مصرع 7 في هجوم لـ«الشباب» على نقطة تفتيش في البونت لاند

قائد الجيش الصومالي تحدث عن عمليات أمنية موسعة للقضاء على الحركة

TT

مصرع 7 في هجوم لـ«الشباب» على نقطة تفتيش في البونت لاند

أعلنت الشرطة الصومالية أمس مصرع سبعة أشخاص على الأقل في هجوم شنته عناصر من حركة الشباب المتطرفة على نقطة تفتيش في إقليم البونت لاند (أرض اللبان)، الذي يتمتع بالحكم الذاتي.
وقال ضابط في موقع الهجوم إن المقاتلين نصبوا بعد ذلك كميناً لضباط شرطة هرعوا لمساعدة زملائهم الذين تعرضوا للهجوم على مشارف مدينة بوصاصو، بينما زعمت حركة الشباب أنها سيطرت على نقطة التفتيش ثم غادرتها، رغم تأكيد الشرطة أنها صدت الهجوم.
وقال نقيب الشرطة عبد الفتاح محمد: «في نحو الواحدة صباحاً هاجمنا عدد كبير من مقاتلي حركة الشباب، المسلحين جيدا، من جميع الجهات، في محاولة للسيطرة على نقطة التفتيش»، لافتا إلى أن ثلاثة من رجال الشرطة وأربعة مدنيين قتلوا وأصيب 13 آخرون على الأقل في الاشتباكات.
وفي المقابل، قال المتحدث باسم العمليات العسكرية لحركة الشباب عبد العزيز أبو مصعب، إن المقاتلين قتلوا سبعة جنود وأصابوا 11 آخرين، مضيفاً: «سيطرنا على نقطة تفتيش بوصاصو وغادرناها صباح أمس، كما نصبنا كمينا لتعزيزات الشرطة».
وإقليم البونت لاند موطن أيضا لجماعة منشقة عن حركة الشباب بايعت تنظيم داعش، حيث تقول قوات الأمن إن مجموعة صغيرة من المقاتلين الأجانب تتمركز فيه.
وبحسب ما بثته وكالة الأنباء الصومالية الرسمية، فقد اندلعت اشتباكات عنيفة استمرت لساعات في وقت مبكر من صباح أمس بين ميليشيات حركة الشباب والقوات الأمنية لحكومة إقليم البونت لاند، بعدما هاجم مسلحون من الشباب نقطة تفتيش أمنية لقوات الولاية في بوصاصو. وتمكنت قوات ولاية البونت لاند من طرد العناصر الإرهابية التي هاجمت نقطة التفتيش الأمنية، مشيرة إلى أنهم ألحقوا ما أسمته بخسائر كبيرة في صفوف الإرهابيين، بينما شرعت القوات في عمليات أمنية لتحقيق الأمن والاستقرار في مدينة بوصاصو التي عادت إليها نسبيا حالة الهدوء والاستقرار بعد المعارك.
والهجمات في إقليم البونت لاند نادرة نسبياً، إذ تدير الإقليم حكومته الخاصة وتقوم قوات أمن بدوريات في أرجاء الإقليم الواقع على الطرف الشمال الشرقي لمنطقة القرن الأفريقي، ويطل على خليج عدن وبحر العرب.
إلى ذلك، كشف قائد الجيش الصومالي الجنرال محمد أحمد جمعالي لدى اجتماعه مع قوات الجيش بمنطقة بريرى التابعة لإقليم شبيلى السفلى، النقاب عن أن الجيش يخطط لتنفيذ ما وصفه بعمليات أمنية موسعة من أجل تطهير عناصر حركة الشباب في كل أرجاء البلاد. وقال مكتب جعمالي في بيان إن زيارته إلى المنطقة تستهدف متابعة الأوضاع العامة لقوات الجيش، وكذلك تعزيز الجهود الجارية لطرد فلول الإرهابيين من المنطقة، علما بأن ميليشيات حركة الشباب هاجمت في السابق مواقع للجيش الصومالي هناك.
من جانبه، قال عبد الله روبلي، نائب وزير الدفاع الصومالي، الذي تفقد أمس القواعد العسكرية للجيش بمحافظة هيران وسط البلاد، إن الحكومة الفيدرالية تبذل قصارى جهدها لتعزيز قدرات الجيش الوطني، مشيرا إلى أن هذه الخطة تمكن من تصفية الميليشيات الإرهابية التي تهدد السكان المحليين.
وتشن حركة الشباب سلسلة هجمات على العاصمة الصومالية مقديشو ومناطق أخرى تحكمها الحكومة الاتحادية، في محاولة للإطاحة بالسلطات المدعومة من الغرب وفرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية.
من جهة أخرى، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية مقتل أحد جنود حفظ السلام التابعين لها أمس، في هجوم شنته حركة أوغندية تدعى «القوات الديمقراطية الحليفة» على قاعدة للمنظمة الدولية في شرق الكونغو. وقالت ناطقة باسم البعثة إن 12 من جنود حفظ السلام جرحوا في الهجوم الذي وقع في منطقة أرض بيني التابعة إدارياً لشمال كيفو، حيث وقعت معارك عنيفة أول من أمس بين المجموعة الأوغندية المسلحة والجيش الكونغولي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».