حملة الفساد في تونس تطيح تسعة مسؤولين

رئيس الحكومة يعين آمراً جديداً للحرس الوطني

TT

حملة الفساد في تونس تطيح تسعة مسؤولين

أصدر القطب القضائي والمالي التونسي أمس تسعة أحكام بالسجن في حق تسعة متهمين بالفساد، وأبقى على أربعة متهمين في حالة سراح، من بين 20 متهما في جرائم غسل الأموال، بينهم رجال أعمال ومدير جهوي للتجارة، ومدير مركزي ببنك خاص.
وتأتي هذه الأحكام في وقت تخوض فيه الحكومة منذ مايو (أيار) الماضي حملات متتالية لمكافحة الفساد، والإثراء غير المشروع، حيث وضعت عددا من المتهمين رهن الإقامة الجبرية بمقتضى قانون حالة الطوارئ المطبق حاليا في البلاد.
وقال سفيان السليطي، المتحدث باسم المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة في تصريح إعلامي، إن من بين المتهمين أطرا بنكية وموظفين من إدارات حكومية، وموظفي جمارك، مؤكدا أن التحقيقات القضائية معهم تجاوزت 13 ساعة قبل أن تتخذ في حقهم تلك العقوبات القضائية.
وكانت النيابة العمومية قد قررت منذ الأربعاء الماضي الاحتفاظ برجل الأعمال محمد الفقيه تحت الإقامة الجبرية، واتخذت الإجراء نفسه مع 12 من الأطر وموظفي عدد من الإدارات العمومية، بناء على تحقيقات أجرتها إدارة الأبحاث الجمركية مع المتهمين من أجل جرائم جمركية وصرف عملات وغسل أموال.
وجدد يوسف الشاهد، رئيس الحكومة، خلال حوار تلفزيوني بث هذا الأسبوع، مواصلة مكافحة الفساد، مؤكدا أن القرارات الحكومية التي اتخذت ضد عدد من رجال الأعمال والمهربين المتهمين بالفساد تعد «سياسة دولة وليست مرحلة محددة وتنتهي».
وخلال الأسابيع الماضية، أماطت إدارة الجمارك اللثام عن «شبكة متخصصة في تهريب الإكسسوارات والملابس الجاهزة والأحذية، عن طريق توريد بضائع مختلفة لفائدة بعض التجار، مقابل عمولات ورشاوى، وتحويلات بنكية مشبوهة، وقدرت قيمة المخالفات المالية المرتكبة بأكثر من 3 مليارات و160 ألف دينار تونسي (أكثر من 850 ألف دولار)، وهو ما أدى إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات الأمنية والقضائية في حقهم».
من ناحية أخرى، عين رئيس الحكومة العميد شكري الرحالي آمرا للحرس الوطني، خلفا للطفي براهم الذي عين وزيرا للداخلية خلال التعديل الوزاري الأخير.
وتأتي أهمية هذا التعيين انطلاقا من المساهمة الفعالة لسلك الحرس الوطني في مكافحة الجريمة ومجابهة المخاطر الإرهابية، خاصة في المناطق الريفية حيث تنشط وحدات الحرس الوطني. وقد فقدت مؤسسة الحرس الوطني عددا من أفرادها خلال مواجهات مسلحة مع عناصر إرهابية، أشهرها مقتل 8 عناصر من الحرس في شهر أكتوبر (تشرين الأول) سنة 2013 في سيدي بوزيد (وسط تونس).
والعميد الرحالي متخرج في الأكاديمية العسكرية التونسية برتبة مهندس أول، وهو مختص في مجال القانون، وحاصل على شهادات تكوين وتدريب بمدارس عليا، وأجرى تدريبات محلية ودولية في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وقد كلف سنة 2002 بمهمة أمميّة بأوروبا، وكان يشغل منصب مدير إدارة الاستعلامات والأبحاث للحرس الوطني قبل تعيينه في هذا المنصب الأمني الرفيع. وفي حقبة التسعينات، ترأس الرحالي فرق الأبحاث والتفتيش وفرق الأبحاث المركزية، كما شغل منصب رئيس منطقة الحرس بصفاقس (وسط شرق) وباجة (شمال غرب). ثمّ تولّى بعد ذلك منصب مدير إقليم تونس العاصمة، وانتقل فيما بعد إلى ثكنة الحرس الوطني بمنطقة العوينة (العاصمة)، حيث تقلّد منصب مدير الموارد البشرية، ومن بعدها مدير إدارة الأبحاث والتفتيش.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.