ما زال الجدل يدور حول أوضاع الاتفاق ونتائجه في الدوري السعودي و«مستقبله»، وذلك بعد مضيّ أكثر من عامين على تولي إدارة خالد الدبل مجلس الإدارة، بمجموعة شابة معظمها من رجال الأعمال مما جعل الداعمين لهذه الإدارة يطلقون عليها «الاتفاق الجديد».
ومع أن الدوري السعودي للمحترفين بنسخته الحالية لم يمضِ منه سوى «5» جولات فقط إلا أن الخسائر الثلاث المتتالية التي تعرض لها الفريق الأول لكرة القدم بدءاً بمواجهة القادسية في ديربي الشرقية، ثم الشباب، وأخيراً الفيصلي، أحبطت الجماهير الطامحة في عودة الفريق للمنافسة على المراكز الأولى في الدوري وفي البطولات الأخرى، خصوصا أن البداية كانت قوية بالفوز على الأهلي ومن ثم العودة من الرياض بحصد نقطة ثمينة من النصر، من خلال اللحاق بالنتيجة في الوقت بدل الضائع بعد أن كان الفريق متأخراً بهدفين.
ولعل الحضور المقتضب من الأعضاء المسجلين رسمياً في الجمعية العمومية التي عُقدت في النادي مؤخراً والذي لم يتجاوز 9 أشخاص فقط، إضافة إلى رئيس النادي ونائبه و3 أعضاء، ليصل العدد الكلي إلى 14 شخصاً فقط في قاعة الجمعية العمومية التي عقدت بشكل طارئ واستثنائي بطلب من الهيئة العامة للرياضة.
ومع أن موضوع «مقاطعة» غالبية الأعضاء للجمعية ليس بالأمر الجديد، فقد أُجلت العام الماضي الجمعية العمومية لمرة واحدة نتيجة عدم اكتمال النصاب، ومن ثم جرت مساعي كبيرة بذلك لإكمال النصاب القانوني لعقدها، وهذا ما يؤكد أن الأعضاء تحديداً والجمهور عاطفيون، ويتغير مزاجهم واهتمامهم مع النتائج، حيث يستذكر الجميع أكثر من 10 آلاف شخص حضروا وصوّت الكثير منهم في الجمعية العمومية غير العادية التي عُقدت قبل موسمين، ووصف الحضور بالأعلى عدداً من كل الجمعيات العمومية التي شهدتها الأندية السعودية.
ويقول النجم الدولي السابق في صفوف الفريق الأول لكرة القدم وأول لاعب شارك في نهائيات كأس العالم 1994 مع المنتخب الأول عبد الله صالح، إن المشكلة في الاتفاق أن «الشق أصبح كبيراً»، وبات الجميع ينظر إلى النادي بمنظار «خاص» به دون أي اكتراث لوضع النادي الحالي ومستقبله، وكان السبب الرئيسي فيما حصل من «شق» هو الجمعية العمومية التي عُقدت قبل عامين وتمت من خلالها تزكية إدارة الدبل.
وأضاف: «ليست المشكلة أن خالد الدبل وإدارته تولوا النادي، بل إنني من الذين كانوا يطالبون بالتغيير، وكان رمز الاتفاق وباني مجده الرئيس الذهبي عبد العزيز الدوسري من جانبه غير ممانع، ولكن الطريقة التي من خلالها السعي لرحيله والإساءات التي تعرض لها كان لها الأثر في هذا النزاع، خصوصا أنه كان موافقاً على الرحيل وتجهيز النادي لمن يخلفه بهدوء ودون ضجيج».
وزاد بالقول: «أنا كلاعب سابق تشرفت أن خدمت النادي والمنتخب الوطني لقرابة العقدين من الزمن، أعد عبد العزيز الدوسري أخي الأكبر وأيضاً خالد الدبل أخي الأصغر، ولذا مستاء من الطريقة التي كانت وراء تحديد مستقبل الاتفاق، أنا لا ألوم الدبل تحديداً بل إنني أعتب عليه قليلاً لأنه تجاهل محسوبين عليه أن يسيئوا للدوسري وإنجازاته في وقت كان الجميع يتمنى أن يكون الانتقال سلساً للإدارة وألا يصيبنا وباء جيران لنا في الأندية يعيشون نزاعات ومشكلات سنوية وصراعات يكون ضحيتها النادي. واعتبر أن هناك من يريد (علناً) سقوط الفريق، تشفياً في هذا الشخص أو ذاك، وبات الكيان هو الهم الأخير، وهذا مؤسف حقاً، أن تكون مصلحة الكيان أقل أهمية من مصلحة الأشخاص».
