المحظوظون فقط يعبرون الصحراء... دون أن «تبتلعهم»

الهلال الأحمر الليبي ينتشل جثث المهاجرين غير الشرعيين المصريين من الصحراء
الهلال الأحمر الليبي ينتشل جثث المهاجرين غير الشرعيين المصريين من الصحراء
TT

المحظوظون فقط يعبرون الصحراء... دون أن «تبتلعهم»

الهلال الأحمر الليبي ينتشل جثث المهاجرين غير الشرعيين المصريين من الصحراء
الهلال الأحمر الليبي ينتشل جثث المهاجرين غير الشرعيين المصريين من الصحراء

تبتلع الصحراء الليبية الشاسعة المهاجرين المصريين غير الشرعيين في حالة تعطل سيارات الدفع الرباعي التي تقلهم، أو بعد صدور أوامر لهم من المهربين باستكمال الرحلة سيراً على الأقدام. المحظوظون منهم فقط هم الذين يقدرون على تحمل الجوع والعطش وشدة الحرارة، ويصلون إلى أقرب نقطة تعج بالحياة، أو إلى طرق ممهدة تمر بها السيارات.
الكتائب المسلحة التابعة للجيش الليبي و«الهلال الأحمر» هما الجهتان المختصتان بالتعامل مع ضحايا الهجرة غير الشرعية. وقد برز دور «الهلال الأحمر» الليبي مؤخراً بعد إعلانه العثور على عدد كبير من جثث المهاجرين. وأثارت تصريحات بعض أفراده جدلاً واسعاً في مصر، بعدما أعلن أحد قادته عن عدم تقديم أي مساعدة من الجانب المصري في عمليات البحث وتسلم جثث المهاجرين المصريين، مشيراً إلى صعوبة انتشال الجثث لعدم توافر الإمكانيات للجانب الليبي.
وقال بهاء الكواش، مدير مكتب الإعلام بالأمانة العامة في «الهلال الأحمر» الليبي في تصريحات صحافية: «يتم العثور على جثث المهاجرين غير الشرعيين في المنطقة الصحراوية جنوب مدينتي طبرق وإجدابيا». وتابع: «دخل الهلال الأحمر الليبي برفقة الدوريات الصحراوية إلى عمق نحو 267 كلم في الصحراء، وانتشل كثير من الجثث المتحللة جنوب منطقة وادي علي». وأوضح الكواش في تصريحاته: «أن الهلال الأحمر الليبي لا يمتلك سيارات دفع رباعي، أو أجهزة متطورة للاستكشاف. وقال: «دور الهلال الأحمر الليبي يتمثل في تسليم الجثث للمستشفيات، أو المساعدة في دفنها، مع إجراء تحليل الحمض النووي لمعرفة هوية الضحايا الذين لا يوجد معهم أوراق هوية».



المرتزقة في ليبيا... عصف الحرب المأكول

TT

المرتزقة في ليبيا... عصف الحرب المأكول

بعد 9 أشهر من الحرب التي شنها قائد «الجيش الوطني الليبي»، المشير خليفة حفتر، على العاصمة الليبية طرابلس، في 4 أبريل (نيسان) 2019، مدعوماً بمقاتلين من مجموعة «فاغنر» الروسية، دفعت أنقرة بمرتزقة ينتمون لمجموعات سورية معارضة، أبرزها فصيل «السلطان مراد»، الذي غالبية عناصره من تركمان سوريا، إلى ليبيا. وبعد اقتتال دام 14 شهراً، نجحت القوات التابعة لحكومة فايز السراج، في إجبار قوات «الجيش الوطني» على التراجع خارج الحدود الإدارية لطرابلس.

وفي تحقيق لـ«الشرق الأوسط» تجري أحداثه بين ليبيا وسوريا والسودان وتشاد ومصر، تكشف شهادات موثقة، كيف انخرط مقاتلون من تلك البلدان في حرب ليست حربهم، لأسباب تتراوح بين «آيديولوجية قتالية»، أو «ترغيب مالي»، وكيف انتهى بعضهم محتجزين في قواعد عسكرية بليبيا، وأضحوا الحلقة الأضعف بعدما كان دورهم محورياً في بداية الصراع.

وفي يناير (كانون الثاني) 2024، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عدد عناصر «المرتزقة السوريين» في طرابلس تجاوز 7 آلاف سابقاً، لكن فرّ منهم نحو 3 آلاف وتحولوا إلى لاجئين في شمال أفريقيا وأوروبا.

مرتزقة الحرب الليبية.. وقود المعارك وعبء الانتصارات والهزائم