القاهرة تطالب بـ«ضبط النفس»

TT

القاهرة تطالب بـ«ضبط النفس»

طالبت مصر كلاً من الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان بـ«ضبط النفس وعدم الانجراف إلى مواجهات من شأنها أن تزيد من تعقيد الموقف وتأجيج التوتر وحالة عدم الاستقرار في المنطقة».
وناشدت مصر في بيان أصدرته وزارة الخارجية، أمس، كل الأطراف التهدئة والحوار للوصول إلى «حلول توافقية» تنزع فتيل أزمة قد «تأخذ أبعاداً إقليمية ودولية». وجدد البيان التأكيد على ضرورة الحفاظ على وحدة العراق وسلامته الإقليمية، وتضامن الشعب العراقي بمختلف أطيافه كي ينجح في مواجهة التحديات المشتركة «بثبات وقدرة وعزيمة جماعية».
من جانبه، قال مندوب العراق لدى الجامعة العربية سفيره في القاهرة حبيب الصدر لـ«الشرق الأوسط»، إن ما حدث خلال الساعات الماضية في كركوك «يستند إلى الدستور والقانون وصلاحيات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بسط السيطرة على الدولة التي عانت كثيراً من الإرهاب الداعشي». وأضاف أن «ما حدث أيضاً هو نتيجة للعناد والتمرد على السلطة» من قبل إقليم كردستان، لافتاً إلى أن مدينة كركوك تعتبر عراقاً مصغراً بتنوعاته ورمزاً للتعايش، و«من الصعب أن تبقى مصادر الثروة النفطية بعيدة عن الخزينة المركزية للدولة، كما أن السكوت عن هذا الأمر يُعد خيانة».
واعترف الصدر بدور قوات البيشمركة في محاربة الإرهاب، مشدداً على أنه لن تعتدي القوات المسلحة العراقية على أي عراقي، منتقداً رفع العلم الكردي على هذه المنطقة (المتنازع عليها مع الحكومة المركزية)، أو اتخاذ إجراءات أحادية في خصوصها، وحشد عناصر في كركوك من «حزب العمال الكردستاني» المصنّف منظمة إرهابية في تركيا ودول أخرى، واعتبر هذا الأمر «إعلان حرب على كل عراقي».
ولفت الصدر إلى وجود خلاف كردي - كردي على الإجراءات التي قام بها مسعود بارزاني رئيس الإقليم. وقال: «القوات المسلحة العراقية لن تتراجع عن فرض سيادة الدولة الاتحادية، وما قامت به هو إعادة انتشار في مناطق حاول (داعش) السيطرة عليها»، موضحاً أن «الأكراد إخوة لنا ولا بد من حمايتهم، ولن نسمح بالاعتداء عليهم من قبل أي تنظيمات إرهابية». وأكد أن الحكومة العراقية «ماضية في فرض القانون ولن تذهب إلى إقليم أربيل أو أي من محافظات الإقليم»، مشيراً إلى أن القوات الحكومية دخلت فقط إلى مناطق تمددت عليها سلطة إقليم كردستان في يونيو (حزيران) عام 2014، وهو تاريخ انهيار الجيش العراقي أمام «داعش» في الموصل وكثير من مناطق شمال العراق.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.