العاروري نائباً لهنية بدلاً من أبو مرزوق

انتخابه يعزز من قوة العسكر في مركز صنع القرار

TT

العاروري نائباً لهنية بدلاً من أبو مرزوق

انتخب مجلس الشورى الأعلى لحركة حماس القيادي في الحركة صالح العاروري نائباً لرئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، وذلك بدلاً من موسى أبو مرزوق، الذي يفترض أنه تسلم هذا الملف حينما وزعت قيادة الحركة الجديدة الملفات على أعضائها، في الاجتماع الأول الذي جرى في القاهرة الشهر الفائت.
وقال مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» إنه جرى انتخاب العاروري نائباً لرئيس المكتب السياسي للحركة بعدما اعترض وآخرون على تسليم أبو مرزوق منصب نائب رئيس المكتب لولاية ثانية.
وبحسب المصدر، استند المعارضون إلى أن اللوائح الداخلية، التي سرت على رئيس المكتب السابق خالد مشعل، بعدم توليه المنصب مرة ثانية، تسري كذلك على موقع النائب.
وقال المصدر إن أبو مرزوق قرر ترك المنصب بإرادته بعد هذه الاعتراضات، ثم جرت الانتخابات، وأكد أن العاروري، بصفته مسؤول إقليم الضفة الغربية، تنافس على الموقع مع مسؤول إقليم الخارج، قبل أن يفوز الأول.
كان أبو مرزوق قد انتخب لهذا المنصب في اجتماع القاهرة، ثم ترأس وفداً ضم العاروري وآخرين في زيارة لموسكو، وعرفته بيانات حماس الرسمية بنائب رئيس المكتب السياسي.
ويعزز انتخاب العاروري نائباً لهنية من صعود العسكر إلى مركز صنع القرار في الحركة، بعدما حاولت حماس لعقود طويلة الفصل بين العمل السياسي والعسكري.
وتتهم إسرائيل العاروري، الذي وصل إلى المكتب السياسي للحركة، بالوقوف خلف تنشيط «القسام» في الصفة الغربية وتنفيذ عمليات. وكانت قد طلبت من تركيا سابقاً طرده، إلى جانب قائد حماس في غزة يحيى السنوار، الذي يعد أحد أبرز قادة «القسام»، وفتحي حماد وزير داخلية حماس السابق وأحد صقور القسام، وهو معروف بتشدده، إلى جانب ماهر عبيد الذي يعد أحد قادة القسام في الضفة، وقد سجنته إسرائيل وطاردته وأبعدته إلى الخارج.
وعلى الأقل، فإن اثنين من بين أعضاء المكتب، وهما السنوار وحماد، موضوعان على قائمة الإرهاب الأميركية.
وصعود العسكر إلى المكتب السياسي العام نتيجة طبيعية لصعود العسكر كذلك في مكتب قيادة غزة الذي ترأسه السنوار، وضم كذلك مروان عيسي الذي يوصف برئيس أركان القسام، وروحي مشتهى، وفي السجون، حيث تسلم القيادي في القسام محمد عرمان قطاع السجون في حماس.
وينحدر العاروري من قرية عارورة، قرب رام الله، وقد عاش في الضفة الغربية واعتقل في السجون الإسرائيلية قبل إبعاده إلى الخارج في 2010، ضمن صفقة وافق عليها وأثارت آنذاك كثيراً من الجدل.
وبرز نجم العاروري حينما اتهمته إسرائيل في 2014 بمحاولة بناء البنية العسكرية لحركة حماس في الضفة الغربية، واتهمته بالوقوف خلف تنفيذ حماس عمليات عدة، من بينها خطف 3 مستوطنين في الخليل وقتلهم، وهي العملية التي يمكن وصفها بشرارة حرب 2014 على غزة.
ولم يكد اسم العاروري ينسى، حتى عادت إسرائيل واتهمته في أغسطس (آب) من العام نفسه بالمسؤولية عن تشكيل خلية للانقلاب على السلطة في الضفة الغربية.
وخلال السنوات القليلة الماضية، تعزز حضور العاروري في حماس، بعد هجوم إسرائيلي متكرر ضده، وإجراءات طويلة بهدف طرده من تركيا وقطر، والآن من لبنان.

صالح العاروري
- ولد بقرية عارورة، شمال غربي رام الله، في 19 من أغسطس عام 1969.
- نشأ في بيت متدين، وكان والده حافظاً للقرآن وإماماً للمسجد القريب منهم.
- درس الابتدائية والإعدادية بمراحلها كافة في مدارس القرية، وأنهى دراسته الثانوية في رام الله، والتحق بجامعة الخليل قسم العلوم الشرعية، وكان أمير الكتلة الإسلامية بعد أن التحق بحماس فور انطلاقتها عام 1987.
- اعتقل أول مرة عام 1990 إدارياً لمدة سنة، بحجة المشاركة في نشاطات طلابية. واعتقل في المرة الثانية بعد عامين في 1992، وأخضع لتحقيق قاس عنيف جداً حول علاقته بكتائب القسام، ووجهت له تهمة المشاركة في تأسيس الجهاز العسكري لحماس، ومن ثم حكمت عليه المحكمة الإسرائيلية بـ5 سنوات. واعتقل مرة أخرى بعد عام واحد، وحكم عليه بالسجن 5 سنين أخرى. ومع انتهاء هذه الفترة عام 2003، جرى تحويله إلى الاعتقال الإداري مجدداً، وظل يتردد على السجن حتى عام 2007.
- تزوج عام 1995 بعد تخرجه من الجامعة من إحدى قريباته.
- أعيد اعتقاله في 2007، وبقي في السجن حتى 2010، حيث وقع صفقة مع الإسرائيليين تقضي بإبعاده إلى الأردن لـ3 سنوات. وأعلنت إسرائيل أن إطلاق سراح العاروري يمنع عليه العودة إلى الضفة الغربية، وفقاً لهذا الاتفاق، إلا بعد انتهاء هذه المهلة. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس «الشاباك» آنذاك، يوفال ديسكين، أشرف على الصفقة. خرج العاروري إلى الأردن، ومنها إلى دمشق، حيث مكث فيها نحو عامين، ثم غادرها إلى تركيا.
- في 2013، نجح العاروري في انتخابات حماس الداخلية، وحجز مقعداً في المكتب السياسي، أعلى هيئة لحماس.
- في 2014، اتهمته إسرائيل بالوقوف خلف عمليات عدة في الضفة الغربية ضد إسرائيل.
- نجحت إسرائيل لاحقاً في طرده من تركيا ومن قطر، وتشن الآن هجوماً على لبنان من أجل طرده أيضاً، بصفته مسؤولاً عن قتل إسرائيليين.
وهذا هو السبب الذي ساقه الإسرائيليون بدورهم لدى الكرملين، احتجاجاً على استضافة المسؤولين الروس قبل أسابيع وفداً من حماس، ضم العاروري كذلك.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.