زعيم يساري يهاجم «تقاسم المناصب» بين تحالف السلطة في تونس

TT

زعيم يساري يهاجم «تقاسم المناصب» بين تحالف السلطة في تونس

هاجم خليل الزاوية، الذي انتخب زعيماً جديداً لحزب «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات»، اليساري، الشهر الماضي، ما سماه تقاسم السلطة بين تحالف السلطة تونس. ونفى الزاوية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إمكانية تحالف حزبه مجدداً مع «حركة النهضة»، قائلاً إن تجربة «الترويكا»، التحالف السياسي الذي جمع «النهضة» مع حزبي «التكتل» و«المؤتمر من أجل الجمهورية» بعد انتخابات 2011. صفحة طويت ولن تعود خلال المحطات الانتخابية المقبلة.
وأقر الزاوية بتحسن الوضع الأمني في تونس خلال السنتين الأخيرتين لكنه اعتبر أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ظلت مصدر قلق مزمن لمختلف الحكومات التي تعاقبت على السلطة نتيجة عدم وجود استراتيجية متفق حولها لإنقاذ البلاد.
ودعا الزاوية إلى «كسر الطوق السياسي» الذي فرضته حركة «النهضة» بتحالفها مع «حزب النداء»، من خلال تشكيل تجارب سياسية وتحالفات جديدة بإمكانها أن تعيد التوازن إلى المشهد السياسي التونسي.
وقارن الزاوية بين الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي عرفته تونس إثر الثورة وتحقيق نسبة نمو اقتصادي بنحو 3.5 في المائة والمعدلات الضعيفة التي تعرفها تونس بعد تحقيقها نجاحات هامة في مكافحة الإرهاب، وقال إن التحالف السياسي بين «النداء» و«النهضة» هو الذي يتحمل وزر تلك النتائج المخيبة للآمال والانتظار. وقال إن الاستقطاب الثنائي بين «النداء» و«النهضة» قد تحول إلى تآلف سياسي مبني على تقاسم المناصب، بعد أن عبرت القيادات السياسية لكلا الطرفين في البداية عن ضرورة التوافق السياسي لإنقاذ البلاد، وهو ما لم يحصل بعد تحالفهما إثر انتخابات سنة 2014. وانتقد الزاوية هذا الاستقطاب الثنائي الذي لم يكن، برأيه، مبنيا على برنامج اقتصادي واجتماعي قابل للتنفيذ بإمكانه إخراج تونس من أزمتها الاقتصادية والاجتماعية. ورأى أنه في ظل ضعف المعارضة السياسية، فإن هذا التوافق خلف عدة مشاكل باتت تعرفها قطاعات حساسة على غرار الصحة والتعليم وهما قطاعان كانا بمثابة إحدى ميزات المجتمع التونسي، على حد تعبيره.
واعتبر الزاوية أن حل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي أضرت بالمجتمع التونسي، لن يكون إلا سياسيا، وذلك من خلال تفعيل الدستور التونسي الجديد وتشكيل المحكمة الدستورية والمجلس الأعلى للقضاء.
وبشأن الأحزاب السياسية التي من الممكن التحالف معها خلال الانتخابات البلدية المقررة ليوم 25 مارس (آذار) المقبل، قال الزاوية إن مشاورات متقدمة تجمع بين حزب التكتل الديمقراطي والحزب الجمهوري وحرب المسار الاجتماعي الديمقراطي.
، وقال إن الغاية من هذا التحالف تكمن في تغطية أكبر عدد ممكن من المدن التونسية الكبرى وهو ما سيظهر الوزن السياسي للتحالف السياسي الجديد.
وعن الاستراتيجية السياسية التي سيعتمدها حزب التكتل لإعادة تموقعه السياسي، قال الزاوية إن الحزب متمسك بالدفاع عن مكتسبات الثورة التونسية ومن بينها الدستور والحقوق والحريات وتطبيق القانون والفصل بين السلطات. وعبر عن معارضة صريحة للتوجهات السياسية الأخيرة من خلال نوايا الارتداد على تلك المكتسبات. وقال إن حزب التكتل يعارض تعديل الدستور التونسي وإعادة النظام الرئاسي إلى تونس، ويدعم استقلال الهيئات الدستورية.
واعتبر الزاوية أن عدداً من الأحزاب السياسية المعارضة للتوجهات الحالية في تونس، تلتقي مع حزب التكتل في تشخيصه للوضع السياسي ومن بينها حزب التحالف الديمقراطي وحزب التيار الديمقراطي وحراك تونس الإرادة بزعامة منصف المرزوقي الرئيس التونسي السابق. وأشار إلى اتفاق تلك الأحزاب خلال مرحلة معارضة قانون المصالحة مع رموز النظام السابق، وأكد على إمكانية التنسيق مستقبلا حول عدد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية وقال إن الغاية من معارضة قانون المصالحة الإدارية مع من ارتكبوا مخالفات ليس التشفي ولكن حتى لا يفلت هؤلاء من الحاسبة وحتى لا تعاد نفس الأخطاء مرة أخرى.
وفيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة سنة 2019 وما إذا كان حزب التكتل قد بدأ الإعداد لها من خلال ترشيح أسماء بعينها لخوضها، قال الزاوية إن الأمور غير واضحة ولم تنضج العملية بعد. ولكن من حيث المبدأ، فإن حزب التكتل يعارض مبدأ إجراء الانتخابات الرئاسية قبل إتمام الانتخابات البرلمانية، وأكد في هذا الصدد على طرح الرئيس التونسي الحالي الباجي قائد السبسي إمكانية إجراء الرئاسية في مرحلة أولى للاستفادة من نتائج تلك الانتخابات الرئاسية التي غالبا ما تكون مؤثرة في الانتخابات البرلمانية، وهذا مخالف للدستور التونسي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.