إلغاء احتفالات تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني جنوب مصر

بسبب قتلى الشرطة في الواحات بالجيزة

محافظ أسوان يستقبل وفوداً أجنبية في مدينة أبو سمبل السياحية

ألغت محافظة أسوان (جنوب مصر) احتفالات تعامد الشمس على وجه الفرعون (رمسيس الثاني) في معبده بمدينة أبو سمبل السياحة جنوب أسوان، تضامناً مع قتلى ومصابي قوات الشرطة المصرية الذين راحوا ضحية اشتباكات مع إرهابيين في صحراء الواحات بضاحية الجيزة غرب القاهرة، وقرّر اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان أمس، إلغاء كافة مظاهر الاحتفال وأنشطته، التي كان مقررا تنظيمها اليوم (الأحد).
وظاهرة تعامد الشمس هي من الظواهر الفلكية التي تحدث مرتين في العام، تحديداً يومي 22 فبراير (شباط)، و22 أكتوبر (تشرين الأول) ... ومن المقرر أن يستغرق التعامد اليوم، نحو 20 دقيقة تقطع خلالها أشعة الشمس مسافة 60 متراً داخل المعبد لتصل إلى صالة قدس الأقداس، معلنة عن بداية شهر «شمو»، وهو بداية موسم الحصاد عند المصريين القدماء. وحسب مصادر أثرية: «ترتبط هذه الظاهرة لدى المصريين القدماء ببداية فصلي الصيف والشتاء من كل عام، وتعد بمثابة تحفيز لهم على زراعة الأرض وحصاد محصولها».
وحرص محافظ أسوان على الترحيب بمجموعة من السياح أثناء وصولهم إلى مطار أبو سمبل أمس، الذين توافدوا بأعداد كبيرة لمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس بمعبد رمسيس الثاني في المدينة السياحية. وأكد المحافظ أنّ «قرار إلغاء المهرجان جاء بعد التشاور مع وزيري الثقافة والآثار اللذين يرافقانني لحضور ظاهرة التعامد بمدينة أبو سمبل السياحية»، موضحاً بأنه «سيتم اقتصار الأنشطة على مشاهدة ظاهرة تعامد الشمس اليوم، فقط وسط الوفود السياحية من مختلف بلدان العالم، بالإضافة إلى المجموعات الزائرة من المصريين وأهل أسوان وأبو سمبل». من جانبه، أوضح الأثري حسام عبود مدير آثار أبو سمبل والنوبة، أنّ «ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني تعد ظاهرة فريدة من نوعها، يبلغ عمرها 33 قرناً من الزمان وقد جسدت التقدم العلمي الذي توصل له القدماء المصريون، خصوصاً في علم الفلك والنحت والتخطيط والهندسة والتصوير، والدليل على ذلك الآثار والمباني العريقة التي شيدوها في كل مكان».
في السياق ذاته، شاهد المشاركون في تعامد الشمس من الأجانب والمصريين أمس، عرضا محدودا للصوت والضوء الذي يحكي في سرد تاريخي لتوضيح فترة حكم رمسيس لمصر، حيث ضم العرض إضاءة مبهرة لواجهة المعبد وخلفيات موسيقية، بجانب إسقاطات ضوئية على واجهات المعبد الكبيرة والصغيرة توضح تاريخها، وذلك بـ9 لغات.