصص في أمراض القلب.
وقال الصحبي بن فرج، القيادي في «حركة مشروع تونس» لـ«الشرق الأوسط»، إن تراجع حافظ قائد السبسي المدير التنفيذي لـ«حزب النداء» عن الترشح فنّد عدداً من الإشاعات؛ إذ إن صعوده إلى البرلمان كان سيفتح له الباب أمام رئاسة البرلمان خلال الفترة المقبلة، على اعتبار أن حزبه هو الفائز في انتخابات 2014، وكان سيتمتع بأحقية رئاسة البرلمان.
وأعلنت أحزاب سياسية تونسية عن استعداداتها لخوض غمار هذه الانتخابات الجزئية التي ستجري بين 15 و17 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. ويبلغ عدد المقاعد البرلمانية المخصصة للتونسيين المقيمين خارج البلاد 18 مقعداً، وهو ما يمثل نسبة 8.2 في المائة من إجمالي عدد النواب البالغ 217.
ونشرت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أرقاماً حول عدد الناخبين، فأكدت أنهم في حدود 26 ألف ناخب مسجل، وأكدت فتحها أبواب الترشح لهذه الانتخابات منذ يوم 16 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، لخلافة حاتم الفرجاني (قيادي من حزب النداء)، الذي عين وزير دولة مكلفا بالدبلوماسية الاقتصادية خلال التعديل الوزاري الأخير. ومن المنتظر أن تعلن الهيئة الانتخابية يوم الجمعة المقبل عن القائمة النهائية للمرشحين لمقعد برلماني وحيد عن المهاجرين التونسيين في ألمانيا.
ودفع أكثر من طرف سياسي بمرشحه لهذه الانتخابات، مثل ترشح منار الإسكندراني رئيسة حزب المصالحة الوطنية (منشق عن حزب النهضة)، وتوفيق الحسناوي (حزب المستقبل المنشق عن حزب النداء)، ولطفي المحفوظي، عن «الحزب الدستوري الحر» بزعامة عبير موسى (يضم عددا من رموز النظام السابق)، إلى جانب ياسين العياري وهيدا ليمام، وكل منهما مدون إلكتروني.
وفي مقابل هذه الترشيحات، لم تقدم «حركة النهضة» مرشحاً لها لخوض هذه الانتخابات الجزئية، ومن المتوقع أن تدعم مرشح «حزب النداء». وبررت قيادات من الحركة عدم الترشح بأن إضافة مقعد برلماني إلى 69 مقعداً تحتلها حاليا لن يغير شيئا من توزيع المهام داخل أروقة البرلمان التونسي.
«نداء تونس» يتراجع عن ترشيح نجل السبسي لمقعد برلماني
«نداء تونس» يتراجع عن ترشيح نجل السبسي لمقعد برلماني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة