مرجعية النجف تدعو إلى حماية الأكراد

TT

مرجعية النجف تدعو إلى حماية الأكراد

صفت المرجعية الشيعية العليا في العراق، بزعامة علي السيستاني، أمس، عملية انتشار القوات العراقية في مدينة كركوك بأنها «حدث مهم»، داعيةً في الوقت نفسه إلى حماية الأكراد.
وقال معتمد المرجعية الشيعية في محافظة كربلاء، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، أمام الآلاف في صحن الإمام الحسين وسط كربلاء خلال خطبة صلاة الجمعة: «نعبر عن تقديرنا العالي لحسن تصرف جميع الأطراف، لإتمام عملية إعادة انتشار الجيش والشرطة في كركوك، بصورة سلمية وتفادي الصدام المسلح».
وأضاف: «نؤكد أن هذا الحدث المهم لا ينبغي أن يحسب انتصاراً لطرف وانكساراً لطرف آخر، بل هو انتصار لكل العراقيين ومنطلق لفتح صفحة جديدة لتكاتف الجميع لبناء وطنهم». وحسب «وكالة الأنباء الألمانية» دعا معتمد السيستاني جميع الأطراف السياسية «لحل المشاكل المتراكمة وفق أساس العدل والإنصاف والاحتكام إلى الدستور، الذي يشكل العقد الذي حظي بقبول أغلب العراقيين ولا بد من احترامه». وناشدت المرجعية الشيعية الجميع «لا سيما القيادات السياسية والنخب على تقوية اللحمة الوطنية على أسس دستورية، وتعزيز أواصر المحبة، وحماية مصالح الجميع، والابتعاد عن التناحر، وتسهيل عودة النازحين والحفاظ على الممتلكات العامة».
كما دعت المرجعية «الحكومة العراقية إلى العمل من أجل تطمين المواطنين الكرد لحمايتهم، كما تدعو القيادات الكردية إلى توحيد صفوفهم وتجاوز الأزمة والتعاون مع الحكومة وفق أسس الدستورية للوصول إلى حلول مقنعة».
إلى ذلك، دعت فرنسا، أمس، الحكومة الاتحادية، إلى ضبط النفس بعد أن سيطرت على آخر منطقة في محافظة كركوك الغنية بالنفط، وقالت إن على بغداد أن تضع حقوق الأكراد كاملة في الاعتبار. ونقلت وكالة «رويترز» عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية أنييس روماتيه - إسباني للصحافيين «نطلب من الحكومة الاتحادية ضبط النفس واحترام حقوق الأكراد كاملة». وأضافت أن على الأكراد أيضاً أن يقبلوا بالحوار مع بغداد في إطار الدستور.
وقال مسؤولون أكراد إن عشرات الآلاف من الأكراد فروا من كركوك وطوزخورماتو إلى أربيل والسليمانية المدينتين الرئيسيتين في إقليم كركوك شبه المستقل. وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها أول من أمس إزاء تقارير عن تهجير قسري لمدنيين أغلبهم أكراد وتدمير ونهب منازلهم وشركاتهم في شمال العراق، وقالت إن معظم الانتهاكات التي تم الإبلاغ عنها وقعت في طوزخورماتو.
من ناحية ثانية، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية أمس إن بلاده تأمل أن تستأنف مهمة تدريب مقاتلي البيشمركة غداً إذا لم يتفاقم الصراع بين الأكراد والحكومة العراقية. وعلقت ألمانيا الأسبوع الماضي مساهمتها في تدريب البيشمركة، معللة ذلك بتزايد التوتر بين بغداد والأكراد. وانضمت ألمانيا إلى دول غربية أخرى وبغداد وجيران العراق في رفض الاستفتاء، لأسباب منها مخاوف من أنه قد يضعف التركيز على المعركة ضد تنظيم داعش التي لعب فيها الأكراد دوراً رئيسياً. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية «إذا لم تحدث تغيرات ميدانية خطيرة فمن الممكن جداً أن يستأنف التدريب يوم الأحد». وأضاف أن ألمانيا اتخذت قرار استئناف التدريب بعد مشاورات مع الجانبين الكردي والعراقي والولايات المتحدة. وقدمت ألمانيا 32 ألف بندقية ورشاش، بالإضافة إلى أسلحة أخرى، تقدر قيمتها بنحو 90 مليون يورو منذ عام 2014. ويقدم نحو 150 عسكرياً ألمانياً تدريباً لمقاتلي البيشمركة من أجل محاربة متشددي تنظيم داعش في سوريا والعراق.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.