ولد الشيخ يعرض مبادرته لإطلاق الأسرى ورفع الحصار عن المدن

TT

ولد الشيخ يعرض مبادرته لإطلاق الأسرى ورفع الحصار عن المدن

كشف المبعوث الأممي لدى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، ملامح عن خطته الجديدة بشأن اليمن، خلال لقاء جمعه أمس بالرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، في العاصمة السعودية، الرياض، مشيرا إلى حزمة أفكار لبناء الثقة تتصل بالجوانب الإنسانية وإطلاق سراح الأسرى ورفع حصار المدن، ومن بينها تعز.
وأكد المبعوث الأممي ولد الشيخ، خلال اللقاء، دعم الجهود من قبل المجتمع الدولي لإحلال السلام وفقا للمرجعيات الثلاث، مشيرا إلى جملة من الأفكار التي يمكن البناء عليها لمواصلة مفاوضات السلام والحوار التي كان آخرها مشاورات الكويت. وقال إسماعيل ولد الشيخ: «لدينا حزمة من الأفكار لبناء الثقة التي تتصل بالجوانب الإنسانية وإطلاق سراح الأسرى ورفع حصار المدن من بينها تعز، وغيرها من الأفكار لتخفيف معاناة المواطن اليمني»، مؤكدا أن هناك جهودا تبذل لإعادة افتتاح مكاتب الأمم المتحدة في العاصمة المؤقتة عدن خلال الأيام المقبلة لاستئناف عمل المنظمات بصورة مثلى.
من جهته، قال الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، خلال اللقاء: «كنا وما زلنا وسنظل دعاة سلام وصُناعه عبر محطاته المختلفة، بدءا بمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي تناول مختلف قضايا اليمن، واستوعب كل مكونات الشعب اليمني وشرائحه المختلفة من قوى سياسية واجتماعية ومنظمات مجتمع مدني والمرأة والشباب، بمن في ذلك الحوثيون أنفسهم، ظنا من الجميع بأنهم يعون معنى التعايش ويستوعبون لغة الحوار، إلا أنهم وللأسف وكعادتهم لا يعرفون إلا لغة السلاح وإقصاء الآخر من خلال انقلابهم على الدولة ومخرجات الحوار الوطني وتوافق أبناء الشعب اليمني، وهذا ما يعاني من تبعاته شعبنا اليمني اليوم».
وأضاف: «رغم كل ذلك ما زالت أيادينا ممدودة للسلام باعتباره خيارا لا بد منه... السلام الذي لا يرحل معه بذور صراعات قادمة، السلام المبني على المرجعيات الثلاث المرتكزة على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل والقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار رقم (2216)».
وأشار هادي إلى أن «الانقلابيين لا يكترثون لمعاناة الشعب اليمني المعيشية والإنسانية بقدر استغلالهم ذلك ذريعة لمواصلة حربهم وتجنيدهم للأطفال من المدارس والدفع بهم وقودا لصراعهم وتنفيذ أجندتهم الدخيلة». إلى ذلك استقبل، عبد ربه منصور هادي، أمس، مساعد وزير الخارجية الأميركي بالإنابة، ديفيد ساتر فيلد، وذلك في إطار التشاور والتنسيق المميز بين اليمن والولايات المتحدة. ووضع الرئيس أمام المسؤول الأميركي صورة موجزة لمجمل الأوضاع في اليمن منذ تسلمه السلطة في اليمن. وأبان أنه جاء «إثر وضع صعب وحرج... تلبية لإجماع القوى اليمنية وتنفيذا للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية واستحقاقاتها، وإجماع الشعب اليمني من خلال الانتخابات الرئاسية المسنودة بدعم المجتمع الإقليمي والدولي رغم صعوبة المرحلة ومخاطرها».
وقال هادي: «تحملنا المسؤولية الوطنية، واستطعنا بتعاون القوى الخيرة مواجهة تحديات الإرهاب وعودة الأمن والاستقرار للعاصمة صنعاء، والولوج في مؤتمر حوار وطني شامل استوعب مختلف قضايا اليمن وإيجاد المعالجات والحلول لماضيه واستشراف مستقبله، إلا أن الانقلابيين التابعين للحوثي وصالح ارتدوا عن ذلك الإجماع وأعلنوا الحرب على الشرعية الدستورية والشعب اليمني». فيما ذكر مساعد وزير الخارجية الأميركي، أن بلاده والمجتمع الدولي «يساندان الشرعية في مواجهة تحديات ومخاطر الإرهاب والحوثيين ومن يساندهم»، متطلعا إلى إيجاد فرص السلام لتحقيق الأمن والاستقرار الذي يتطلع إليه الشعب اليمني.
من جهة أخرى، وثق تقريران أصدرتهما منظمة حقوقية يمنية أمس، 2304 حالات اختطاف للمدنيين قامت بها ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية خلال الفترة من أكتوبر (تشرين الأول) 2014 حتى نهاية مايو (أيار) 2017 الماضي. ووفقا لتقريري منظمة «هود»، فإن عمليات الاختطاف صاحبتها 490 حالة اقتحام منازل ومحلات تجارية، و816 حالة مصادرة للأموال، وتفجير 95 منزلا.
وأوضح التقريران أن حالات الاختطاف شملت 692 حالة اعتقال من العاملين في التعليم الأساسي والثانوي، و13 أكاديميا، و313 موظفا حكوميا، و265 طالبا، و559 ناشطا من شباب ثورة فبراير (شباط)، فضلا عن 987 من السياسيين والمعارضين لميليشيا الحوثي - صالح، و75 حالة اعتقال من الأطفال والنساء. وكشف التقريران عن سقوط 329 ضحية من السجناء على ذمة قضايا جنائية، ومن المعتقلين والمخفيين قسريا ممن استخدمتهم ميليشيا الحوثي وصالح دروعا بشرية منذ اجتياحها للمدن اليمنية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.