أنقرة تعلن قرب إغلاق حدودها مع كردستان

آلية عراقية ـ تركية ـ إيرانية لدرس وقف صادرات النفط

TT

أنقرة تعلن قرب إغلاق حدودها مع كردستان

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوات جديدة تستهدف تضييق الخناق على إقليم كردستان العراق، مشيراً إلى أن بلاده ستغلق قريباً حدودها مع شمال العراق، كما ستواصل غلق مجالها الجوي رداً على استفتاء الاستقلال الذي أجراه الإقليم الشهر الماضي.
وقال إردوغان في خطاب في القصر الرئاسي بأنقرة: «علقنا الرحلات الجوية إلى شمال العراق، كما سيتم إغلاق الحدود والمجال الجوي قريباً». وأضاف أن «قرار إجراء الاستفتاء أظهر الجحود التام من جانب حكومة إقليم كردستان التي طورت علاقات تجارية وسياسية وثيقة مع تركيا... نطالب حكومة الإقليم بالتعلم من أخطائها واتخاذ خطوات للتعويض عنها في أسرع وقت ممكن».
ورأى الرئيس التركي الذي زار طهران، أول من أمس، لتنسيق رد دول الجوار على الاستفتاء الكردي، أن «مؤامرات التمزيق والتقسيم والتحريض العرقي والمذهبي التي تجري في سوريا والعراق هدفها محاصرة تركيا من الجنوب، ليس فقط عبر الحدود». وأضاف أن «هناك مؤامرة كبيرة تمتد إلى داخل البلاد أيضاً، وسنعمل على إفشالها على غرار المؤامرات السابقة».
وخاطب أكراد العراق قائلاً: «ماذا ستفعلون الآن بعد الإصرار على الاستفتاء؟ من الشمال تركيا ومن الجنوب حكومة بغداد ومن الغرب سوريا ومن الشرق إيران. إلى أين ستذهبون؟ وكيف ستدخلون وتخرجون من الإقليم؟ المجال الجوي لشمال العراق أُغلق وقريباً ستغلق المعابر البرية أيضاً».
وأوضح أن رفض تركيا للاستفتاء «لا علاقة له بالأكراد، وإنما مرده إجراء الاستفتاء من دون مشاورة أنقرة، وفي وقت يحتاج العراق إلى الوحدة»، واصفاً الاستفتاء بأنه «خيانة لوحدة الأراضي العراقية». وأشار إلى أن «إسرائيل هي الوحيدة التي تقف وراء رئيس الإقليم مسعود بارزاني»، وخاطبه قائلاً: «أنت تجلس على الطاولة وعن يمينك وزير خارجية فرنسي سابق (برنارد كوشنير) وعن يسارك يهودي آخر... هؤلاء ليسوا أصدقاء لك، فاليوم يقفون إلى جانبك وغداً سيختفون. عليك أن تتعاون معنا».
وأعلن أن بلاده شكلت آلية ثلاثية مع إيران والعراق ستتخذ قراراً مشتركاً بشأن وقف إمدادات النفط من كردستان. وأضاف: «سيتم اتخاذ إجراءات بشأن مدينة كركوك» التي رفض إدراجها في الاستفتاء، قائلاً إن «الأكراد لا شرعية لهم هناك... لا يمتلك الأكراد أي حقوق في كركوك. فهم عبارة عن محتلين هناك». وأشار إردوغان في تصريحاته التي أدلى بها لدى عودته من طهران، إلى أنهم لم يتلقوا إشارة تهدئة من شمال العراق: «وسنواصل خريطة الطريق التي وضعناها، والإدارات المعنية ستواصل مفاوضاتها حول الاستفتاء الباطل». وشدد على أنه «لا خيار أمام إدارة الإقليم سوى إلغاء الاستفتاء». وأضاف: «على سبيل المثال انظروا إلى كوسوفا. على رغم اعتراف 114 دولة بها، لا أحد فيها يقول هذه دولتي، فيما بارزاني لم يتلق الدعم سوى من إسرائيل... سيتراجع عن هذه الفعلة وسيلغي الاستفتاء».
في السياق ذاته، دعا نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ إدارة إقليم كردستان إلى إعلان بطلان الاستفتاء الذي أجرته في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي. وأضاف خلال كلمة في إسطنبول، أمس، أن على بارزاني «التصريح علانية بقبوله بوحدة الأراضي العراقية وسيادتها والجلوس إلى طاولة الحوار مع الحكومة المركزية في بغداد من دون أي شرط مسبق، لحل الخلافات القائمة بينهما».
وأكد بوزداغ أنّ تركيا وإيران والعراق يراقبون مستجدات الأوضاع في المنطقة عن كثب، وأن الدول الثلاث «لن تسمح بأي خطوة من شأنها الزج بالمنطقة في مآزق وصراعات جديدة». وشدد على أن بلاده «تعتبر مسألة الأمر الواقع في العراق، تهديداً لأمنها القومي، وأن من أولوياتها إزالة جميع التهديدات التي تضر بها».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».