نجح هدرسفيلد في الفوز 2 - 1 على ضيفه مانشستر يونايتد ليعيد إلى الأذهان ذكريات المفاجآت المدوية في كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم سابقا حيث كان يتعرض اللاعبون أصحاب الشهرة للإحراج من فرق مغمورة أمام مشجعين متحمسين.
وحدث ذلك بالفعل السبت في الدوري الإنجليزي الممتاز وأثبت هدرسفيلد الوافد الجديد على المسابقة أحقيته في الوجود بين الكبار. وكان هدرسفيلد على مستوى التحدي منذ البداية وشن هجوما على يونايتد الذي اعترف مدربه المخضرم مورينيو أن فريقه لم يظهر بالشكل اللائق واستحق الخسارة بالفعل. وقال مورينيو: «لعب المنافس بالطريقة التي أفضلها. بذل كل ما في وسعه.. مثلما أحب ومثلما يجب أن تكون الأمور. استثمر كل شيء... القوة... الرغبة... الدافع... التضحية ونحن لم نفعل ذلك». وأضاف المدرب البرتغالي «ببساطة لقد فاز الفريق الذي يستحق الفوز».
ويشعر أيضا المدرب ديفيد فاغنر، الذي حول هدرسفيلد من فريق يعاني في الدرجة الثانية إلى فريق قادر على الفوز على بطل إنجلترا 20 مرة، أن المباراة حسمت بفضل هذه الأساسيات في اللعب. وقال فاغنر: «لم أفكر لماذا لم يكن مانشستر يونايتد في قمة مستواه. خاض الفريق الكثير من المباريات وكان يعاني من مشكلات بسبب الإصابات. ربما لم يكن في قمة الجاهزية لكننا لم نفكر في ذلك». وأضاف: «إذا كان هذا وقتنا فيجب أن نستغل ذلك وهو ما فعله اللاعبون. هدرسفيلد الصغير فاز على مانشستر يونايتد وهذه واحدة من أكثر لحظاتي فخرا خلال مسيرتي التدريبية».
وكان هدرسفيلد فاز لآخر مرة على يونايتد في مارس (آذار) آذار 1952 وبعد مرور سنوات من المعاناة لم يتوقع أحد تقريبا أن يتكرر ذلك. وسيلعب هدرسفيلد في الجولة المقبلة في ضيافة ليفربول في أنفيلد يوم السبت.
مورينيو قال أيضا إن روح لاعبيه في الهزيمة 2 - 1 أمام هدرسفيلد هي الأسوأ منذ توليه المسؤولية. وبخسارته أمام الوافد الجديد القادم من يوركشير، وهي أول هزيمة ليونايتد هذا الموسم، أصبح فريق مورينيو متأخرا بخمس نقاط وراء غريمه المتصدر مانشستر سيتي. وقال مورينيو: «لا أتذكر حتى مباراة ودية كانت فيها الروح بهذا السوء. حاولوا في الشوط الثاني. لعبوا أمام فريق يدافع وكانت الرياح قوية. كان بإمكاننا تسجيل هدف وتحقيق التعادل لكنها كانت ستكون نتيجة غير مستحقة».
وأضاف: «أشعر بخيبة أمل حقيقية ولو كنت أحد مشجعي يونايتد، وليس المدرب، كنت سأشعر بإحباط قوي لأنني أعتقد أن بإمكانك أن تلعب وتخسر لأن المنافس قدم أداء أفضل منك ولكن ليس لأن المنافس لديه الدافع للفوز أكثر منك. ولهذا فأنا مستاء للغاية». وقال مورينيو إن هدرسفيلد، الذي لم يحقق أي فوز في الدوري منذ أغسطس (آب) الماضي، أظهر الشكل الهجومي الذي كان يتوقعه من فريقه.
من جهة ثانية أنهى سيرجيو أغويرو شهرا صعبا بالتسجيل في الفوز 3 - صفر على بيرنلي ليضع نفسه ضمن سجلات تاريخ مانشستر سيتي ويثبت لزميله غابرييل جيسوس أنه لا يزال يحتاج إلى الكثير للوصول لعدد أهداف المهاجم الأرجنتيني. ويعيش جيسوس حالة من التألق هذا الموسم خاصة في الأسابيع الأخيرة بعد غياب أغويرو بسبب التعرض لكسر في ضلع بصدره خلال حادث سير في أمستردام.
وخلال فترة غياب مهاجم الأرجنتين سجل جيسوس ثلاثة أهداف وصنع هدفا ليؤكد المهاجم البرازيلي البالغ عمره 20 عاما أن بوسعه قيادة هجوم تشكيلة المدرب جوسيب غوارديولا. ومثل هذا الأداء على مدار عدة أشهر ساعد جيسوس على الوجود ضمن القائمة الثلاثية لأفضل لاعب شاب والتي تضم كيليان مبابي وعثمان ديمبلي وهو إنجاز للاعب البرازيلي الذي لم يبدأ اللعب في أوروبا سوى في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وشارك أغويرو وجيسوس معا وتركا بصمة إيجابية في عدة مناسبات هذا الموسم لكن أغويرو أثبت أن زميله الشاب ليس الوحيد القادر على ترك بصمة وذلك عندما قاد الهجوم أمام بيرنلي السبت. وفي ظل وجود ضغط لمعادلة الرقم القياسي لهداف النادي التاريخي والصامد على مدار 78 عاما نفذ أغويرو ركلة جزاء بنجاح ليمنح التقدم لهدف لسيتي. وهذا الهدف 177 لأغويرو ليعادل رقم إيريك بروك الذي سجله في الفترة بين 1927 و1939.
وبلغ عدد محاولات أغويرو على المرمى مثل أي من زملائه وبدا متعطشا للانفراد بالرقم القياسي لكنه لم يحقق ذلك في اليوم ذاته. وقال غوارديولا للصحافيين إنه يملك سجلا رائعا ويتمنى أن يكون الهدف المقبل ليس الأخير بالنسبة له. وفي الواقع على منافسي سيتي الشعور بالقلق لأن تألق كل مهاجم يدفع الآخر لتسجيل المزيد من الأهداف وبشكل أكثر ثباتا. ولا يوجد مؤشر أو دليل على انفراد أحدهما بقيادة الخط الأمامي بمفرده خاصة مع ارتباطهما بعلاقة قوية.
وقال جيسوس لصحيفة محلية منذ أيام: «أنا أقدر علاقتنا القوية خارج الملعب. لدينا تواصل قوي خارج الملعب وينتقل معنا ذلك إلى الملعب. هذه أفضل طريقة للعمل». ووجود مثل هذا الثنائي المتفاهم والخطير من شأنه تهديد كل فرق الدوري الإنجليزي. وخطف جيسوس الأضواء في كل مرة يرتدي فيها قميص سيتي لكنه ليس البديل الذي توقعه كثيرون للعب بدلا من أغويرو لأن المهاجم البالغ عمره 29 عاما لا يزال أمامه الكثير ليقدمه.
هدرسفيلد يعيش الحلم... ومورينيو ينتقد لاعبيه
مانشستر سيتي بالثنائي أغويرو وجيسوس قادر على تهديد كل فرق الدوري الإنجليزي
هدرسفيلد يعيش الحلم... ومورينيو ينتقد لاعبيه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة