الأهلي المصري والنجم التونسي في صراع نحو النهائي الأفريقي

من مباراة الذهاب بين الأهلي المصري والنجم الساحلي التونسي («الشرق الأوسط»)
من مباراة الذهاب بين الأهلي المصري والنجم الساحلي التونسي («الشرق الأوسط»)
TT

الأهلي المصري والنجم التونسي في صراع نحو النهائي الأفريقي

من مباراة الذهاب بين الأهلي المصري والنجم الساحلي التونسي («الشرق الأوسط»)
من مباراة الذهاب بين الأهلي المصري والنجم الساحلي التونسي («الشرق الأوسط»)

يخشى الأهلي المصري صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بدوري أبطال أفريقيا برصيد ثمانية ألقاب، من الإخفاق مجدداً في التتويج باللقب الذي غاب عن خزائنه منذ أربعة أعوام، خاصة بعدما خسر 1 - 2 أمام الفريق الملقب بـ«جوهرة الساحل» في ذهاب نصف النهائي بالملعب الأولمبي في مدينة سوسة التونسية منذ ثلاثة أسابيع.
وبات يتعين على الفريق المصري الفوز اليوم بهدف نظيف أو بفارق هدفين في حال اهتزاز شباكه في لقاء الإياب، للتأهل للنهائي ومواصلة حلمه في التتويج بلقبه الأفريقي التاسع.
وأصبحت مهمة الأهلي، الملقب بـ«نادي القرن في أفريقيا»، أكثر صعوبة في ظل غياب نجميه أحمد فتحي للإيقاف وحسام عاشور للإصابة، فيما تحوم الشكوك بقوة حول مشاركة صانع الألعاب عبد الله السعيد، وجناحه المخضرم وليد سليمان عقب معاناتهما من الإصابة مؤخراً. ولم ينج الحارس الأساسي شريف إكرامي من لعنة الإصابات التي طاردت الأهلي، مما تسبب في استبعاده من لقاء الفريق مع ضيفه الرجاء في مباراته الأخيرة بالدوري المصري يوم الاثنين الماضي، غير أنه من المقرر أن يشارك أمام النجم بناء على تأكيدات الجهاز الطبي للفريق الأحمر.
ورغم غيابات الأهلي العديدة فإن جماهيره تشعر بقدر كبير من التفاؤل حول قدرة باقي اللاعبين على تحقيق نتيجة إيجابية، لمواصلة الطفرة التي تشهدها الكرة المصرية حالياً، خاصة عقب تأهل منتخب الفراعنة مؤخراً لنهائيات كأس العالم المقرر إقامتها بروسيا العام المقبل للمرة الأولى منذ 28 عاماً.
ويعول حسام البدري، المدير الفني لفريق الأهلي، على جاهزية مجموعة كبيرة من العناصر الهامة مثل المحترفين النيجيري جونيور أجايي والتونسي علي معلول، وصانع الألعاب المتألق صالح جمعة، بالإضافة للجناح الخطير مؤمن زكريا. ويتسلح الأهلي بمؤازرة عاملي الأرض والجمهور لاجتياز عقبة النجم، الذي يعد الفريق الوحيد في البطولة الذي لم يتلق أي خسارة حتى الآن، خاصة في ظل موافقة السلطات الأمنية المصرية على حضور 50 ألف متفرج للمباراة.
وحرص حسام البدري على تدريب لاعبيه على ركلات الجزاء؛ تحسبا للاحتكام إليها في المباراة. وقال البدري في تصريحات للصحافيين إن فريقه جاهز تماما لتحقيق الفوز والصعود للدور النهائي، مؤكدا شفاء الثنائي عبد الله السعيد صانع اللعب، وهشام محمد لاعب الوسط من الإصابة، وانتظامهما في التدريبات. وأضاف المدرب: «الجميع بحالة بدنية وفنية جيدة للغاية، والأوراق المؤثرة جاهزة أيضا، وعلى رأسهم عبد الله السعيد وهشام محمد».
وحذر البدري اللاعبين من ارتكاب الأخطاء، وطالبهم بالهدوء وعدم التسرع، خاصة عند إنهاء الهجمات. وأردف: «الجميع يؤدي التدريبات بروح عالية من أجل حجز مكان بالتشكيل الأساسي للفريق، لأن الهدف واحد وهو انتزاع بطاقة التأهل للمباراة النهائية».
في المقابل، يمتلك النجم الساحلي حظوظا أفضل نسبيا من الأهلي للتأهل، حيث يكفيه التعادل بأي نتيجة، أو حتى الخسارة بفارق هدف وحيد، شريطة نجاحه في هز الشباك للعبور إلى الدور النهائي للمرة الأولى منذ عشرة أعوام.
وما زالت جماهير النجم تتذكر التتويج التاريخي لفريقها بلقب البطولة، عندما تغلب 3 - 1 على الأهلي في إياب نهائي المسابقة أمام 70 ألف متفرج امتلأت بهم جنبات ستاد القاهرة، حيث تأمل في تكرار الجيل الحالي لهذا الإنجاز مرة أخرى. وما زال الفريق التونسي يضم في صفوفه نجمين من جيل 2007، هما حارس المرمى الدولي أيمن المثلوثي، ومهاجمه المخضرم محمد أمين الشرميطي، الذي سجل أحد أهداف الفريق في المباراة.
وعلى عكس الأهلي تماما، يبدو النجم الساحلي في أتم جاهزية للمواجهة المرتقبة، في ظل استعداد جميع لاعبيه للقاء، حيث خلت قائمة الغيابات من أي لاعب، عقب تعافي رامي البدوي من الجراحة التي خضع لها مؤخرا في الأنف.
وتعززت صفوف النجم بعودة المحترف البرازيلي دياجو أكوستا، بعدما غاب عن لقاء الذهاب بسبب الإيقاف، ما يشكل دفعة قوية لهجوم الفريق الذي يسعى لخطف هدف مبكر يصعب من مهمة الأهلي في اللقاء. ومن المرجح أن يدفع الفرنسي هوبير فيلود، المدير الفني للنجم، بجميع أوراقه الرابحة منذ البداية، كالمحترف الغيني الكالي بانجورا والمهاجم المصري عمرو مرعي، ولاعب الوسط محمد أمين بن عمر، وصانع الألعاب إيهاب المساكني.
واطمأن فيلود على مستوى لاعبيه قبل اللقاء، خلال فوز الفريق 2 - 1 على نجم المتلوي في المباراة الودية التي جرت بينهما يوم الأحد الماضي، حيث أحرز مرعي وبانجورا هدفي النجم.


مقالات ذات صلة

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (رويترز)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على «البريميرليغ»

قال ماريسكا إنه ولاعبي تشيلسي لا يشعرون بأنهم دخلوا في إطار المنافسة على لقب «البريميرليغ» بعد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

أموريم: يونايتد بكامل جاهزيته لمواجهة سيتي

ربما يستعين روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد بالمدافع المخضرم جوني إيفانز، عندما يسافر الفريق عبر المدينة لمواجهة مانشستر سيتي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير (إ.ب.أ)

بوستيكوغلو: توتنهام بحاجة للاعبين ملتزمين

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إنه لا يخشى انتقاد لاعبيه قبل مواجهة ساوثهامبتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنطونيو كونتي مدرب نابولي (أ.ب)

كونتي: علينا مواصلة العمل

قال أنطونيو كونتي مدرب نابولي إنه يريد من الفريق رد الفعل نفسه الذي يقدمه عند الفوز.

«الشرق الأوسط» (نابولي)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».