روسيا تقترب من تحقيق «الأمن الغذائي»

مدفيديف يعرب عن الارتياح لنمو الإنتاج الزراعي

TT

روسيا تقترب من تحقيق «الأمن الغذائي»

أكد رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف أن روسيا باتت قريبة جدا من تنفيذ متطلبات «عقيدة الأمن الغذائي». وأشار في كلمة خلال افتتاح المعرض الزراعي «الخريف الذهبي 2017» إلى أن القطاع الزراعي في روسيا يتطور بنجاح، ورأى أن هذا يسمح بالقول «إننا أصبحنا على وشك تحقيق الأمن الغذائي»، لافتاً إلى أن تحقيق أهداف تلك العقيدة بدا معقدا للغاية، وأكد: «لكن يجري تحقيقها، يمكننا التأكيد أن روسيا عادت لتقف بين الدول الكبرى عالميا في الإنتاج الزراعي، وهذا أمر جيد».
ويشكل تحسين وزيادة الإنتاج الزراعي والحيواني في روسيا مسألة حيوية وغاية في الأهمية بالنسبة للحكومة الروسية وللاقتصاد الوطني، كما وللمستهلك. ذلك أن روسيا عانت منذ عام 2014، من نقص في بعض المواد الغذائية إثر تبني الغرب عقوبات ضدها بسبب الوضع في أوكرانيا. واضطرت الحكومة الروسية حينها إلى البحث عن مصادر بديلة عن الغرب لتأمين احتياجاتها من المنتجات الزراعية التي لا تنتجها، وبموازاة ذلك أطلقت برنامج «التعويض عن الصادرات»، الذي تضمن بما في ذلك دعم القطاع الزراعي الحيواني للحصول على بديل محلي عن المواد الغذائية المستوردة.
وقال مدفيديف إن روسيا ستتمكن من زيادة صادراتها من المواد الغذائية، لافتاً إلى أن الفضل في ذلك يعود بدرجة كبيرة إلى الدعم الحكومي. وأعاد إلى الأذهان أن هذا الدعم بلغ خلال العام الجاري 242 مليار روبل (نحو 4.1 مليار دولار)، وأكد أن نتائج هذا الدعم واضحة للعيان.
وتنوي الحكومة الروسية مواصلة الدعم، وتعهد مدفيديف أنه سيعمل ليس من أجل الحفاظ على الدعم فحسب، وإنما زيادة حجمه في السنوات القادمة. وأشار إلى زيادة الإنتاج الزراعي، وكذلك الإنتاج الحيواني، وقال إن روسيا أصبحت تنتج كميات أكبر من اللحوم والمواد الغذائية التي تصنع من اللحوم، وأكد نمو الصناعات الغذائية خلال العام الجاري نحو 3.5 في المائة.
أما الحبوب التي تشتهر روسيا بإنتاجها بكميات كبيرة على المستوى العالمي، فقد أشار رئيس الحكومة الروسية إلى أن «وزارة الزراعة واثقة من أن الإنتاج سيكون قياسيا هذا العام، وحسب المعطيات الأخيرة قد يزيد عن 126 مليون طن من الحبوب». وقال إن هذا الرقم إن تحقق فهو حجم النتائج قياسي خلال الـ100 عام الأخيرة، وربما في تاريخ روسيا.
وبسبب برودة المناخ فيها فإن روسيا غير قادرة على إنتاج كميات كبيرة من الخضار التي تتطلب مناخاً دافئاً. ولذلك تعتمد في هذا المجال بصورة خاصة على المناطق الجنوبية من البلاد في حوض البحر الأسود، وشبه جزيرة القرم. وشدد مدفيديف في هذا السياق على ضرورة المضي خطوة تلو الخطوة نحو الاستعاضة التامة عن استيراد الفاكهة بما في ذلك شتل شجيرات الفاكهة، وأشار إلى آمال تعلقها روسيا على شبه جزيرة القرم في مجال زراعة الفاكهة.
وقال إن القرم تتمتع بقدرات هائلة في هذا المجال، موضحاً: «الأمور بالنسبة للحبوب جيدة جداً، لكن يمكننا زراعة الحبوب في أماكن مختلف، أما الفاكهة فلا يمكننا ذلك. ومن هنا نعلق آمالا خاصة على القرم».



صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.