مداخن «الجنيات الحمر» في تركيا تجذب ملايين الزوار وتثير دهشتهم

يرجح أن تاريخها يرجع لـ300 مليون سنة ويوجد شبيه لها في أميركا

مداخن الجنيات الحمر في تركيا
مداخن الجنيات الحمر في تركيا
TT

مداخن «الجنيات الحمر» في تركيا تجذب ملايين الزوار وتثير دهشتهم

مداخن الجنيات الحمر في تركيا
مداخن الجنيات الحمر في تركيا

تشتهر منطقة كبادوكيا في تركيا بمداخن الجن أو ما تسمى «موائد الشيطان»، لكن في منطقة نارمان في أرضروم شمال شرقيّ تركيا تقع مداخن «جنيات نارمان» الشهيرة، التي أُدرجت من قِبل اللجنة الوطنية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» على القائمة المؤقتة لمواقع التراث العالمي في عام 2012، والتي لا تقل في جاذبيتها عن مداخن الجن في كبادوكيا بوسط تركيا.
وتعرف مداخن جنيات نارمان باسم «موطن الجنيات الحمر»، وتتشابه من حيث تكوينها وبنيتها فقط، مع الأخدود العظيم «غراند كانيون» في وادي كولورادو بولاية أريزونا الأميركية.
وحسب الباحث الجيولوجي التركي سردار كاراهان، تعود مداخن جنيات نارمان التي تجتذب نحو 6 ملايين سائح سنوياً إلى نحو 300 مليون سنة من خلال ما كشفت عنه دراسة بنيتها وتركيبها.
وقال كارهان لوكالة أنباء الأناضول التركية، إنّ العديد من السياح المحليين والأجانب، اكتشفوا منطقة جنيات نارمان وتمكنوا من رؤية جمالها، بفضل أعمال التعريف بها، وهي تعدّ من أهم المناطق السياحية في تركيا. وتابع أنّه أجريت للمنطقة التي توجد فيها جنيات نارمان، مسوحات جيولوجية، قائلاً: «نعلم أنّ شبيهها يوجد فقط في غراند كانيون بوادي كولورادو الواقعة ضمن حدود ولاية أريزونا الأميركية. هذه المنطقة تعرف بموطن الجنيات الحمر. وهي قادرة على جذب 6 ملايين سائح سنوياً، ومفتوحة أمام تقييمات وأعمال سياحية وبحاجة إلى أعمال بحثية».
وأشار كارهان إلى أنّه يوجد تشكيل مشابه لها فقط في «غوراما» بمنطقة كبادوكيا المتشكلة بفعل البركان، في ولاية نيفشهير وسط تركيا، موضحاً أنّ مداخن جنيات نارمان من النوع الذي ينال إعجاب الزوار ويثير دهشتهم لأنّهم لن يروا شبيهاً لها إلا في الولايات المتحدة، خصوصاً في فصلي الربيع والشتاء، حيث تتشكل فيها مناظر تنال إعجابهم. وأوضح أنّ هناك اختلافاً بين مداخن الجنيات في منطقة كبادوكيا التي تكونت من أصل بركاني، بينما تكونت مداخن جنيات نارمان في قاعدة بحيرة، وكان الحوض الذي تشكلت فيه قبل 300 مليون عام منطقة بحرية، وظهرت إلى سطح الأرض بفعل الأحداث الجيولوجية.
وأشار كارهان إلى أنّ مداخن كبادوكيا الموجودة في غوراما هي على شكل مداخن كاملة، ومداخن جنيات نارمان تشبهها إلى حدٍّ ما، لذا يطلق على هذه المنطقة أيضا مداخن الجنيات. ودعا كاراهان، السياح إلى زيارة المنطقة، قائلاً إنّها تقدم لهم من خلال أرضيتها البركانية ومناظرها الجميلة متعة بصرية ساحرة.
وتتوسط منطقة كبادوكيا 5 ولايات وسط تركيا هي: نيفشهير وكيرشهير ونيغده وأكسراي وقيصري، كما تتميز بطبيعة خلابة وتاريخ موغل في القدم، ومن أكثر ما تشتهر به كبادوكيا «مداخن الجنيات» أو (موائد الشيطان)، وهي صخور طبيعية على شكل أعمدة تعلوها أحجار، تبدو شبيهة بعش الغراب، تكونت طبيعياً، نتيجة لتأثيرات الرياح، والعوامل الجوية في الصخور البركانية، التي تحفل بها المنطقة والتي نحت فيها الناس بيوتاً، كما شُيدت فيها فنادق وأماكن ترفيهية وسياحية.


مقالات ذات صلة

موريشيوس تفوز بلقب أفضل وجهة لقضاء شهر العسل

سفر وسياحة موريشيوس وجهة رومانسية (الشرق الأوسط)

موريشيوس تفوز بلقب أفضل وجهة لقضاء شهر العسل

فازت دولة جزيرة موريشيوس بلقب أفضل وجهة في العالم لقضاء شهر العسل ضمن جوائز خيار المسافرين المرموقة لعام 2025 التي يمنحها موقع Trip Advisor

سفر وسياحة ينصح بوضع المتعلقات الثمينة في مكان آمن على الطائرة (أدوبي ستوك)

كيف تحمي نفسك من السرقة على متن الطائرة؟

في خبر تناولته الوسائل الإعلامية العربية جاء فيه أن الإعلامي اللبناني نيشان، تعرض لسرقة أغراضه الخاصة والثمينة من حقيبته التي كانت في المقصورة العلوية للطائرة

جوسلين إيليا (لندن)
سفر وسياحة سياح من مختلف  انحاء العالم يتجهون إلى حيث أحد أقدم منتزهات مدينة كيوتو(الشرق الأوسط)

«كيوتو»... مدينة السياحة والتاريخ والثقافة والطعام

يزول الاندهاش بحجم الإقبال الكبير من المسافرين بالقطار السريع، من العاصمة اليابانية طوكيو إلى كيوتو مدينة السياحة والتاريخ والثقافة والإبداع والتعليم والطعام.

فتح الرحمن يوسف (كيوتو)
سفر وسياحة تقدم المتاحف في إيطاليا يوماً مجانياً لرعاية الكلاب لجذب مزيد من الإيطاليين إلى أبوابها على مدار العام المقبل (أ.ب)

المتاحف الإيطالية تقدم خدمة مرافقة الكلاب مجاناً لتشجيع الزوار

تقدم المتاحف في إيطاليا يوماً مجانياً لرعاية الكلاب لجذب مزيد من الإيطاليين إلى أبوابها على مدار العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (روما)
الاقتصاد شعار الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) (الشرق الأوسط)

«إياتا»: ارتفاع الطلب على السفر الجوي 8.1 % في نوفمبر

أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) ارتفاع إجمالي الطلب على السفر خلال نوفمبر الماضي بنسبة 8.1 % مقارنةً مع الشهر ذاته من عام 2023

«الشرق الأوسط» (الرياض)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.