وأشار إلى أنه مبتعد عن النادي لأنه لم يُدعَ للعمل فيه، وأن الحديث عن كونه عضواً في اللجنة الفنية لكرة القدم غير صحيح، بل إنه يُدعى لحضور بعض المناسبات كبقية المدعوين، ولذا لا يُقبل أن يستخدم اسمه في أي نزاع أو مشكلات أو حتى في مناصب ليس عضواً فيها.
وتمنى أن تتصافى القلوب أولاً لأن ذلك هو السبيل الوحيد لعودة «اتفاق زمان» إلى وضعه الطبيعي بين الكبار، عدا ذلك ستبقى الدوامة مستمرة كل موسم، وسيأتي من يلوم هذا الطرف وذلك، والخوف كل الخوف أن يسقط الفريق مجدداً للأولى، وهنا سيكون العمل وتصفية النيات أكثر صعوبة من أي وقت مضى.
وعن الجانب الفني للفريق بيَّن عبد الله صالح أن الاتفاق يحتاج إلى عمل كبير في هذا الجانب بداية من الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين، وأن يكون هناك عمل كبير جداً من الإدارة ووقفة كبرى من الشرفيين، إضافةً إلى العامل الأهم وهو تصفية النيات وفتح صفحة جديدة بين الاتفاقيين، وأي خلل في أي جانب سيبقي الأمور على حالها.
وشدد على أن هناك أسماء برزت في الواجهة وهم ليسوا من أبناء النادي، ولم يتقرب الكثير منهم إلا للمصالح الشخصية، وكانوا رأس الحربة في عديد من المشكلات التي حصلت، خصوصاً في فترة الانتخابات والجمعية العمومية التي أثمرت عن الإدارة الحالية، وبعضهم ما زال يواصل البحث عن مصالحه، وآخرون غادروا، والقليل القليل أثبت أنه يريد مصلحة النادي.
وتمنى أن تتحسن الأوضاع في الفريق الأول لكرة القدم تحديداً لأن الفريق يعيش وضعاً سيئاً من حيث النتائج وحتى المستويات مما جعله يتراجع بقوة للوراء، ومن المهم على الإدارة أن تستمع إلى الآراء دون تعصب والسعي لتطبيق الأنسب منها.
أما النجم السابق بالفريق والمحلل الحالي حمد الدبيخي فاعتبر أن حماس الإدارة الحالية برئاسة خالد الدبل قلّ بعد أن تولت الدفة قياساً بما كان عليه الوضع في فترة الانتخابات، لافتاً إلى أن ذلك نتج عنه ما يحصل الآن من نتائج مخيبة جداً بعد أن كانت الأماني أن يعود الفريق لمنصات التتويج.
واستدل بالعمل الكبير والتطور في فريقي الباطن والفيصلي وهما من الأندية التي لا تملك الشيء الكثير مما يملكه الاتفاق، لكن ثبت أن إدارتي هذين الناديين نجحتا في التخطيط حتى الآن على الأقل في دوري هذا الموسم.
وختم بتأكيد أن إقالة المدرب الحالي الصربي ميودراج لن تكون هي الحل ذا المفعول السحري كي تتعدل مسيرة الفريق، موضحاً أن الاتفاق يستطيع تحقيق البقاء إن كان هو الهدف الفعلي، سواء بوجود هذا المدرب أو حتى من دون وجوده.
عبد الله صالح: حادثة «العمومية» أوجدت شرخاً كبيراً بين الاتفاقيين
3 خسائر وضعت إدارة الدبل في دوامة الجدل على مستقبل النادي
عبد الله صالح: حادثة «العمومية» أوجدت شرخاً كبيراً بين الاتفاقيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة